التجارة ليست حركة رؤوس أموال فقط، بل حاملة لثقافة وعادات وعلاقات متشابكة بين الدول والشعوب، وهو ما يعني أننا مقبلون على مرحلة جديدة من التفاعل بين طرفي أوروبا في الجانب الآسيوي والجانب الأطلسي، من دون المرور التقليدي على بقية دول القارة
هذه معان من الضروري التأكيد عليها في خضم الغضب الشعبي العارم ضد إعادة فتح مكتب الاتصال بين المغرب وإسرائيل، وهو الذي أغلق في أعقاب الانتفاضة الثانية، وذلك للتأكيد على أن مشكلة العرب والمسلمين مع إسرائيل ليست لكونهم يهودا، ولكن رفضا للاحتلال والعنصرية والاضطهاد
فكرة توثيق مجازر وانتهاكات الماضي انتشرت في العقود الأخيرة ليس من أجل محاكمة الماضي، ولكن لضمان ألاّ يتكرر هذا في المستقبل، بالإضافة لجبر أضرار الضحايا..
المؤسسات العامة في العالم العربي غير مهيأة للتعامل مع الوجوه السياسية المتغيرة مثلما هو الحال في الدول الغربية. وتكشف لنا كثير من التقارير أنه حتى الأنظمة السلطوية تحتاج وقتا حتى تستطيع أن تطوع هذه الأجهزة وتضمن ولاءها رغم قبضة القهر..
يوما ما سيتقاعد ماكرون ويكتب مذكراته كمعظم القادة الأوروبيين، وغالبا سيندم على ما فعله ببلاده وبعلاقتها مع الدول العربية والإسلامية. وحين يأتي ذلك اليوم، نتمنى ألا يكون الأوان قد فات لإصلاح ما أفسدته هذه السياسات الاندفاعية
الملفت أيضا للمتابع للحالة السياسية العربية على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تسعى بكل جهدها للاستفادة وتوظيف هذه التقنيات لصالحها، لكنه توظيف لا يتجاوز مسألة الشكل إلى المضمون، وهو أيضا توظيف يؤدي للشحن والغضب أكثر من تعزيز الوعي
قد يكون الحديث عن المناعة المعرفية دربا من الترف الفكري في ظل ما يموج به العالم العربي من مشكلات هيكلية؛ تهدد حدوده وكيانه ومستقبله تحت أزيز المدافع من هنا وهناك، لكن الحقيقة أن هذه الهشاشة المعرفية هي التي تساعد في كل ما سبق..
اليوم ومع سباق التطبيع الخليجي ستكون هناك فواتير أخرى، ليس من الواضح من سيدفعها وكيف. فلم تحصل دول مثل الإمارات والبحرين على أي شيء يذكر مقابل التطبيع الرسمي والشعبي، ولو حتى على مستوى الوعود..
إذا أردنا أن نكون منصفين وموضوعيين، فعلينا أن نقيم نموذجا وحدويا مثل الاتحاد الأوروبي اليوم بكل مزاياه ومشاكله بالمعايير نفسها التي نقيم بها الخلافة العثمانية، مع الأخذ في الاعتبار السياق التاريخي..
تشير التحركات الواسعة والمتسارعة في منطقتنا العربية أن ثمة احتمالا كبيرا لخروج الرئيس الحالي دونالد ترامب من البيت الأبيض، وهو الحصان الذي راهنت عليه أنظمة كثيرة بذلت مجهودا في دعمه والتنسيق المسبق معه
التفسير المنطقي الوحيد لهذه السياسات الخليجية الداعمة لسد النهضة هو قيامها بدور الوكيل الاستعماري لخنق مصر والتحكم الحالي والمستقبلي في نظام الحكم فيها، سواء بوعي أو بدون وعي..
إن كل المحاولات السابقة لتحقيق العدالة الانتقالية داخليا في ليبيا منذ ثورة ١٧ فبراير ٢٠١١ تعرضت للعرقلة لأسباب مختلفة، بل وأصبح غياب التركيز على هذا الملف ثغرة وترت العلاقات مع دول الجوار ذات المصالح مع ليبيا