كل من يراهن على العدالة الأمريكية إما مغفل أو ابن ستين ألف مغفل، فقد قالها الكثير من الاستراتيجيين الأمريكيين، وعلى رأسهم جورج كنان في الخمسينيات عندما سخر من كل الذين يؤمنون بالعدالة الأمريكية.
يقول أحد الخبراء السوريين الذين كانوا يترددون على فروع المخابرات السورية في دمشق وحلب إنه كان يرى بأم عينه عمليات تدريب الإرهابيين والتكفيريين والمتطرفين في السجون السورية. وقد كانت السجون التي يعيش فيها المت
شكرا للثورات التي فضحت هؤلاء المرتزقة القومجيين، وأظهرتهم على حقيقتهم، فهم لا يقلون خطورة عن العرب عن الصهيونية والصفيونية، ولا ننسى كيف نادوا بالثورات الشعبية ضد الطغاة، وعندما ثارت الشعوب ضد الطواغيت وقفوا بحقارة عز نظيرها ضد الشعوب الثائرة.
في أحسن الأحوال، إذا ظلت روسيا ممسكة، بزمام الأمور في سوريا، فلن يحصل السوريون إلا على نسخة مشوهة من "الديموخراطية" الروسية، بحيث سيكون لدينا رئيس من فصيلة المخابرات والعسكر حاكم بأمره يتناوب على السلطة مع شخصية أخرى من وزن "الطرطور" كي يقنع العالم بأن سوريا تغيرت وأصبحت ديمقراطية.
يجب ألا يظن أحد للحظة واحدة أن الربيع العربي كان مجرد مؤامرة. حتى لو أراده البعض مؤامرة، فقد كان هناك ألف سبب وسبب لاندلاع الثورات، بغض النظر عمن حرض عليها، أو استغلها لمآربه الخاصة. ليست المشكلة أبدا في الشعوب التي عانت لعقود وعقود من الديكتاتورية والظلم والطغيان والفساد.
صدعوا رؤوسنا بشعار: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مع إسرائيل"، فاكتشفنا متأخرين أن المعركة لم تكن يوما مع إسرائيل، بل مع الشعوب العربية التي تهدد إسرائيل. انظروا فقط: كم قتل نظام الأسد من الإسرائيليين، وكم قتل من السوريين!
لا علاقة للتدخل الروسي السافر في سوريا أبدا بضعف الجبروت الأمريكي، ولا بصعود الجبروت الروسي، بل الأمر برمته مرتبط بمصالح إسرائيل في سوريا خصوصا والمنطقة عموما، وطبعا بمصالح أمريكا وروسيا المشتركة.
كيف تتآمر أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهما العرب والإقليميون على نظام الأسد إذا كانوا قد تركوه خمس سنوات يفعل الأفاعيل بكل من عارضه بكلمة تلفزيونية، فما بالك بالحديد والنار؟ لو كان النظام فعلاً يشكل قلعة المقاومة، كما يدعي هو وحلفاؤه.
عندما يكون البديل للأنظمة الساقطة والمتساقطة على شكل تنظيم الدولة وأمثاله، فهذا يعني بالضرورة أن تلك التنظيمات تساعد بطريقة غير مباشرة الأنظمة الاستبدادية المتساقطة، لا بل ربما تدفع بعض الشعوب التائقة إلى الحرية والديمقراطية ودولة الحداثة إلى العودة لأحضان الطواغيت الذين ثارت عليهم.
لا يمكن لأمة أن تنهض إلا بعقول وطاقات وقلوب أهلها. وحتى لو كانت الشعوب تحب أوطانها، وتريد أن تبينها، ولديها كل ما يلزم للنهوض بها، لا شك أنها ستفشل إذا كانت الطبقات الحاكمة غير وطنية، أو أن دوائرها الانتخابية خارج أوطانها..
لم تعد الثورات أبدا شأنا محليا بحتا، بل هي محكومة بعدة عوامل، وأهمها الآن، بعد العامل المحلي، هو العامل الخارجي. لقد اكتشفت الشعوب العربية الثائرة بعد أن بدأت ثوراتها أن الأمر ليس بالسهولة التي تصورتها، بل هي أعقد بكثير، إلا في الحالات التي يتفق فيها المتحكمون بمقاليد إدارة العالم على إزالة هذا
عندما تستمع إلى الخطاب العربي السياسي والإعلامي والشعبي تأخذ الانطباع أن العرب، من شدة توجسهم وتخوفهم وكرههم لإيران، يقفون لها بالمرصاد، ويراقبون تحركاتها لحظة بلحظة كي لا تتجاوز حدودها، وكي يردعوها دائماً وأبداً..
كتب فيصل القاسم: نعلم علم اليقين أن طيب رجب أردوغان يبقى في آخر النهار زعيماً تركياً خالصاً يعمل منذ وصوله إلى السلطة من أجل مصلحة شعبه التركي ووطنه تركيا، وليس من أجل أحد آخر..
كتب فيصل القاسم: المضحك أن الكثير من العرب، والسوريين على وجه الخصوص، يعتقدون بأن القوى الكبرى مثل أمريكا وروسيا، مجرد شركات حماية أمنية، بإمكانك أن تطلبها، أو ترفضها متى تشاء.
كتب فيصل القاسم: يرى البعض، وخاصة، منذ اندلاع الثورة السورية، أن أمريكا فقدت هيبتها. لكن السخيف في هذا الرأي، أن أصحابه ربطوا هيبة أمريكا وجبروتها كله بترددها في التدخل في الأزمة السورية.