لستُ أدري. لعل فرعون لم يتردد وهو يتخذ قراره بتذبيح الذكور من بني إسرائيل واستحياء نسائهم، فالطاغية لا يكتمل طغيانه إلا إذا بلغ درجة يرى فيها أن حياة الناس من بعض أملاكه
انحياز عمرو خالد في مآل أمره إلى الطاغية كان حتمية لا بدّ منها لمساره الذي اختاره، بصرف النظر عن جذوره الإخوانية، فالدين العاري من المعنى، والمتوقف على الفردانية الاستهلاكية، التي يستهلك فيها الفرد الدين وصفة لإراحة الضمير كما يستهلك أي مخدّر، سينتهي بصاحبه إلى ما انتهى إليه عمرو خالد.
فعليّا، كان الإسلاميون التعبير المجتمعي الأقوى والأكثر رسوخًا، في مواجهة دولة الاستبداد العربيّة، وبدا الأمر وكأنهم كانوا وحدهم الذين يتصدّون لهذه المهمة، من جهة الحجم والتأثير والعمق الشعبي، وبعد عمليات الاجتثاث والإسقاط التي تعرّضوا لها، خلت الساحة تمامًا للدولة والنظام القديم.
يبدو وكأن كثيرًا من المشتغلين بالكتابة في مجال تحليل السياسات العربية، يعتقدون أن الرصانة تستوجب منح صنّاع تلك السياسات الكثير من الاحترام، أو المبالغة في تقدير أسبابهم التي تنبثق عنها تلك السياسات، أو افتراض وجود رؤى جيوإستراتيجية، أو قواعد سياسية وتقاليد مؤسسية راسخة يصدرون عنها ويستندون إليها.
ربما لم تكن الحالة الفلسطينية في العقود الثلاثة الأخيرة كما هي الآن؛ من جهة عزوف الفلسطيني عن النقاش السياسي الوطني، وشعوره بانعدام الجدوى، فحتى النقاشات السياسية التي قد تُثار تقليديّا في المناسبات الاجتماعية -كما هي عادة الفلسطينيين- لا تنمّ عن أي قدر من الحماسة لدى المتحدثين، لكنها طقس فلسطيني.
قبل أكثر من عشر سنوات، وتحديدًا في نيسان/ إبريل 2007؛ كَتَبْتُ مقالة بعنوان "حماس العصية على التفتت والانشقاق"، جاءت تلك المقالة بعد توقيع اتفاقية مكة بين حماس وفتح، فقد تلقفَتْ –حينها- أوساط صحافية عربية ما زعمه الإعلام الإسرائيلي..
يستند غالبًا نقد المقاومة الفلسطينية، لا من جهة أدواتها وتفاصيلها، وإنما من جهة جدواها، إلى فشل الكفاح المسلّح في تحقيق أي إنجاز سياسيّ للفلسطينيين، وهذه الرؤية للمقاومة أو الكفاح المسلّح
إن كانت بعض الأنظمة الشمولية والطائفية قد استغلت القضية الفلسطينية، فما هي حاجة أميري الأزمة الخليجية في أبو ظبي والرياض للعلاقة مع "إسرائيل" والتطبيع معها؟!
الجمعة الماضي، 16 حزيران/ يونيو الجاري، استشهد في القدس ثلاثة شبّان فلسطينيين من قرية دير أبو مشعل القريبة من رام الله، في عملية أدت بالإضافة إلى استشهادهم، إلى مقتل مجندة صهيونية..
بالتأكيد، لم تعد مركزية القضية الفلسطينية ذلك الموضوع الذي لا يختلف عليه عربيان. والفلسطيني الذي يتحدث اليوم عن مركزية قضيته متهم بالنرجسية والحطّ من قضايا العرب الأخرى التي تبدو أكثر..
التربيطات العربية الصهيونية كانت قد بدأت قبل مجيء ترامب، وتمظهرت مرات عديدة قبل ذلك، مع مجيء هذا الأخير كان ثمة ترتيبات كثيرة قد أنجزت، والمصالح قد تلاقت، وهو أمر يدفع الإمارات بما تمثله من رأس طموح للثورة المضادة إلى استغلال اللحظة والاستعجال في ذلك لتصفية ما يمكن تصفيته من بقايا قوى التغيير.