هؤلاء المعتقلون هم ضحية مجتمعات لا تفي بوعودها، هم شباب جرى توريطهم من قبل مجتمعات رفعت شعارات كبرى عن الحرية والخلاص من العبودية، لكنها في لحظة حاسمة تراجعت عن شعاراتها وأحلامها.
انهيار مؤسسات القضاء في العالم العربي كان واحدة من الانهيارات المروعة، بل يمكن القول انكشاف انهيارها؛ لأنها لم تكن صالحة إلا في الخيال الذي يفترض أن القضاء هو العدل والحق، ذلك أنه كما الدبلوماسية والجيش والشرطة وأجهزة الأمن؛ يستحيل عبورها إلا لمن توافق عليه أجهزة العصابات العربية وتثق به.
ورغم كل النكبات التي حلت بالسوريين، إلا أن مقاومتهم للنظام الأسدي ما زالت مستمرة وبأشكال عديدة. ولعل المقاومة البازغة في الجنوب والمسماة "المقاومة الشعبية"، هي أحد تلك الأشكال التي تبقي جرح هذا النظام نازفا إلى حين موته، حيث تحقّق هذه المقاومة نجاحات نوعية في استنزاف الأسد
في الوقت نفسه، لم يعد ثمّة حلول ممكنة للشعوب العربية، ضاقت كل الخيارات، فلا الهجرة باتت ممكنة، ولا السكوت عن موت الأبناء جوعا بات محتملا. لم تعد الأسواق تولد فرص عمل، ولا الحقول تنتج ما يشبع البطون، وزحف الصدأ على خطوط المصانع والورش، ولم تعد الموانئ صالحة للسفر.
المعلن، حتى اللحظة أن عملية إعادة الإعمار ربما تتكلف بين 400 مليار دولار وتريليون دولار، وهذه المساحة الهائلة بين الرقمين هي مساحة لتبيض أموال الفساد والجريمة، وكذلك للاستثمار في أنماط تجارات كثيرة،
استطاعت الأنظمة والنخب المتسلطة وضع الجيوش عائقاً في وجه خلاص الشعوب العربية من الإذلال والإفقار، وحوّلتها إلى آلة غبية لا ترحم، ووضعتها في عهدة أجهزة المخابرات تنظمها وتضبطها وتشذبها وتصنع لها عقائد كاذبة وأعداء؛ هما دائماً الشعب والحرية
يغلق الشمال أبوابه؛ يعلنها صراحة أنه لم يعد بحاجة للخدمات الرخيصة التي يقدمها القادمون من الجنوب، في ظل أزمة اقتصادية مديدة تهدّد بسقوط العديد من هذه الدول من خانة الأغنياء والمترفين
ليس هناك أمل بأن يكون لدى الأنظمة العرب مشاريع غير القمع والنهب والتبعية والذل للخارج. من ينظر لأحوال مصر وسوريا، يكتشف على الفور خريطة مشروع الأنظمة في المستقبل. من هنا يمكن القول وبثقة، إن الربيع العربي هو المشروع الشرعي والوحيد الباقي والقادم
نمط الأزمات التي تعيشها البلدان العربية تخطاها العالم، أو غالبية دوله العظمى منذ زمن، باستثناء بعض دول في أفريقيا، وربما في أمريكا اللاتينية، التي رغم ذلك تتفوق على البلدان العربية في بعض الأشياء، كالرياضة مثلاً
وفق هذه المقاييس، نجد أن أغلب ما يسمى أنظمة الحكم في عالمنا العربي، ليست سوى عصابات حاكمة، لديها إعلام وفضائيات وسفارات وممثلون في الأمم المتحدة.. هم زعران الحارات بمظهر موديرن، حتى إن دول العالم الخارجي تتعاطى معهم..
الجنون حالة طارئة يصاب بها الزعيم فور وصوله للسلطة، أو يمكن اعتبارها نتيجة صدمة وصوله للسلطة، ونتيجة إحساسه أنه بات يملك قوّة خارقة يستطيع من خلالها الأمر والنهي، وتحقيق ما كان يعتبره حلما في يوم من الأيام.
قتل بشار الأسد لم يكن هدفا بحد ذاته، ولو أرادت أمريكا ذلك لفعلته قبل ذلك بكثير، الأسد وقع في المصيدة أكثر من مرّة، ووقع في دائرة القناص الأمريكي مرات عديدة، وفي كل مرّة كان يقال له، ابتعد لست أنت الهدف المقصود
منطقة الشرق الأوسط واسعة على طرف واحد، ذلك أن القوى التي تريد ضم هذه المنطقة إلى خانة مناطق نفوذها، عليها أن تتولى أمر إدارة صراعاتها اللامتناهية وضبط توازاناتها الآيلة إلى التفلت على الدوام