لا شك أن مسار العولمة دخل نتيجة سياسات إدارة العلاقات الدولية، في مسار شائك جدا، ومن غير المتوقع أنه بعد الصراعات الحاصلة وسياسات العقوبات والحصار المتبعة، استمرار التعامل التجاري الدولي وفق الأنماط التي سادت في العقود الأخيرة الماضية.
ثمّة أمور عديدة باتت تؤشر على أن العالم يقف على عتبة تحوّل الحرب الأوكرانية من حرب إقليمية إلى حرب عالمية، منها انقطاع التواصل بين القطبين الروسي والأمريكي، والتحطيم المقصود للاقتصاد الروسي، والإصرار على تمريغ هيبة الروس في الوحل
أنماط من التفكير والسياسات قد تكون صالحة في أوقات الرخاء، وليس في لحظة الاستنفار والأيدي على الزناد، وبعيداً عن الموقف من هذه الحرب، ومن هو الظالم ومن المظلوم، يتعين على عقلاء العالم نزع فتيل الحرب، كخطوة أولى، وتسكين أسلحة الدمار الشامل، ثم التفاوض بعد ذلك على المصالح والهواجس
ما حصل في لبنان، عبر انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية، واستنكاف سنة لبنان عن التفاعل السياسي، هو انعكاس لتاريخ من التنكيل الإيراني بسنّة المنطقة وشيطنتهم، واستفادت إيران من إمكانيات دول مثل العراق وسوريا في تنفيذ أجندتها وإلغاء الوجود السني أو جعله هامشيا جداً في أحسن الأحوال
هل بات لزاما تشكيل جيش عربي لمحاربة المخدرات في سوريا، واجتثاث بنيتها التحتية من المزارع والمعامل وقطع سلاسل التوريد؟ قد يكون هذا الأمر صعباً في الظروف الحالية، لكن الغريب أن ثمة من لا يزال يدافع عن النظام ويسعى إلى تأهيله وإعادته للجامعة العربية، والأغرب أن تجد شرائح مثقفة تدافع عنه
يمثل علاء موسى صورة حقيقية لنظام الأسد، سواء من خلال ثقافته وأسلوب تفكيره، أو باحتقاره لأغلبية الشعب السوري واعتقاده أن هؤلاء لا يجب أن يثوروا، ولا يحق لهم فعل ذلك، لأن هذا الأمر يؤثر على المعادلات الموجودة في سوريا
هو الاستبداد ذاته الذي دمّر الحاضر والمستقبل العربيين، هي النخب ذاتها التي احتكرت الثروات والخيرات وتركت الملايين ينهشها الجوع، وهي السياسات ذاتها التي دمّرت الطبقات الوسطى وهمّشت الجامعيين وهجّرت المثقفين ونكّلت بالمعارضين، وجعلت المواطن في بلده غريباً
سيف الإسلام القذافي وبشار الأسد، وغيرهما من الأشخاص من ذات العينة، ليسوا أكثر من أدوات للثورة المضادة التي لها مراكزها ومصالحها وأهدافها، وهم موظفون لدى تلك المراكز، التي استطاعت، مؤقتاً، النجاة من الثورات، لكن هل تستطيع دائماً فعل ذلك؟
هجرة العقول هي إحدى أبرز مخرجات السياسات الكارثية التي تعتبر النخب العربية الحاكمة أبرز منتجيها، ولن تتوقف هذه الظاهرة ما لم يكن هناك أمل بإحداث تغييرات سياسية تشعر في ظلها المجتمعات العربية بقدر من الاحترام
المفارقة أن الهروب رغم كل ما ينطوي عليه من آلام واحتمالات الموت وفقد بعض أفراد العائلة؛ خيار ليس بيد الجميع وربما بات ترفاً لا تملكه إلا القلة، ولولا تكاليفه المادية التي لا تقدر عليها الغالبية لرأيت أوطاناً بكاملها تحمل على ظهورها بقج ملابسها وتهيم على وجهها، ما دامت هائمة في أوطانها بلا جدوى
بانقلاب السودان، تقفل الثورات المضادة دائرة إسقاط ثورات الربيع العربي، عبر إعادة الزمن إلى مرحلة ما قبل 2011، وتمت إعادة النخب الساقطة إلى مكانها، لكنها بذلك ضمنت بقاء البلاد العربية، التي ثارت أو لم تثر، على خط عدم الاستقرار، وأبقت أسباب الثورة قائمة
تضع العلاقة مع الأسد الأنظمة العربية على محك المخاطر، ليس فقط لأن تجارة المخدرات قد تماسست تحت سلطة الأسد، ولا لأن العقلية الانتقامية هي المسيطرة، بل لأن هذا النظام أصبح مندمجا ضمن شبكة ترى أن انتصارها وسيادتها الإقليمية لن تقوم إلا بتدمير مجتمعات تلك الدول وخلق حالة من الفوضى فيها
التوصيف الأصح، أننا ما نزال في إطار النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، والذي قام على أساس سيطرة القوّة الأمريكية على العالم وتأثيرها في تفاعلاته ومخرجاته بدرجة كبيرة. والجديد في هذا النظام، تركيز أمريكا قوتها في مناطق محدّدة من العالم.
سال حبر كثير عن بهجة سُنة أهل المشرق بانتصار حركة طالبان في أفغانستان وطردها للمحتل الأمريكي وحلفائه.. بعض هذا الكلام كان غرضياً، الهدف منه وسم هؤلاء بالتطرف، ما داموا يؤيدون حركة توصف بالأدبيات السياسية العالمية على أنها حركة قروسطية تضطهد النساء وتعادي الأقليات..