هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عبد الرحمن أبو ذكري يكتب: نمط الحركة التاريخية النبوية يُبين لنا أن مرحلة الإعداد صيرورة دائمة، وأن خروج المؤمن بالدعوة إلى العالم البراني فتنة في كل شيء، لطالما أخفق ابن آدم في معالجتها؛ إلا من رضي الله له عصمة منها. لهذا، كانت حقيقة اليُسر والعُسر معا هي التلاقي في رباط دائم، يسبح فيه المرابط ضد تيار نفسه الأمّارة بالسوء، الراغبة في الإخلاد إلى الأرض، وضد تيار المجتمع الذي يُزين له ذلك، ويسوغه له بشتى الحجج. وهي سباحة طويلة بطول عُمر الفرد، وتلزمها طاقة نفسية هائلة.
عبد الرحمن أبو ذكري يكتب: كان سيد قطب مثالاً باهراً للمحدَثين في ذلك، إذ قال لأخته -من بين ما قال- إنه عَمِلَ لهذه اللحظة طويلاً (أي الشهادة)، ولن يرتضي عنها بديلاً. فقد أحرق حياته كلها وصولاً إلى هذه النقطة؛ فأقبل على الشهادة كأنها عُرسه، واختار العروج على الفتنة، والخلود على الهدم