فيما الانقلاب يزيد تثبيت أقدامه على أرض مصر والعرب، ظاهرياً، انشغل أنصار الشرعية والداعين إلى رفعة وتقدم مصر والأمة العربية الإسلامية مؤخراً بمفارقات القمة العربية التي عُقدت في شرم الشيخ..
لستُ أكتم الله تعالى ما أشعر به من وجع مثل المخلصين في مصر والأمة.. بل إنني لله تعالى وليس للإخوة والأصدقاء من جماعة الإخوان ومن ثم التيار الإسلامي، ومن أحب أن أطلق عليهم الشرفاء .. بل إنني لله تعالى أقول إنه لا يرضيني.. ولا أحسب أنه يرضي صاحب رأي وضمير ما يحدث للمصريين.
من الصور التي لا أنساها، مهما رأيت وحييت، صورة الرئيس محمد مرسي مع قائد الانقلاب ورئيس حكومته في آخر لقاء ضمهم، وصورة للراحل "سعيد صالح" يضحك في سذاجة ومبالغة مفرطتين في مسرحية "مدرسة المشاغبين".
لما فصلت العير القادمة من مصر ووصلت إلى فلسطين الحبيبة، برأي بعض المفسرين، قال سيدنا يعقوب لمن حوله في الآية الكريمة: ".. إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ"..
وقت أن أحتاج إليك وتغلق الباب في وجهي، "وتسكّر الباب"، تظن إني سيقتلني الاشتياق، أو إني سأظل لدى الباب سنين، آهٍ يا باباً مرهوناً بعذاب الأحباب، وما هذه الحياة إلا " مفصلات" أبواب، "شو غُربْ .. شو أصحاب".
فور إعلان عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك عن انقلابه على الرئيس محمد مرسي انتابت المرء موجات من الدهشة.. لم تكن تخص موقف الأخير للحقيقة، فإنه كان شديد الوضوح، ولكن العجب كل العجب كان من موقف داعميّ الانقلاب سواء المصريين أو الخليجيين ..
"نام كثير من العرب والمسلمن في دول كثيرة قبل منتصف ليل الخميس الماضي بتوقيت نجد والحجاز المسماة ظلما بالمملكة العربية السعودية، واستيقظوا على أحسن تقدير لصلاة الفجر. لم يعرفوا بخبر الوفاة، الرسمي للملك عبد الله بن عبد العزيز..
لم أتخيل "العهن المنفوش" الذي وصف الله الجبال به يوم القيامة في قوله عز من قائل:"ويوم تكون الجبال كالعهن المنفوش" إلا لما رأيتُ الأمر على حقيقته مرتين صباح الأمس..
كل صاحب (قلم شريف) كان يتمنى إما أن يقول قولاً فصلاً لم يقله سواه من قبل، أو التواري بالألم الذي لم يوازه إلا استشعار ألم أخت فارقت أخاها الوحيد .. في إحدى قرى محافظة المنيا النائية، وكان عمرها قرابة الأربعة عشر عاماً، وتتحدث إلى مراسلة لصحفية من ذوات الصحافة الانقلابية الخاصة المغمورة، وتقول لها بل
صرنا نشتهي الموت فلا نجده في مصر! تلك حقيقة صارت تقض منامنا وتمنعنا الرقاد، إن من لديه أدنى درجة من إحساس وينتمي إلى مصر، أو حتى لا ينتمي إليها، وينتمي إلى الإنسانية تسؤه، أيما إساءة ما يحدث بالكنانة للأبرياء على مدار الساعة، إن يوماً بليلته لا يكاد يمر، بل إن نهاراً لايمر إلا بشهداء..