لقد استطاع حافظ الأسد وأجهزته الأمنيّة إقناع الدّكتور البوطي يأنّ المشكلة الحقيقيّة ليست عندهم في ما يتعلّق بعودة العلماء المبعدين أو إخراج المسجونين منهم، بل هي عندهم، وقد استجاب حافظ الأسد للدّكتور البوطي في بعض هذه الوساطات ممّا عزّز عنده هذه القناعة
مثل هذه المواقف كانت مستمرّة من حافظ الأسد في تعامله مع الدّكتور البوطي، لكنّها لم تكن وحدَها التي جعلت البوطي يثق بل يؤمن بحافظ الأسد وبصدقه، بل كانت هناك أمور عديدةٌ ساندت هذه البروباغندا التي كان الأسد يمارسُها باقتدارٍ مع الدّكتور البوطي.
هكذا اختصر أبو بكرٍ رضي الله عنه في أربع كلماتٍ ضمّنَها بيان الحكم المنهجَ الأخلاقيّ في السّياسة في الإسلام؛ فحيثما وجهتَ وجهك ويممت وجهتك ستجدُ أنّ "الصدق أمانة والكذب خيانة".
نرى أنَّ أبا بكرٍ رضي الله عنه قد أسّس في خطابه وبيانه السياسيّ الأول لعلاقة سليمة بينه وبين الرعيّة، إذ عدّهم المحور الرّئيس في وثيقته السياسيّة، واضعا من القواعد ما يضمن أن يكونوا شركاء حقيقيين وفاعلين في مسيرة الحكم الرشيد، لا مجرّد مطبّلين أو مصفّقين
هكذا جاءت براعةُ استهلال الصدّيق رضي الله عنه واستفتاحُه بيانَ الحكم بتحديد ماهيّة الحاكم ومصدر مشروعيّة حكمه؛ بوصفها الأرضيّة التّأسيسيّة لبقيّة محدّدات الحكم الرّاشد التي جلّاها رضي الله عنه في خطبته الجامعة وبيانه السّياسيّ الأوّل
إنّ انطلاق قطار الحكم الرّاشدي في الأمّة كان بأيدي الجماهير التي اختارت بحريّة وعبّرت عن مواقفها وآرائها بشجاعة، دون أدنى تخوّف أو حرج من التعبير عن الرّأي الموافق أو المعترض أو الرّافض، وبعيدا عن أيّة أجواء كهنوتيّة، وبعيدا عن أيّة مظاهر للاستبداد الدّيني أو السّياسي
عمر من خلال توصيفه لخلافة أبي بكرٍ أنّها "فلتة" ومن خلال بيانه السياسيّ الذي ألقاه تعليقا على هذا التوصيف؛ فإنّه يدعو إلى الشّورى المتأنية التي تدرس فيها الخيارات بهدوءٍ بعيدا عن الاستقطابات
هكذا هو إعلام الباطل وذبابه الالكترونيّ يجتهد في تحميل أهل الحقّ مسؤوليّة ما يفعله الغزاة والطّغاة تارة، ويجتهدُ في تشويه صورةِ أهل الحقّ لاغتيالهم معنويا في نفوس النّاس تارة أخرى، ويسلّط سهامه الحاقدة على القضايا العادلة بغية نزعها من نفوس أهلها وأبنائها تارة ثالثة
الشّعب السّعوديّ ليس هو الذّباب الالكترونيّ القابع خلف الشاشات ينفثُ سمومه وأحقاده؛ خدمة لمن قرّروا تحويل قِبلَتهم الأولى من المسجد الأقصى إلى الكنيست، ونبذوا مكّة المكرّمة وراء ظهورِهم ليولُّوا وجوههم شطرَ "تل أبيب"
إنّهم الأسرى والمعتقلونَ الذين فقدوا حريّتهم لأجل حريّتنا وكرامتنا يربضون في الزنازين بعيدا عن العدسات وآلات التصوير، ويتساءلون وحقّ لهم ولكلّ حرّ أنْ يصرخَ عاليا: أمَا آن للقيدِ أن ينكسِر؟!
الوجه الآخر للصّورة هو ما يجعل العقل يقفُ بإجلالٍ وانبهار أمام عظمة التّشريع الإسلاميّ، فنداء "صلّوا في رحالكم" الذي جاء للحفاظ على صحّة الإنسان هو دلالةٌ واضحةٌ على أنّ الرّكن الأعظم والكيان الأهم والبناء الأغلى والأثمن على الإطلاق في الإسلام هو الإنسان
لم يتوقّف جموح الحلم الكاترينيّ عند هذا الحدّ، بل أفصحت مقولتها في الشّهيرة التي كانت تردّدها، وهي "سوريا الكبرى هي مفتاح البيت الروسي"، عن مشروعها التّوسعيّ الاستعماريّ القادم
من أكثر القضايا التي تحضر في عددٍ من البرامج والفنون السّاخرة استهداف الآخرين في أشكالهم وصورِهم، سواء من خلال البرامج السّاخرة أو من خلال الرّسم الكاريكاتيريّ