بين بروكسيل وروما، تبدو النظرة الأوروبية لتونس في كلتا الحالتين سلبية. لا يمكن أن يكون ذلك مؤشرا جيدا قبيل الانتخابات التونسية القريبة، خاصة للحكام الجدد بعد الانتخابات.
يحتاج الشعب التونسي، مثل أي ديمقراطية، شفافية وتوصيفا دقيقا لوضع رئيس الدولة، وأكبر أخطائنا عدم الإصرار على تقرير سنوي دوري لذلك... وهذا الذي سيقاوم بجدية الإشاعات
أصبح من المهم متابعة هذه "الظاهرة" السياسية بشكل أكثر دقة، ومضمونها وعلاقاتها وتركيبة قاعدتها الانتخابية الاجتماعية، أيضا ما هو المنافس الأكثر جدية في الأفق للتعامل مع هذا الوضع
يرى الكاتب التونسي طارق الكحلاوي، أن أي انتقال ديمقراطي حقيقي في الجزائر سيجعلها أقوى ومن ثمة قاطرة لإعادة تشكيل الاتحاد المغاربي بحضور ليبيا ديمقراطية. وأن تونس ستكون أكثر الأطراف الإقليمية تهيبا من عدم الاستقرار السياسي والأمني على جانبيها الشرقي والغربي.
تكريما لهذا العمل الاستثنائي، أقدم هنا ملخصا لأهم ما جاء في الأجزاء الأولى المتعلقة بسير عمل الهيئة وانتهاكات حقوق الإنسان، وسأخصص مقالا آخر للجزء المتعلق بالفساد وسرقة المال العام
يبقى أن سقف المعارضة الذي أكد في مجمله على اعتماد الفصل 102 حول الشغور الرئاسي يبدو باردا، وليس في حيوية تحركات الشارع. وأقصى مطالبها لا يبدو أنه يزيد عن تأجيل الانتخابات الرئاسية
إذا كانت هناك مؤامرة ليس على الجزائر فقط، بل أيضا على بوتفليقة نفسه. فهي مؤامرة ترشيحه لعهدة خامسة، واستصغار عقول الناس، والاعتداء على ذكائهم بترشيح "صورة" للرئاسة
هناك طريق ثالث بين هذا وذاك. هو ضروري في هذا الصراع الهوياتي، أيضا في كل الخيارات الأخرى منها، أيضا الولاء لهذا المحور أو ذاك، ومنها أيضا التوازن بين القوة والعدل. بدون هذا الطريق الثالث لا مستقبل في تونس ليس للديمقراطية فقط، بل أيضا للوئام الأهلي أيضا
شيئا فشيئا سيتمظهر الصراع في إشكالية أساسية: التوازن بين التعبير عن الاحتقان الاجتماعي وتوفير الفرصة لإعادة التموقع في السلطة والدولة عبر صناديق الاقتراع. يبدو أن أغلبية الأطراف الفاعلة تدرك أهمية ذلك، ويبقى هناك من سيحاول خلط الأوراق في الجانبين
نحن إزاء مؤشرات متناقضة. بالتأكيد، فان النظام السوري في مسار انتصاري بمعايير موازين القوى. لكن هذا المسار لا يبدو مضمونا، ولا يبدو من السهل العودة ببساطة إلى ما قبل 2011، خاصة مع الجروح الطائفية العميقة، وكثافة الدماء، واهتزاز صورة النظام المستقر لدى ذهنية السوريين