إطلاق سراح المعتقلين السياسيين خطوة هامة لفتح المجال العام ونزع عوامل الانفجار أما المبالغة في البطش والاغترار بالقوة والإصرار على سحق الأبرياء فهو مدعاة لليأس واستدعاء للكراهية ومضاعفة الشقاق المجتمعي..
هذا المقال ليس دعوة لليأس والتعايش مع الإحباط لكنه دعوة لبث الأمل ووقف الرسائل السلبية التى تحاصرنا من كل الاتجاهات، نحتاج لاعادة برمجة نفسياتنا لتستطيع التفاعل مع ما يحدث حولنا وامتصاص أثار الاحباط والتفكير بشكل ايجابي.
محمد دياب مخرج مصري شاب ومتميز كتب وأخرج عددا من الأفلام السينمائية التي يذكرها الناس مثل فيلم الجزيرة وفيلم 678، وهو أشهر فيلم مصري ناقش قضية التحرش وعالجها بصراحة دون تجميل للذات وإنكار للواقع، في فيلمه الجديد (اشتباك)..
قمع المعارضة السلمية بأدوات البلطجة والعنف يجعلها تنسحب وتخلي الساحة لظهور مؤمنين بنظرية العنف المضاد التي ستشعل المشهد وتزيده تعقيدا، نار الجنون تلتهب في مصر ولا أحد داخل السلطة ينتبه لعواقب الأمور.
يعتصرنا الحزن ونحن نرى من يستمرون في تصديق الأكاذيب التي تتكشف يوما بعد يوم، تضيق بنا الدنيا ونحن نرى أمام أعيننا خطوات حثيثة نحو الهاوية لا نستطيع إيقافها، ربما كان قدرنا أن نتألم كل هذا الألم حتى ندرك جميعا حجم أخطاءئنا في الماضي..
كيف نبدأ وكيف نبشر بالفكرة وننقلها لحيز التطبيق العملي؟ الحوار وتقريب وجهات النظر هو الخطوة الأولى ومهما كانت معوقاتها فلا بد من القيام بها، قد تختلف الوسائل وترتيب الأولويات لكن هذا هو واجب الوقت الحالي، فمن يبادر ويبدأ؟
معركة الحرية وإرساء حق الناس في اعتناق ما يريدون من أفكار والتعبير عنها، هي من صميم معركة الديمقراطية، لا أحد له الحق في أن يخرس الناس أو يتحكم فيما يريدون إبداءه من آراء وأفكار، الحرية للجميع والتضامن مع حرية الرأي والتعبير وليس الشخوص أو الأفكار.
هناك أحداث قليلة في حياة كل منا تصنع تغييرا جذريا لا تعود بعده الحياة كما كانت قبلها، هكذا كانت ثورة 25 يناير الحدث الأهم في حياتي وحياة جيلي الذي أنتمي إليه، كل من شارك في الثورة من بدايتها لم يكن يتخيل أنها ستصبح أعظم حدث إنساني..
من جديد ارتفعت أصوات صاخبة ترتدي ثوب تجديد الخطاب الديني (الذي صار موضة ووجاهة ومهنة من لا مهنة له) وبلغت الحماقة ببعض هذه الأصوات للمطالبة بإدراج الأزهر الشريف كمنظمة إرهابية ومطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتعامل مع الأزهر كمؤسسة داعمة للإرهاب والتطرف!
جاء إعلان المملكة السعودية عن تشكيل (التحالف الاسلامي) لمحاربة الارهاب كمفاجأة في ظل وجود مقترح مشروع (القوة العربية المشتركة) الذي لم يتم تفعيله حتى الآن، ولوجود دول داخل التحالف المعلن العلاقات بينها فى شدة التوتر مثل مصر وتركيا وقطر..
نحن غير مضطرين للنزول في مستنقع ترونه أنتم واحة وبستانا، هذه مرحلتكم وليست مرحلتنا فتكبروا وعاندوا واستخفوا وتخيلوا ما تريدون من أوهام السيطرة والتمكين، ونلتقي بعد الفاصل!
لن ينتصر العالم على الارهاب وهو يدعم ارهابيين لا يختبئون فى المغارات والجبال بل يقيمون فى قصور رئاسية ويحكمون شعوبا مغلوبة على أمرها بقوة النار والسلاح، من يريد الانتصار على الارهاب فليتوقف عن دعم الاستبداد..
من يحب هذا الوطن سيستفيق وينفض عن نفسه كل هذا الغبار الذى أعمى عينه عن رؤية السواد الذي يحيط بنا، لم تعد المشكلة في انحيازات سياسية، ولكنها انحيازات للعقل والموضوعية وقبلها الضمير، فليختر كل إنسان مصير أبنائه ومستقبلهم.