يكتب سعادة: سقوط هذا النوع من الأنظمة يستدعي أيضا إعادة التفكير في سمات الخطاب التقدمي التحديثي العلماني عند العرب، ولماذا فشل في أن يوجد لنفسه أرضية جمهورية؟
لم يسبق أن دخل مجتمع في حرب بهذه الدرجة من الانقسام الداخلي حولها، وحول من يخوضها، وفي ظل فراغ رئاسي، وتعطيل مؤسساتي، وإفلاس مالي، ووضع ضاغط لملف اللاجئين، كما في ظل اتساع الهوة التكنولوجية مع العدو..
إن كانت الإبادة الحاصلة في القرن الماضي من صنع الأوروبيين المسيحيين، فإن خطر الإبادة يأتي هذه المرة من الشرق الإسلامي، والسلاح الوحيد في مواجهته هو الهمجية الحربية بإزاء فلسطينيي غزة
يأتي خبر وفاة المحامي أليكسي نافالني، وهو المعارض الأشرس لنظام فلاديمير بوتين في العشرية الأخيرة، قبل شهر من موعد الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الروسية.
عندما تطرق بهيمراو أمبدكار، أول وزير للعدل في الهند بعد استقلالها عن بريطانيا، والزعيم التاريخي «للمنبوذين» فيها، ثم المشرف، بل المدبج الرئيسي لمسودة الدستور الهندي (المقر عام 1949) إلى منصب رئيس الدولة بموجب هذا الدستور، لم يتردد بمطابقته مع موقع الملك في النظام الدستوري البريطاني.
عجيبة هي الأيام الستون التي قضاها يفغيني بريغوجين ما بين واقعة الزحف المشهديّ المبتور على موسكو والتحطيم العمد للطائرة التي كانت تقله، وساعده الأيمن دميتري أوتكين، من موسكو في اتجاه سانت بطرسبرغ، وهي العاصمة الإمبراطورية السابقة التي تحمل اسم بطرس الأكبر، والتي تعدّ مسقط رأس لكل من الرئيس فلاديمير بوتين، ولبريغوجين، ولمجموعة فاغنر نفسها.
مرة جديدة، يُظهر مصطلح «الهيشَة» أو «الهوشَة» على ما حفظته لنا المدوّنة المعجميّة التراثية العربية كما في نموذج «لسان العرب» لابن منظور، نجاعَتَه في وصف الحراك الاحتجاجي الكثيف، لأحفاد المهاجرين الشمال أفريقيين في فرنسا، على خلفية مقتل الشاب الفرنسي المتحدر من أصول جزائرية ومغربية، الذي لم يبلغ السن القانونية بعد، نائل مرزوق، وهو عامل توصيل «الدليفري» لطلبات البيتزا، على يد شرطي «أعدمه» بالرصاص الحي؛ لأنه لم يتوقف عند الإشارة المرورية الحمراء.
.من علامات الجدب في تاريخ الأفكار السياسة، الإسرافُ في تحميل وزر الديكتاتوريات والتوتاليتاريات الحديثة لسلسلة تبدأ من نيكولو مكيافيللي 1469-1527 في عصر النهضة الإيطالية، وتتألق مع توماس هوبز في عصر الحرب الأهلية الإنكليزية في القرن السابع عشر، ومن ثم جان جاك روسو قبيل الثورة الفرنسية، وغيورغ فيلهلم هيغل إبان هذه الثورة والحروب النابليونية، وفي إثره كارل ماركس في زمن ظهور الحركة العمالية.
مضى منذ وقت غير قصير، الزمن الذي كانت فيه الجماعات الدينية المختلفة تتصادم لدواع لاهوتيّة ـ كلاميّة أو إسكاتولوجيّة ـ أُخرويّة، أي دواع متصلة بمربط الخيل بين الدنيا والآخرة، ولمن الفوز باستحقاق النعيم، ومن مهبطه إلى بئس المهاد..
حتى إشعار آخر، أو لا إشعار، يدور الاستحقاق الرئاسي اللبناني في حلقة مفرغة، حيث "الكلّ" يتأفف من فكرة البحث عن رئيس توافقي وتلفيقي، مائع وفاتر، مبهم الاصطفاف، ميّال إلى التسويف وطمر المستعصيات من الأمور تحت سجادة التشريفات. والكلّ يشدّد على أنّ المرحلة لا تحتمل رئيسا لا طعم له ولا لون، هذا على الرغم من تراجع صلاحيات هذا المنصب بعد اتفاق الطائف.
يحضر الزلزال في التاريخ كتمرين. تمرين على «نهاية العالم». أقلّه على نهاية «عالم ما» و«الشروع في آخر». بالزلازل وثورات البراكين صاغ النوع البشري وعيه السحيق. هو إذن وعي «جيولوجي» بالكوارث.