سبعون عاما من القمم العربية وما زلنا لم نبن مدماكا واحدا في طريق وحدة القرار والعمل، فعلام الإشادة والتثمين والترحيب؟ وإذا كنا عند موعد انعقاد كل قمة نكون قد خسرنا الهوامش الضعيفة من أرصدة قوتنا، فعلامَ التأكيد والتشديد وتهديد العالم" المسكين" بأننا سنهز أسس استقراره ونغيّر اتجاهات رياحه؟!
ذهب البعض إلى القول بأن ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان، هدفه إخفاء عيوب اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، أو على الأقل جعله مقبولا مع منكهات طرد اللاجئين.
بوتين بات في صورة هذه الأوضاع، وبالتالي فإن قراراته تأتي في سياق متأزم باتت في ظله الخيارات محدودة إلى أبعد الحدود، وثمة عامل مهم في السياسة الروسية يضغط على بوتين، وقد يدفعه إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية، يتمثل بالوجود الزخم للقوميين الروس في مؤسسات الحكم والإعلام، وهؤلاء لن يقبلوا بتسويات لا تتضمن
ضرورة البحث عن مقاربات جديدة تتضمن آليات مختلفة لإدارة الأزمة، من نوع إعطاء روسيا ضمانات بعدم تهديد أمنها من خلال حصار حلف الناتو لأراضيها من جهة أوروبا، ثم البدء بتفاهمات عاجلة، على الأقل حول قواعد الاشتباك في مرحلة أولى، على أن يتم تطويرها باتجاه تفاهمات أوسع في مرحلة لاحقة
لم يخف أديب، في ختام مقالاته المثيرة، هدفه الحقيقي من ورائها، وهو تحذير المصريين من التعبير عن وجعهم، ودعوتهم للسكوت حتى لو دفنوا أولادهم جوعاً، لأن هناك مؤامرة ضد بلدهم ورئيسهم، ولأن البدائل ستكون مرعبة
ثمّة ثلاثة أقطاب تجهز نفسها لقيادة النظام الإقليمي والسيطرة عليه والتحكم بتفاعلاته، وهذه الأقطاب هي إسرائيل وإيران وتركيا، بالإضافة إلى تغلغل روسي صيني، ستكون له أدوار مهمة في إدارة الصراعات وضبطها، وربما ترسيم حدود السيطرة، ووضع قواعد اللعبة بين اللاعبين الأساسيين.
المطلوب من السوريين تسليم رقابهم للأسد ووضع مصيرهم تحت رحمة تقديراته، التي لم تكن يوما عقلانية، بدليل أن أدوات تعاطيه في إدارة الأوضاع السورية، ارتكزت على الكيماوي والبراميل المتفجرة والذبح المعتقلين واغتصاب المعتقلات، فمن يسلم نفسه أو أبناءه لهذه الماكينة الجهنمية؟
الواقع يبدو أنه فاجأ صناع القرار في موسكو وإيران، ويبدو أنهم وقعوا ضحية تقديرات غير دقيقة، وبكل الأحوال، فإن أجهزة الاستخبارات الروسية والإيرانية، وبالتبعية دوائر المستشارين، أثبتت في الآونة الأخيرة ضعفاً كبيراً
الأردن، ووفقاً للمعطيات الحالية، يواجه مأزقاً أمنياً حاداً يتمثل بالتهديد القادم من صوب سوريا، ولا يبدو أن لديه خيارات مريحة للتعامل مع هذا الوضع، سوى أن يسهر الليل طويلاً على الحدود السورية
ثمّة عقبة أمام تطوير أي تحالفات إقليمية، تتمثل باستمرار تأزم الوضع الفلسطيني وعدم التوصل لحل سلمي عادل، إذ يصعب تصوّر حصول استقرار إقليمي في ظل سياسات إسرائيل الراهنة، وتوثب الروح الفلسطينية ومعاندتها مشاريع إلغاء الحق الفلسطيني.
المرجح استمرار أزمة اللاجئين في سوريا، وخاصة وأن السلام لم يحل بعد في سوريا، ولا توجد مؤشرات على تغيرات محتملة على المستويين السياسي والاقتصادي، ولا يزال ملايين من السوريين يعيشون في دائرة الخطر وخاصة أولئك الذين يعيشون في شمال البلاد
أمريكا باتت أمام خيارين في علاقاتها مع دول المنطقة، إما تقديم التنازلات لهذه الدول وقبول التعامل الندي معها، وإما إعادة هندسة الحياة السياسية، بما يعني وضع المنطقة على سكة تحولات خطيرة وحالة من عدم الاستقرار، بمعنى إعادة إحياء نسخة جديدة من الربيع العربي، وشكل نهاية الحرب الأوكرانية قد يرجح أحدهما
التسطيح في هذا النمط من المعالجات مقصود، والهدف منه تحريف الحقائق، وهو يخدم التيار السلطوي والإعلامي السائد عربياً الذي يحاول القول أنه لم تكن هناك ثورات في العالم العربي، بل مجرد تنظيمات متطرفة وجدت من العدم وحاولت تدمير الشعوب والدول والجيوش
لم يكن مفاجئا ما كشفه الدبلوماسي الأمريكي فريد هوف في كتابه "بلوغ المرتفعات" عن موافقة بشار الأسد الخروج من "حلف الممانعة" إذا انسحبت إسرائيل من مرتفعات الجولان، ورفعت الولايات المتحدة الأمريكية العقوبات عنه،