لا يمكن الحديث إذن عن مشكل الهوية دون البحث في المحددات الاجتماعية والاقتصادية لهذه المقولة المعقدة التي تحولت إلى أداة للتوظيف السياسي لا في المنطقة العربية أو في تونس فحسب بل حتى في دول متقدمة تتخفى وراء مقولات الهوية..
أسالت مسألة المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة الكثير من الحبر تونسيا وعربيا لما لها من حساسية كبيرة تستمدها من علاقتها الوثيقة بأحكام القرآن الثابتة واندراجها في نسق كامل من أنساق منظومة التشريعات الإسلامية..
هل يقف الخليج العربي اليوم أمام مرحلة جديدة من تاريخه السياسي؟ وهل يستطيع تجاوز الأزمات الحالية بشكل يمنع تفكك بنيته الداخلية؟ ما هي الاحتمالات الممكنة لتداعيات الأزمات الإقليمية على البناء الخليجي ككل وهل تملك الدول الخليجية خيارات للخروج من هذا المأزق؟
لا شك أن من أهم دوافع وأساب الثورات الشعبية التي عرفتها المنطقة إنما تتمثل في التمرد والرفض المعلن لممارسات السلطة السياسية القمعية القائمة على سلب الحريات والتنكيل بالرأي المعارض..
ليست الفوضى الممتدة على طول المنطقة العربية في الحقيقة إلا نتيجة موضوعية لسياسة الأنظمة القمعية العربية في مواجهة شعوبها وليس الإرهاب المعلن اليوم هو إرهاب الشعوب بل هو في الحقيقة إرهاب الأنظمة نفسها..
إن التقارب الوثيق اليوم بين العدو الداخلي ممثلا بالأنظمة القمعية وبين العدو الخارجي ممثلا بالكيان المحتل إنما تمثل آخر مراحل صراع الشعوب العربية من أجل الحرية..
من حق تركيا في تعاطيها مع حادث اغتيال الكاتب والإعلامي السعودي جمال خاشقجي، أن تراعي مصالحها قبل أن تحتكم إلى العاطفة أو إلى العنتريات التي يعشقها العرب خصوما كانوا أم حلفاء..
إن تحرير الإعلام في الدولة العربية لا ينفصل عن مطلب الحرية العام الذي طالبت به الشعوب ولا تزال وقدمت في سبيله آلاف الشهداء وهو ما يجعل منه أداة للتحرر وغاية له في نفس الوقت..
جرائم الطغاة العرب في حق شعوبها وفي حق المعارضين ليست إلا تسريعا لإنهاء الطور الأخير من نظام الوكالة العربي الذي وضع الأمة خارج التاريخ ومنعها كل أشكال التحرر والنهوض..
تعمل وسائل إعلام النظام العربي الرسمي على إشاعة خطاب يتهم الثورات العربية بأنها لم تجلب غير الفوضى والخراب وأنها لم تحقق نتيجة إيجابية واحدة. هذا الخطاب لا يقتصر على منصات إعلامية أو مواقف رسمية بعينها بل يشمل كذلك مواقع التواصل..
إن حالة التناحر السياسي بين الأنظمة العربية تمثل في نظرنا مؤشرا على نهاية بنية النظام نفسه وإيذانا بدخول النسق السياسي برمته دورته الأخيرة، خاصة بعد أن رفض فرصة التجدد التي أتاحها له سياق الثورات العربية..
أعلن بالأمس أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن استثمارات مباشرة في تركيا تقدر بأكثر من خمسة عشر مليار دولار لدعم الاقتصاد التركي ومساندة الليرة التركية.