أمير دولة الكويت بصفته الوسيط العربي المرحب به عربياً ودولياً باستثناء دول الحصار في الأزمة الخليجية، وبعد مقابلته للموفدين الأمريكيين "زيني ولندركنغ" أوفد إلى الرياض العاصمة السعودية الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح برسالة خطية إلى الملك سلمان، لا شك أنها تتعلق بالأزمة الخليجية.
أين عقلاء العرب وحكماؤهم، وخاصة أهل الخليج، عن ما يجري في سماء الخليج العربي وبراريه وبحاره من تحشيدات عسكرية وتحرشات جوية وبحرية واستثارة نعرات قبلية جاهلية؛ من أجل العبث بأمن الخليج واستقراره وسلامته.
في مشرق الوطن العربي ـ الخليج العربي ـ تجري أحداث مخيفة، مهما حاول البعض جعلها صغيرة جدا كما قال أحدهم، في غرب الخليج العربي من أعلاه إلى أسفله قلق متصاعد يشمل الحاكم والمحكوم على السواء.
في خضم تلك الظروف،كنا نتوقع من محمود عباس بعد قمة اسطنبول اتخاذ اجراءات تنفيذية للرد على قرار الإدارة الأمريكية، خاصة بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنفيذا لروح قمة تركيا.
الصادق المهدي بقامته السودانية انتقد اتفاق السودان وتركيا بتخصيص جزيرة سواكن السودانية للاستثمارات التركية، وقال إن مناخ الاستثمار في السودان من قبل تركيا غير مناسب، ولعله أراد من انتقاده أن يرضي بعض القيادات العربية الحاقدة على تركيا والسودان.
يجادل المشتغلون بالقانون الدولي ما إذا كانت قرارات الجمعية العامة في اجتماعاتها الطارئة تحت بند "الاتحاد من أجل السلام" لها صفة الإلزام، البعض يؤكد إلزاميتها انطلاقا من سوابق حدثت في الحرب الكورية الجنوبية 1950، وكذلك في حرب السويس عام 1956 (العدوان الثلاثي على مصر).
ليس من حق أي حاكم عربي أن يساوم بني إسرائيل على حقوقنا المشروعة في فلسطين، وليس من حق أي حاكم أن يقيم علاقات مع دولة تناصب العرب العداء مثل إسرائيل، إلا بعد العودة إلى الشعب، والشعب هو صاحب السيادة؛ لأنه هو الخالد بخلود الحياة، والحاكم متغير.
سبعة عشر عاما مضت والحرب على "الجزيرة" لم تتوقف، تصمت حينا وسرعان ما تنفجر الحرب عليها مرة أخرى. والحق أقول: إن الحاكم العربي الذي تهز عرشه كلمة من مذياع أو مقالة في صحيفة ثم يرتعد منها ليس جديرا بأن يحكم شعبا له كرامة وكبرياء.
والحق أن بقاء دولة قطر في عضوية منظمة مجلس التعاون لم يعد مغريا للمواطن القطري بعد أن عاداه من كنا نحبهم وندفع الشر عنهم، فخذ المجلس يا سيد قرقاش برمته،
نسمع من وقت إلى آخر أن تلك الدول الثلاث المحاصرة لقطر سوف تطرد / تعلق عضوية دولة قطر في مجلس التعاون. لكن ماذا سيضير قطر من تعليقها في منظومة مجلس التعاون أو خروجها منها؟
لقد استعْدت الأنظمة الحاكمة الخليجية بعضها بعضا، وتعاونوا على إيذاء قطر، ولكن الأخطر أن الأنظمة المحاصرة لقطر استعْدت الشعوب، وجعلت هناك جراحا ليس من السهل تضميدها.