سيف الدين عبد الفتاح يكتب: المقاومة هي تعبير وفق سنة التدافع الماضية وسنة التغيير القائمة، عن خيار تأسيسي واستراتيجي يجب ألا نغادره في التفكير والتدبير والتغيير والتأثير، وهي أحد أهم أشكال الجهاد والاجتهاد في ميدان الواقع الذي تفرض علينا فيه المعارك فرضا، وأن التقاعس في هذه الحال إنما يشكل حالة من حالات الخذلان والمهانة والهوان
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: برزت إرادة الحفاظ على الذاكرة لتعيد التذكير بأن الصراع التاريخي في المنطقة لم يتغيَّر، وما تزال قضية فلسطين بؤرته. إن معركة الجيل إنما ترتبط بمعركة الأجيال لمواجهة العدو وتنشيط ذاكرة كل جيل من خلال خيار المدافعة والمقاومة والتعرف على طبيعة الصراع المصيري والحضاري مع الكيان الصهيوني
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تواجه المراحل الانتقالية في السياسة عدة تحديات معقدة، لا بد أن نكون على وعي بها؛ وعلى رأسها استقرار الأوضاع الأمنية، وإعادة بناء المؤسسات، والمصالحة المجتمعية والوطنية، والتحول الاقتصادي، وذلك عن طريق تطوير سياسات اقتصادية جديدة تدعم النمو وتوزيع الثروة بشكل عادل استراتيجيات وسياسات معاش الناس، وبناء الثقة؛ فقد تكون لدى الشعب شكوك حول قدرات الحكومة الجديدة، مما يتطلب الجهود المتراكمة لبناء الثقة والمصداقية. وكذلك ميزان التعامل الإقليمي والدولي وتوقع التدخلات الخارجية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: نقدم هذه الإشارات المفعمة بالتحديات التي تواجه الثورة تعجيزا لأهلها ولا أهل الحركة فيها؛ الذين قاموا بهذا الإنجاز العظيم بتحرير سوريا من هذا الطاغية، لكن لنبصر هؤلاء بمواقع أقدامهم المستقبلية، بقصد الاعتبار من كل ما مر بنا من أحداث وخبرات ومن أيام سابقة وجب تذكرها في هذا المقام
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: طوفان الأقصى هو نقطة البداية لمشروع نهوض هذه الأمة من جديد، إلا أن هذه البداية تحتاج لبناء وعي وتأسيس سعي حضاري متكامل، يلتمس الوقوف على التحديات ومسار الاستجابات، وإدراك السياقات، وصناعة الفرص والقدرات، وبناء الاستراتيجيات، واستشراف المستقبل والمآلات
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الفرصة فقها وصناعة وإدارة تعنى بأمرين؛ أحدهما فهم إمكانات الفرصة ومسالك اغتنامها، أما الأمر الآخر فيرتبط بتطوير مهارة التعرف على الفرص الذي يتطلب بدوره مزيجا من الوعي الذاتي، والتفكير التحليلي، والرغبة في التعلم والاعتبار والاستثمار من الخبرات
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: ما خرجت به الانتفاضات الفلسطينية، وخاصة الانتفاضات التي تتابعت وتراكمت أخيرا، هو بمثابة شهادة حيوية على تجارب الشعب الفلسطيني ونضالاته وصموده
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تاريخ النضال الوطني الفلسطيني تاريخ حافل بالانتفاضات الشعبية، يقصد استمراريتها كظاهرة؛ كما أكدنا مرارا وتكرارا أنه من خلال المعارف والأحداث الكبرى والمفصلية تتولد النماذج، سواء كانت نماذج معرفية كما سبقت الإشارة إليه؛ تؤثر في الوسط المعرفي والعلمي والبحثي والحضاري جملة، كما تستدعي نماذج تاريخية في التاريخ والذاكرة الحضارية، وتقدم نماذج حركية فضلا عن تجلياتها النظامية والمؤسسية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تمثل الظاهرة الانتفاضية في المجتمع الفلسطيني واحدة من أهم الظواهر السياسية والاجتماعية التي عرفتها الأمة الإسلامية خلال الأعوام المئة والعشرين الماضية، وما زالت قائمة تزداد فاعلية وتواصلا بصورة تؤكد نماءها وارتقاءها الحضاري وسعيها المكين لتحقيق كامل أهدافها التي انطلقت من أجله
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: يأتي تأصيل المقاومة الحضارية الشاملة من خلال ما يمكن تسميته تكامل الفروض والواجبات بين العيني والكفائي، إذ يشير هذا الأمر الى منطقة لم يُهتم بها الاهتمام الكافي والضافي ألا وهي حراك الفروض؛ بين الواجب والفرض العيني، والواجب والفرض الكفائي
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: الشرق الأوسط سواء كان قريبا أم بعيدا؛ كبيرا أم محدودا صغيرا؛ متسِعا أو مُضَيقا؛ قديما أم جديدا؛ هو مشروع تتجدد طبعاته؛ ويتسع ويضيق وفقا لمصالح من أطلقه، وهو في حقيقته تعتمل في جوفه مفاهيم أخرى تتسلل ثم تقوم بعمليات تسميم كبرى في عالم المعاني وكسر الإرادات، وتمرير نسخة السلام الأمريكي الصهيوني المسمى بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية تحت عنوان التسوية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تظل رواية "الشوك والقرنفل" علامة فارقة في الأدب الفلسطيني المقاوم، تُرسِّخ في وجداننا أن الجهاد هو طريق الحرية الحقيقية، وأن صمود الشعب الفلسطيني مستمر لا ينكسر، يخط بدماء الشهداء حروف النصر الموعود
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التسميم عملية حضارية شاملة ومتكاملة، وأن الانتقال من وصف السياسي إلى الحضاري له ليس فقط المسوغات والمبررات، بل لا بد أن نلحظ تلك المسائل الهادفة إلى عمليات متراكمة من التقويض الحضاري الممنهج؛ التي تتخذ في بدايتها أساليب متسللة ثم تنتقل مع عمليات مستمرة في الإنهاك الحضاري إلى الوضوح والعلن في أهدافها بل في وسائلها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تعدّ الحرب الإعلاميّة من أخطر أنواع الحروب نظرا لتأثيرها في نفسيّة متلقي المعلومة وعمل غسيل دماغ لما يؤمن ويقتنع به، مما يجعله يغيّر الواقع اتباعا لما تلقى وترسّخ في عقله. كما أنّها تعدّ حربا باردة لا يمكن التنبؤ بنتائجها ونهايتها. وتأتي الحرب الإعلاميّة مرافقة لبقية أنواع الحروب سواء كانت عسكريّة، أم اقتصاديّة، أم سياسيّة.
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تطبيق الحرب النفسية يتم في أوضاع عديدة ومتنوعة ومستويات مختلفة، بدءا من المستوى التكتيكي المحدد كإخضاع جماعة ما ومحاصرة للعدو أو الخصم، وانتهاء بالمستوى الشامل، كتقويض معنويات الخصم إلى حد انهيار جيشه وكل أنواع القوى فيه
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: عملية التسميم السياسي، مرحلة من مراحل المعركة مع الخصم أو مقدمة لمعركة قادمة، وهي تستهدف تبديل القيم أو التحلل من قيم معينة بشكل تدريجي وغير مباشر. والأخطر من كل هذا أن التسميم لا يمارسه العدو مباشرة، وإنما يتم استعمال نخب فكرية وثقافية وفئات مختارة