ما زالت الأحداث تتطور سراعاً في أفغانستان وتكشف كل يوم عن جديد، إلا أن العنوان الأبرز في البلاد ما زال الغموض وعدم اليقين والمشهد المركب المعقد. ومما يعتريه الغموض الدور التركي في مستقبل أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، وعلاقات أنقرة بحركة طالبان، وبأفغانستان كدولة..
العدالة والتنمية يفتقد اليوم لوجود شخصية قيادية ذات كاريزمية عالية وإجماع عليها داخل الحزب، بحيث يمكن أن تقوده وتحافظ على وحدته وقوته بعد أردوغان، وهو الحزب الذي تنضوي داخله تيارات عديدة تتنافس فيما بينها على النفوذ في الحزب والدولة والحظوة لدى الرئيس والفرصة في خلافته
مرة أخرى ارتفعت أصوات تنادي بإعادة السوريين إلى بلادهم - وهو أمر قديم يتجدد كل حين - مع انتقادات كبيرة للحكومة التركية بخصوص استراتيجيتها في التعامل معهم، لكن الأمر هذه المرة تخطى التصريحات السياسية المناكفة لحزب العدالة والتنمية الحاكم وانتقل لأول مرة إلى مؤسسة رسمية وبخطاب عنصري
من المتوقع عودة التواصل بين الجانبين في المستقبل القريب، إما بشكل مباشر أو من خلال وساطة (قطرية مثلاً)، ومن الممكن جداً أن يتوصل الجانبان لاتفاق ما يشكّل حلاً وسطاً بينهما وبما يراعي مصالح كليهما. أما إذا تصلبت طالبان في موقفها الرافض لوجود قوات تركية فمن المستبعد أن تقحم أنقرة نفسها وجنودها
مازال الانقلاب الفاشل في 2016 محطة فارقة في تاريخ تركيا الحديث، ولعل أحد أهم أسباب ذلك أنه صعّب إلى حد كبير حدوث انقلاب جديد في المستقبل وضيّق الهوامش على من قد يفكر بذلك بشكل ملحوظ. إلا أن الجزم بعدم إمكانية حدوث ذلك أمر متعذر في العموم؛ لأن الثابت الوحيد في السياسة هو التغيير
تبدو تركيا مستعدة لصفحة جديدة قد تفتح في الملف الليبي في الأسابيع والشهور المقبلة، وهي صفحة تريد لها بعض الأطراف في ما يبدو أن تكون في الميدان لا على طاولة الحوار السياسي..
قال أردوغان إن تحقيقاً في الموضوع قد بدأ، ما يعني أن نتائجه من جهة ومدى قدرته على إقناع المواطنين بها من جهة أخرى؛ ستكون لهما ارتدادات على المشهد الداخلي التركي، ذلك أن ظاهرة بهذا الحجم من الاهتمام والمتابعة ستحتاج لإجابات شافية وشفافة
لا خلاف على أهمية النقد والنقاش المتعلق بمقاومة الاحتلال، لجهة الوسائل والأدوات الأنجع لها، لا سيما بعد الانتصار النسبي والمرحلي الذي حققته، والذي وضعها ووضع القضية على مشارف مرحلة جديدة مختلفة بالكلية. هذا نقاش نحتاج جميعنا أن نخوضه على أرضية دعم المقاومة والنصح لها والرغبة في تصويبها وتسديد مسارها
الخسائر البشرية المتمثلة بأعداد الشهداء والجرحى ليست معياراً صحيحاً لتقييم جولة التصعيد الحالية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الصهيوني، أو بتعبير أدق تدخل غزة عسكرياً في قضية حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى. ليس فقط لاختلال موازين القوى الدائم والملازم لحركات التحرر، ولا لأنه يتعارض مع منطق المقاومة ومواجهة المحتل أصلاً وحسب، ولا لأننا نقلل من قيمة هذه الخسارة (فالبشر أعز ما نملك)، ولكن لأنه فعلاً ليس المعيار الأصح.
العلاقات بينهما قد دخلت فعلاً في مرحلة جديدة مع اللقاءات الدبلوماسية الأخيرة وانطلاق الحوار الحالي، لا سيما في ما يتعلق بملف المعارضة المصرية. وفي هذا الإطار تحديداً سيكون من السراب والتحليل الرغبوي توقع عودة عقارب الساعة إلى الوراء
ثمة تفصيل أخير ومهم ينبغي التطرق إليه، وهو أن التغير الجذري في موقف تركيا من قضية خاشقجي يعد مؤشراً واضحاً على رغبة حقيقية في فتح صفحة جديدة مع الرياض، إذ كان هذا الملف تحديداً من أهم عوامل التوتير بين البلدين مؤخراً
يمكن فهم الزيارة من الزاوية الفنية البحتة بأنها تلاقٍ لرغبة الحكومة الليبية في استثمار لحظة الاستقرار السياسي النسبي بعد انتخابات مجلس الدولة لصالح إعادة الإعمار وتحريك عجلة الاقتصاد، ورغبة تركيا في تطوير دورها في ليبيا
يتضح أن الاستراتيجية الحالية لحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان هي استمالة حزب السعادة قيادةً وأنصاراً، ومحاولة سد الطريق على وصول الحزبين الجديدين اللذَيْن خرجا من رحمه للشريحة المحافظة من الشعب، أو المترددين من أنصاره هو تحديداً
القلق التركي تحول إلى خطوات عملية، من قبيل التعاقد مع جماعات ضغط وشركات حقوقية في الولايات المتحدة للدفاع عن حق تركيا في العودة لمشروع F35 وتوضيح موقفها بخصوص S400، وهو ما يمكن قراءته من إحدى الزوايا بعدِّهِ تراجعاً في آمال تركيا بقرب حوار جاد ومثمر مع الإدارة الجديدة