المجتمع سيظل بحاجة إلى "فكرة" الإخوان المسلمين حتى لو تفكك التنظيم الحالي، لأي سبب من الأسباب، وهو (اليوم) في حالة تنذر بالتفكك للأسف الشديد. أما إذا تمكن "التنظيم" من تجاوز هذه الأزمة، وقام بالمراجعات اللازمة التي من شأنها معالجة السلبيات التي علقت بالفكرة فسنكون (حينئذ) أمام تأسيس أو ميلاد جديد..
لم يصُغ حسن البنا "مشروعا" ذا رؤية وأهداف ووسائل، ثم ذهب إلى ذوي الحيثية والوجاهة والخبرة والدراية؛ لعرضه عليهم وإقناعهم بالانضمام إليه، كما هو متعارف عليه عند تشكيل أي كيان عام! وإنما سارت الأمور بطريقة عكسية تماما..
في هذا الجزء، سأفسح المجال للأستاذ البنا؛ ليحدثنا بنفسه عن تجربته الفريدة بحق، نقلا عن كتابه "مذكرات الدعوة والداعية" الذي تكلم فيه (عن نفسه) بضمير الغائب، في لفتة موحية بإنكار الذات
القول بأن "جماعة الإخوان ماتت"؛ لأنها تعرضت (في مصر) للسحق والإبادة، علي يد ذاك الجنرال المنقلب، وحلفائه الإقليميين والدوليين، هو تقييم شديد السطحية لـ"الحالة الإخوانية"، قد يكون باعثه الصدمة مما آلت إليه الأمور بعد الانقلاب على الشرعية، أو اليأس وفقدان الأمل في خلاص قريب
الإصرار على أن 30 يونيو كانت "ثورة"، فهو محض ادعاء فارغ، لا يستقيم عقلا؛ لأن النظام الذي تمت الإطاحة به كان نظاما منتخبا انتخابا حرا نزيها، جاء تعبيرا عن إرادة الشعب "صاحب السيادة"
قد يرى البعض في هذا الطرح زعزعة لـ"الثوابت"! أو "انقلابا" على المسلمات الراسخة! إلا أنه في الواقع "ثورة تصحيحية" كان لا بد منها، إذا جاز التعبير؛ كي نسير نحو "الثورة التي نريد" على هُدَىً وبصيرة..
المصالحة (الحقيقية) في الخليج تتحقق (فقط) عندما يعترف الجميع (بصدق) بحقوق الجميع، وهذا الاعتراف لا يصدر إلا عن قلوب سليمة، انحاز أصحابها للأمة وقضاياها، لا إلى أعدائها وأطماعهم..
مصر تعيش أزمة حقيقية وكبيرة، منذ سبع سنوات، وستظل تعاني منها، ما دام هذا الشخص ممسكا بزمام السلطة فيها، متحكما في رقاب مواطنيها! هذه الأزمة ستتفاقم، كلما تفاقمت حالته المرضية التي باتت أعراضها واضحة