مع تنامي التغذية الفكرية السلبيّة ازدادت في العراق - مع الأسف - خلال السنوات الخمس عشرة الماضية المشاكل العشائريّة، وبالذات مع دخول بعض أفراد العشائر على خطّ القوى الإرهابيّة، أو المتلحّفة بالقانون والمناصب الرسميّة، وصاروا يسيئون لسمعة الوطن والعشيرة بسبب تصرّفات غير لائقة!
مَنْ يعقد مؤتمرا دوليّا في بغداد عليه أن يحفظ الأمن، ويُنهي ملفّات القوى الإرهابيّة والفاسدة، وينصف الناس، وينظّم الأوضاع القانونيّة لأكثر من خمسة ملايين مواطن هجّروا وظلموا داخل الوطن وخارجه وينشر العدل والبناء!
ومع هذه التطوّرات المُذهلة والمُدهشة، يحاول البعض اليوم المقارنة بين الحالتين العراقيّة والأفغانيّة، والحقيقة أنه لا تمكن المقارنة بسهولة بينهما لأنّه قياس مع الفارق
إنّ سلطة الحكومة نابعة بالمقام الأوّل من تخويل الجماهير، وإن سحبت الجماهير هذا التخويل عبر العصيان المدنيّ ساعتها لا يمكن لأيّ نظام أن يستمرّ في إدارة المؤسّسات العامّة
لا خلاف في أنّ حكومات بغداد فشلت في توفير أبسط مقوّمات الحياة الآمنة والمطمئنّة، وهنالك شحّ في فرص العمل، مع تنامي الفساد الماليّ والإداريّ، وتغول النظام العشائريّ بوضوح في كلّ مرافق الدولة، لكنّ هذه الأسباب جميعها لا يمكن اعتبارها مبرّرات مقنعة أو أخلاقيّة لترك البلاد..
لا يمكننا القفز على أهميّة هذه الزيارة، على اعتبار أنّ واشنطن هي القوّة العالميّة الأكبر القادرة على ترتيب المشهد العراقيّ ثانية، وإنهاء حالة الفوضى التي أحدثتها بعد العام 2003، ومع ذلك فإنّه من الأهمّيّة بمكان إثارة عدّة أسئلة حول المفاوضات
عيد العراقيّين هو يوم الوصول لمرحلة بناء الدولة العادلة، والتعايش الإنسانيّ والتكاتف المجتمعيّ، والسلام المُستدام، والحياة الحرّة الكريمة، الخالية من الطالحين والمحاربين للحياة والمستقبل، والمليئة بالأمل، والزاهية بتطبيق العدالة على الجميع، ولا يمكن لأحد أن يتهرب من قبضة العدالة والقانون!
هكذا يستمرّ دوران عجلة المفاجآت المهلكة والعجيبة في العراق، وأظنّ أنّ الأيّام المئة القادمة حبلى بمفاجآت تراجيديّة ومأساويّة، ربّما لا تخطر على بال الكثيرين، ولكنّنا نأمل أنّ وقوعها سيكون بداية النهاية لعصر المفاجآت القاتلة والضارّة بالعراق والعراقيّين
قد تكون هذه المبالغات مقصودة من بعض القوى الأجنبيّة، أو الإسلاميّة الحاكمة لكسب التعاطف الشعبيّ المعارض للإلحاد وتغذية الشحن الطائفيّ للبقاء في المناصب الرسميّة!
يمكن لهذه الاعتصامات أن تكون المسار الأسرع والأسلم لتلاحم أبناء الوطن، والخلاص من القوى غير المنتمية للعراق ولإنهاء حالة اللا دولة، وأن تكون الأداة الفاعلة للضغط وتحصيل الحقوق؛ لأنّها اعتصامات محرجة للحكومة، ومحفّزة للتكاتف الشعبيّ والإنسانيّ