هذه المرحلة تتداخل فيها المحاولات المنظّمة مع المحاولات الفرديّة، إلا أنها لا تفضي إلى فعل ظاهر الشِدّة، ولكن إلى أعمال كثيرة ومتنوّعة، حتى لو كانت أقلّ شدّة، ولكنّها قد تكون الأنسب..
الأفق الوطنيّ والسياسيّ العامّ يتحكم فيه العديد من الفاعلين، بما يجعل المنافذ فيه محدودة، بينما يفترض بالأفق الخاصّ، الداخليّ، أن يكون أكثر إتاحة لممكنات المراجعة، وإعادة النظر، وذلك في ما يتعلق بالبنى التنظيمية وأدوات العمل وحدود الإنجاز والتكاملية والاستثمار الأقصى للكفاءات..
ليست القضية الدفاع عن حماس، أو مصادرة الحقّ في نقدها أو نقد المقاومة، فالأهمّ من ذلك هو معالجة صاغية للقضية الفلسطينية، حينما حمّل "إسرائيل" والعرب القدر نفسه من المسؤولية بوصولنا إلى "هذا المحل السيئ والمسموم"
ما يحتاجه الفلسطينيون نضال قابل للديمومة والاستمرار، وشرط الديمومة والاستمرار مرهون بالأدوات النضالية التي لا تستنزف الشعب، وتراعي الظروف الذاتية للحالة الفلسطينية ومحيطها، من حيث محدودية الجغرافيا، وتفوّق العدوّ، وافتقاد الحليف القريب الملاصق، وذلك إلى حين تغيّر موازين القوى
سيكون التحالف مع "إسرائيل" ثابتا إماراتيّا لا تراجع عنه، إلا بفعل هزّات ضخمة تُخِلّ بالتوازنات التي سمحت بهذا التحالف، وما سوى ذلك من سياسات تدوير الزوايا، كالمصالحة مع تركيا، والحفاظ علي وتيرة هادئة في العلاقة مع إيران، فهي متغيرات لا تتناقض والتحالف مع "إسرائيل"..
كانت الجماهير تزحف لتشييع الرجل الذي يشبهها، الرجل الذي رسخ في الميدان ولم يفارقه، ولم يتلبّس بأيّ مظهر طبقيّ مخالف لعامّة الناس، ودفع ثمن مشاركته في الحكومة التي شكلتها حماس، من أمنه واستقراره ورزقه. وبالرغم من ذلك ظلّ على طريقه، بلا تغيير يُذكر
افتقار المشهدية الإعلامية العربية الراهنة لعنصري المهنية والمصداقية، فمنافسو الجزيرة سقطوا في هذا الاختبار، بينما الفردانية الإعلامية التي تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي، وممكنات شبكة الإنترنت، تقصر عن التزام المهنية المطمئنة للجمهور، أو القدرة الواسعة على التنوع وتقديم الخدمات والإحاطة بالأحداث
أهمية هذا النوع من الرجال، في الفرادة المركّبة من الرؤية النظرية والفاعلية في الواقع، وإذا كان البعض قد يحقق "طفرته" في حقل من حقول الصراع، كالحقل العسكري مثلا، فإنّ ثمة من يبسط "طفرته" على رقعة الصراع كلّها، وكان الشقاقي من هذا الصنف الثاني..
يمكن النظر في الخطابات العامة، بما يتخلّلها من تعبئة عامّة، للبحث عن وجود رؤية إعلامية تبقي القدس والمسجد الأقصى في صدارة المعلومات اليومية والاهتمام اليومي للفلسطيني. ولا يكفي والحالة هذه وجود بعض المؤسسات المهتمة، أو بعض المؤسسات الإعلامية التي تتسمّى بما يرتبط بالقدس والمسجد الأقصى
لنعد بالسؤال إلى أصله، وهو لماذا قرروا حفر نفق بأدوات بدائية لا تكاد تصلح لفعل شيء، ومن المتوقع أن يُكتشف نفقهم في ورديات التفتيش اليومية، في أيّ لحظة، كما تقول كذلك طبيعة الأشياء، وكما تروي التجربة الطويلة مع محاولات الهرب من سجون الاحتلال؟!