ضع إلى جانب ذلك كله الاسم المضحك للفرقاطة التي رفع عليها شكوكو علم العسكر، التي سموها "طحيا ماسر" وستفطن إلى أن التسمية الأنسب لتلك المناورة الكوميدية هو ذات المصاري.
لكل حالة مشهد على الزياطرو، فهناك فضائح مخصصة للتغطية على مشهد قتل الجنيه وارتفاع الدولار، وهناك مشاهد أخرى تغطي على كارثة اقتراض العسكر من البنوك الفرنسية بضمان وزارة المالية، أو بمعنى أدق بضمان الشعب المصري الشقيق.
أنت من يجب أن يفيق من تلك الغيبوبة.. أنت من يجب عليه الخروج من حالة (النعكشة) الثورية، تحتاج إلى أن يدخل الاكسيجن إلى خلايا مخك وإلى أن تخلع مسوح الناشط السياسي المعارض وترتدي ثياب الثورة.
لم أتفاجأ حين علمت أن راتب أمين الشرطة يفوق راتب الطبيب، فمهمة تلك الدولة الوظيفية التي صُنعت في ورش المخابرات الأمريكية -كما كررت مرارا قبل ذلك- هي منع الشعب من الثورة، وتثبيت حكم العصابات العسكرية.
نحن المسلمون الفرائس التي ينهش الإعلام الغربي لحومها، يقتلون أطفالنا ويدمرون بيوتنا ويسحقون مظاهر الحياة في بلادنا، ثم يخرج أحدهم على شاشة قناة ما أو في قاعة مؤتمر ما، يرتدي حلة (سينيه) غارقة في عطر ما، وربطة عنق محكمة ليتحدث عن (الإرهاب).
بيلي لا يعلم أن أطول عملية سيطرة على الرأي العام والتي استغرقت 25 عاماً كانت تهدف إلى صناعة مواطن ببغاء يردد ما تريده (السي آي إيه)، يعلم ما تريده له (السي آي إيه)، يتصرف ويعيش ويحب ويكره كما تريد له (السي آي إيه).
أحسب أننا في عصر سقوط مستعمرات سايكس بيكو بكل مؤسساتها وديكورها الليبرالي، وأحسب أن ذلك الضجيج الليبرالي سيخفت في ظل الزئير الثوري الذي يرفع أهدافا على رأسها عودة الرئيس مرسي إلى منصبه ليكمل مدته.
عاد الناشط فننس من ميدان التحرير بعد يوم قضاه في التظاهر والحملقة في طائرات الهليكوبتر وهي ترسم القلوب، يدافع مثل غيره من النشطاء (السونيجيين) تجاه سيارة ربع نقل يقف عليها أمين شرطة يوزع علبا من العصير، كتفا بكتف كان بجانبه الناشط غبريال، رفيقه اللدود في (الطاولة) على مقهى (دوشة) في نهاية الشارع.
في تلك الأمسية من ليالي ديسمبر سنة 1954، كانا يجلسان في شرفة المنزل، وفي يد كل منهما كوب من الشاي، كان الحديث يدور عن خبر إعدام الشهيد عبد القادر عودة، الاثنان كانا يشعران بالغضب، تلك العصابة من الضباط فاق إجرامها كل الحدود، ولا بد من التخلص منها.
لم أستطع منع نفسي من مشاهدة الفيديو أكثر من مرة، ولم أستطع منع ذلك المزيج من مشاعر الفخر والأمل حين شاهدت شبابا فلسطينيين في جامعة حيفا يضعون ذلك الأكاديمي المصرائيلي الانقلابي الداعي للتطبيع في حجمه.
هل أدرك سليمان أنه عندما فتح النار على الصهاينة تنفيذا لما ظنه واجب "الجيش" سيجبر صبية الموساد في مصر على إلغاء قبول المتعلمين في الأمن المركزي واقتصار القبول على الجهلة الذين مروا بسلسلة من غسيل المخ في مختبرات لميس وأخواتها.
الثورة الآن كالصياد الذي يرى الذعر في عين فريسته، بقي أن يبدأ معسكر الثورة خطوة الحشد دون الالتفات لكل ألاعيب العسكر التي أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، ووضع خطة محكمة للاستمرار في الحشد واستغلال الحشد والحشد بعد الحشد.