تمتاز هذه المنطقة بأنها لا تزال تحتفظ بإرث مجتمعات ما قبل النظام السياسي الذي يرتكن إلى الحدود كأحد مقومات الدولة، فالقبائل متشعبة في دول الجوار، والأواصر فرّقتها الحدود وإن لم تقطعها، لهذا كانت مشاهد اجتماع الأسر والعائلات تصنع سعادة ما بعدها سعادة
الأوضاع قد تستدعي تفويت فرص هجوم الخصم من أجل الاستعداد للفوز بمكتسبات أخرى، ولهذا لا ينبغي أن يقع الحزب في هذه المرحلة تحت وطأة ضغوط الهجوم الحالي، كما أن عليه إيقاف نزيف خسارة رصيده الداخلي والإقليمي، وهي معادلة صعبة..
وجد حزب العدالة والتنمية نفسه في موقف شديد الإرباك والتعقيد؛ فإما أن يقبل الوضع الذي فرضه الملك صاحب القوة والسلطة الأعلى في البلاد، وإما أن ينحاز إلى تاريخه ومواقفه ليجد نفسه في مواجهة الملك، وهي مواجهة لن تكون سياسية أبدا بحسب ما تراكم لدينا من خبرات معارضة المستبدين في المنطقة
لو كانت الأحوال كما كانت منذ قرابة عقد، لاندلعت التظاهرات في العواصم العربية تدعم الموقف الإيراني إزاء ما تواجهه من اعتداءات تمس سيادتها، وهي اعتداءات ما زالت تُغضبنا رغم سخطنا الشديد تجاه حركتها في المنطقة
اللافت للنظر، أن تقوم هيئة دينية سعودية بوصف الإخوان بأنها جماعة "إرهابية ومتطرفة، وأنه خرج من رحمها جماعات العنف والتطرف في العالم"، فهؤلاء هم أصل التكفير والتشدد في العالم بأسره، منذ قيام دعوة محمد بن عبد الوهاب القائمة على التكفير والدم
اندلعت التظاهرات في الريف هذه المرة، ولم تندلع في المدن، ولم يحمل المطالب أبناء الطبقة الوسطى كعادة عمليات الاحتجاج التي تطالب بتغيير النظام السياسي، والمدهش أنها استمرت رغم القمع الأمني ومحاولات الفض
مرت عقود بعد كامب ديفيد وبقي في الوجدان المصري أن العدو الصهيوني سيظل عدوا، كما بقي في الوجدان المصري أن أحد أكبر أخطاء الرئيس الراحل كانت في التقرب للأمريكيين عبر بوابة دولة الاحتلال، وهذه تقدمة لازمة لبيان الفارق بين ما جرى منذ أربعين عاما، وما يجري الآن
من المهم أن يدرك متلقي هذه الكلمات أنها ليست بغرض نصب المشانق أو إلقاء الأوزار على أحد، بل هي دعوة تدارك وإصلاح، فأهم ما يشغل المعنيّ بالشأن العام أن تهتم التنظيمات الوطنية بتقويم مسارها..
إذا كانت إمكانية الوصول إلى المعلومات متعذِّرة في ظل نظام دموي وقمعي مفهومة، فغير المفهوم تصرفات قيادات التيار السياسي الإسلامي وتحديدا جماعة الإخوان، وعدم قيامها بمراجعات لما حدث وآثاره، أيضا إبداء نتيجة تلك المناقشات
خرج اللبنانيون ليطالبوا بـ"الثورة، وتغيير الطبقة السياسية"، وبشكل مبدئي استقالت الحكومة اللبنانية الحالية، لكن هل يمكن بالفعل حصول تغيير سياسي في لبنان؟
في ذكرى النكبة الأكبر التي حاقت بمصر والمنطقة فإن أكثر ما يثير التساؤل، هل كانت مصادفة أن تتزامن مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية وتأسيس نظام دولي جديد مع الحكم العسكري في أغلب الدول التي كانت مُحتلة من دول أوروبية؟
"ماذا سيكسب الأمن القومي العربي من صراع عسكري مصري- تركي؟" صحيح أن وصول الخلافات إلى مواجهة عسكرية مباشرة أمر قد يشبه المُحال، لكن هذا الخيار ليس مستبعدا بصورة كاملة، خاصة مع تعدد الرسائل غير الناعمة، كالمناورات الحربية ومشاريع الاصطفاف وغارات الطيران "المجهولة"..
فاقد الشيء لا يعطيه، وإذا أرادت قواعد تلك الأحزاب والحركات في الداخل والخارج إحداث تغيير ومواجهة نظام مستبد، فعليها أن تواجه أولا قيادتها في حدود قواعد الآداب واللوائح التنظيمية، وإذا كانت غير قادرة فلتمسك لسانها عن النظام السياسي وتنتظر الفرج من عند الرحمن