تأتي أهمية المواجهة الراهنة من القدس إلى غزّة في ظرف انسداد تاريخي، حشر الفلسطينيين في متاهة لا يكادون يراوحون أماكنهم فيها، وقد تبدّت في هذا الانسداد، مؤامرة تصفوية تكاد تجهز على القضيّة الفلسطينية، متعزّزة بتخندق رسمي عربي في الصفّ الإسرائيلي
جاءت الهبّة من حيث النتائج إذن، لتفتح نافذة في قلب الانسداد التاريخي الذي بدا مستعصيّا، لا سيّما بعد حالة الحيرة الكاسحة، التي تساءل فيها كثيرون عن البدائل للعمل من خارج نفق السلطة الذي خنق الفلسطينيين
انهار الظرف سريعا بين يدي قدوم إدارة بايدن، بإعلان السلطة الفلسطينية عن استئنافها اتصالاتها بالاحتلال، بما في ذلك ما يُعرف بالتنسيق الأمني، وهو انهيار غير مستغرب..
التوظيف المكثّف للدراما، كما في مسلسل "الاختيار"، وبالرغم من سخونة الحدث، وقرب العهد به وحضور شهوده، هو حاجة للنظام، وبما يعبّر عن أزمته، بقدر ما يعبّر عن انتصاره الراهن!
هذه الاستراتيجية لدى الاحتلال أهمّ من تخسير حماس الانتخابات، أو التأثير على النتائج المحتلمة لتلك الانتخابات، وهي في الغاية الأدنى شلّ حركة حماس تماماً
بقدر ما تبدو هذه الحالة مفيدة، فإنّها تحتاج إلى إعادة نظر، لتثبيت الأصل وهو الخطّ والمسار، ومراجعة طريقة الإدارة التي تستند للمركزية الديمقراطية، بتمكين القواعد من المساهمة في تحديد الخيارات السياسية، وتجديد أساليب العمل التنظيمي، وبما يقطع الطريق على أيّ استبداد كامن
هي إرادة عطاء صدقت في الواقع فعلا عظيما جليلا، إلى الدرجة التي كان يتتبع فيها الناس أخبار هذا الرجل؛ اعتقاله وخروجه من السجن، مرضه وعافيته، وأخيرا بزحفهم طيرانا إليه، مما يجعل جنازته دالّة
دوافع سعداوي نفسها، في تبنيها لعدد من القضايا، مثّلت جوهر نشاطها وطرحها. فانحيازها الجارف لنظام السيسي، ودفاعها عن ممارساته، والتي بعضها تضمّنت انتهاكا مريعا لحقوق المرأة، تعني أن مشكلتها مع الصورة لا مع الحقيقة
تتصل بذلك أسئلة حول أهداف السلطة الفلسطينية وقيادتها من هذه الانتخابات، وهل ستؤول هذه الانتخابات بالفلسطينيين إلى تجديد الانقسام، أم إلى تجديد شرعية مسار السلطة السياسي ونخبته المتنفذه، وتكثيف حملات الابتزاز السياسي
ميّزت هذه التجربة بين الممارسة التقليدية للسياسة، أي المنافسة على القيادة ومراكز النفوذ، بأدوات السياسة المعروفة وما يتبعها من تحالفات داخلية استقطابية، في حين الأولولية يفترض أن تكون لمشروع المقاومة والتحرير، وبين امتلاك رؤية سياسية وهدف سياسي
أوّل ما تحتاجه الفصائل للتعافي من أعراض الشيخوخة، هو التخلص من النمط الاحتكاري النخبوي في الإدارة الداخلية، بما يفرض إتاحة المجال للتفكير الحرّ داخل الفصيل وخارجه، ومنح الأولية للاستثمار في الجماهير
هذا التفتيت التأسيسي للكيانية الفلسطينية أخذ قفزة هائلة بالسياسات الفلسطينية الخاطئة، المتمثلة بالدرجة الأولى في توقيع اتفاقية أوسلو، وتأسيس السلطة الفلسطينية، مما أفضى بالضرورة إلى إخراج فلسطينيي الـ48 من الكيانية الفلسطينية