بحث النظام الجزائري عن إنجاز ما ولو دعائياً وشكلياً عبر الصورة قبل القمة العربية التي أسماها قمة فلسطين، في انفصام موصوف وحالة إنكار صارخة، كون الشيك الفلسطيني بدون رصيد والإعلان الجديد قليل الدسم وإنشائي ولا يختلف عن الإعلانات والوثائق القديمة التي بقيت حبراً على ورق
الرواية الفلسطينية تنتشر وتنال مصداقية يوماً بعد يوم ويحتاج الأمر إلى مثابرة وتصميم وعناد وعمل جماعي مؤسساتي منظم يخاطب الرأي العام الدولي بلغة يفهمها..
نحن أمام دليل إضافي على حالة التناقض والانفصام التي تعيشها إسرائيل، حيث الاحتلال هو نفسه مثل روسيا، كما ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ورفض الشرعية الدولية أو الالتزام بمواثيقها وقراراتها
مشهد القمة ـ اللقاء جاء عبثيا وصوريا، وهدف إلى تعويم النظام والترويج لإنجازاته المزعومة، بينما تحوّل إلى تأكيد لأزماته المتفاقمة، وعندما يسقط قريبا بإذن الله، سنعرف ضمن أشياء وحقائق مهولة، ستشكف أنه سعى عبر القمة الملغاة والعبثية إلى إعطاء انطباع مغاير عن واقعه المتداعي والآيل للسقوط.
إسرائيل أعدّت خطة الحرب ومنذ شهور، واستدرجت حركة الجهاد الإسلامي إليها بعد اعتقال الشيخ بسام السعدي بطريقة همجية عنيفة وغير إنسانية، والاستنفار في المستوطنات المحيطة بغزة وإغلاق الطرقات، وتشويش حياة المستوطنين فيها، كان لقلب المشهد وإظهار الدولة العبرية بصورة الضحية لا الجلاد، ناهيك عن خداع الجهاد.
جاءت القمة الثلاثية تقليدية وكررت المواقف المعروفة ونقاط توافق الحد الأدنى المتضمنة دعم العملية السياسية ووحدة الأراضي السورية، ورفض الخطط والمشاريع الانفصالية، ومحاربة التنظيمات الإرهابية، لكن في المؤتمر الصحفي للرؤساء الثلاثة تباينت المواقف..
لقاء غانتس- عباس والحركة الإسرائيلية الأمريكية المنسقة تهدف أساساً إلى ضمان عدم التشويش الفلسطيني على المستجدات والتحولات الإقليمية، ولكن مع عدم تجاهل الملف كلياً، كما فعل دونالد ترامب، أو طرح حلول لتصفية القضية وإزالتها نهائياً عن جدول الأعمال، وإنما إبقائها مجمدة عملياً
يمكن الاستنتاج أن ما نشر ورغم التضخيم الإسرائيلي إلا أن ثمة شيئا صحيحا وواقعيا في الأخبار المتداولة. وإيران وبعد العجز عن الرد على إسرائيل مباشرة أو حتى عبر العواصم والحواضر العربية التي تتبجح باحتلالها، سعت للانتقام عبر أهداف سهلة من مقيمين وسياح في تركيا
يجب الانتباه إلى أن إسرائيل تتجاهل السلطة بشكل منهجي ولا تقيم لها وزناً أو قيمة وتكتفي بلقاءات أمنية واقتصادية واجتماعية معها، بعيداً عن أي أفق سياسي ضمن الخطط الإسرائيلية المعلنة متعددة المسميات..
يؤكد إحياء ذكرى النكبة السنوية سقوط واحدة من أهم الأسس التاريخية الفكرية والسياسية للمشروع الصهيوني، القائلة؛ إن الجيل الأول من الفلسطينيين سيموت، والثاني سينسى، والدولة العبرية ستعيش بأمان وسلام في فلسطين.
يتمثل الحل الأكثر واقعية ومنطقية "هو بالمتناول أصلاً" بمقاومة شعبية عارمة في ساحتها الرئيسية بالضفة الغربية، وتحديداً في القدس وبقية المدن والبلدات، في بيتا وبرقة ونعلين والنبي صالح مع حضور ومدد بشري وسياسي وإعلامي من إخواننا وأهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948
المنظمة بحد ذاتها هي فعلاً بمثابة الوطن المعنوي للفلسطينيين في أماكن تواجدهم المختلفة، والمشكلة بالتأكيد ليست مع الوطن وإنما مع النظام الحاكم فيه بشكل غير شرعي وديمقراطي تماماً كمشكلة الأشقاء في مصر مع نظام عبد الفتاح السيسي..