لا نعترف بسهولة مما نعاني منه، برغم أن كل شيء واضح تماما، فلا الحكومات لدينا قادرة على تصحيح الأخطاء، ولا الناس أيضا يريدون ان يتغيروا، فالكل شريك في هذا المشهد.
يفجر موقع “إيلاف” الشهير، مفاجأة سياسية، حين يقول إن السفير الأميركي في عمان، قام بتوبيخ الرئيس الفلسطيني خلال زيارته الى عمان نيابة عن الرئيس الأميركي بسبب مقتل الناشط نزار بنات، والذي أدى مقتله الى انفجار موجة غضب ضد السلطة ونمورها الأمنية التي تتمادى على افراد شعبها، بل وتتفنن في هذه الأدوار لتنافس الاحتلال الإسرائيلي ذاته.
من المؤسف جداً، ان يتراجع اهتمام الرأي العام، بما يجري في القدس، إذ إن الواضح ان موجة الاهتمام، موسمية، ومؤقتة، وترتبط بأحداث كبرى مثل تلك التي شهدناها في رمضان..
نمر في مرحلة حساسة جدا، وهي مرحلة توجب تخفيف الكلف، وطي الملفات، والتركيز على أولويات الأردن، وعدم البقاء في ذات الدوائر، بعد أن أتعبتنا كل هذه المساجلات الداخلية.
نريد أن نسأل رئيس الوزراء بكل احترام عن الذي يفعله وحكومته، أمام ملفات كثيرة، بعد مرور هذه الشهور، وهي ملفات ورث بعضها من حكومات سابقة، وبعضها جديد تماما.
صحافة العالم العربي، متهمة دوما بتزوير الحقائق، وتلوين القناعات، بسبب إرث طويل على مدى عقود من التجاوزات في مهنة الصحافة أمام جمهور يميز جيدا ويدرك أن هناك فرقا كبيرا بين ما يقوله الإعلام العربي، وما يراه الإنسان العربي على أرض الواقع..
يقول النائب ينال فريحات إن عدم استجابة الحكومة للمذكرة النيابية التي تطالب بطرد السفير الصهيوني تمثل اغتيالا سياسيا لمجلس النواب، وهذا الكلام يحمل اتهاما مباشرا وحادا..
نتائج ما يجري في فلسطين المحتلة، خطيرة على الاحتلال ذاته، ولو كان هناك خبراء في إسرائيل يحللون الخلاصات، لتوصلوا إلى نتائج لا يمكن تجاوزها أبدا بعد هذه السنين.
شهد الأردن، أزمات كثيرة، لكن الأزمة الأخيرة المرتبطة بالفتنة هي الأخطر، فهي تتعلق باستقرار الدولة، وما يعنيه ذلك على مستويات مختلفة، داخل الأردن، وخارجه..
أغلب مسؤولي الدولة الأردنية، هذا الزمن، من خريجي الجامعات الغربية، لكنهم حين يتولون المسؤولية، ينسون كل ما تعلموه، ويطبقون وصفات غريبة جداً في هذه البلاد..
إجراءات تصعيدية من الأردن ضد إسرائيل، سوف تستعملها إسرائيل من أجل الاستفراد تماما بالمسجد الأقصى، إضافة إلى تحكم إسرائيل بملفات معينة، من بينها ملف الطاقة المصدرة إلى الأردن، وهؤلاء يعتقدون أن معالجة التصرفات الإسرائيلية يجب ان تخضع لطريقة، أو مقاربة مختلفة، في ظل تحولات إقليمية ودولية.
نحن أمام توقيت خطير، تهدد فيه إسرائيل، القدس، عبر محو ملامحها الأساسية، والمعركة في حي الشيخ جراح المطل على المسجد الأقصى، واحدة من هذه المعارك هذه الأيام.