كمال داود كاتب جيد لغويا لا اختلاف حول ذلك حتى وإن اختلفنا معه فكريا لا يمكن إنكار قدراته الكتابية.. لكن الحديث عن حصوله على جائزة "غونكور" للقيمة الأدبية لرواية "حور العين" فيه مبالغة وتزييف، فالأجندة السياسية والإيديولوجية للكاتب، ولرعاته في فرنسا هنا أكثر من مفضوحة..
يتعرض الكاتب والباحث والمفكر الفرنسي باسكال بونيفاس لحلقة جديدة من حلقات حملة اللوبي الداعم لإسرائيل ضده بسبب موقفه الناقد للكيان الصهيوني. وقد استغلت أذرع هذا اللوبي السياسية والإعلامية تعليقا له على حسابه على "إكس" كريم بوعمران، وهو رئيس بلدية فرنسية من أصل مغربي يحظى بـ"تلميع إعلامي" واضح في فرنسا..
في موقف يمكن وصفه بـ"التاريخي" بكل ما له من دلالة ورمزية أعلنت المذيعة البريطانية الشابة كاريشما باتيل، التي عملت في هيئة الإذاعة البريطانية طوال الأربع سنوات ونصف الماضية، عن رحيلها عن الهيئة، والتحاقها بمنظمة غير ربحية تسمى المركز الإعلامي البريطاني الفلسطيني،
عندما اندلعت مظاهرات الحراك الشعبي في الجزائر في 22 شباط / فبراير 2019 والآمال التي حملها بتغيير يليق بالجزائر، توقفت ظاهرة الهجرة السرية أو غير النظامية لأوروبا بعبور البحر المتوسط، عبر قوارب الموت، بكل مخاطر ذلك. الظاهرة تسمى جزائريا وحتى مغاربيا، بـ "الحرڨة" (ڨ تنطق مثل الجيم المصرية)..
موقف كمال داود لم يكن ولم يعد مفاجئا، منذ مقاله في 2015 عن "عدم تضامنه مع فلسطين"، والذي فتح له بالتزامن مع نجاح روايته "ميرسو.. تحقيق مضاد" باب إرضاء الدوائر الصهيونية (خاصة الإعلامية والأدبية) في فرنسا لغرض مرتبط بتسويقه وتلميعه. وهذا ما حدث فعلا، مع تقاطر الجوائز عليه، واستقطابه من قبل مجلة "لوبوان" اليمينية..
تحولت "الخوارزميات" إلى سلاح في أيدي مواقع التواصل الاجتماعي لقمع ومنع المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية وفضح والتنديد بالعدوان الإسرائيلي خاصة في حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني في غزة منذ ما يقارب 11 شهرا..
لعبت منصة "اكس" (تويتر سابقا) ومالكها أغنى رجل في العالم، الملياردير الأمريكي (الجنوب إفريقي الأصل) إيلون ماسك دوراً كبيرا في تسميم الأجواء، والتحريض على أعمال البلطجة التي تعرضت لها بريطانيا، مؤخرا، التي قام بها أنصار اليمين المتطرف العنصري، بدعوى معاداة الهجرة، وإن استهدفت بشكل خاص المسلمين ومساجدهم.
على الرغم من تجريد C8 من ترخيصها، فقد تم تجديد تراخيص القنوات الأخرى المملوكة لبولوري، وخاصة قناةCNews (سي نيوز) التي تقدم على أنها إخبارية رغم أنها تطغى عليها النقاشات في اتجاه إيديولوجي يميني يعزف على وتر معاداة الهجرة باستهداف عنصري، إسلاموفوبي.
جمال الدين طالب يكتب: جوردان بارديلا، الذي بزغ نجمه ليرأس حزب "التجمع الوطني" العنصري المعادي للمهاجرين وبشكل خاص المسلمين، والجزائريين بالأخص، هو نفسه من أصول مهاجرة، بل وله جد جزائري. وفيما سعى جوردان بارديلا دائما إلى إبراز أصوله الإيطالية، ظلت أصوله الجزائرية الموثقة معتما عليها، وأشبه بـ"تابو" لا يجب الاقتراب منه
جمال الدين طالب يكتب: بدا لافتا خاصة أن نتنياهو (العلماني المزعوم) وفي استمرار لأكاذيبه حاول في حواره مع القناتين الفرنسيتين، العزف على وتر أكذوبة "الحضارة المسيحية- اليهودية" التي يتم الترويج لها تلفيقا أيضا في فرنسا التي يرفع قطاع من إعلامها وطبقتها السياسية، للمفارقة، فزاعة الدفاع عن "اللائكية"
تقدم هذه المواقف وغيرها من نماذج أخرى كثيرة في بريطانيا وفي كل أنحاء العالم، وخاصة في الغرب، صورة معبرة عن التضامن مع فلسطين مع استمرار العدوان الإسرائيلي لغزة، الذي يقترب من شهره الثامن بكل حصيلته الإجرامية الرهيبة. في المقابل يقدم المشهد الثقافي والأدبي العربي صورة بائسة، عنوانها الشعارات.. والشعارات.. والشعارات!
كشف المذيع ونجم كرة القدم ومنتخب إنجلترا السابق غاري لينكر أنه "يبكي بشكل منتظم" عندما يرى بعض الصور على وسائل التواصل الاجتماعي لضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة المتواصل منذ أكثر من سبعة أشهر مخلفا أكثر من مائة ألف بين شهيد وجريح، غالبيتهم أطفال ونساء..
أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مؤخرا، تصريحا للقناة التلفزيونية الإخبارية الفرنسية LCI، كان من المفترض "نظريا" أن يثير الجدل في هذه القناة وفي فرنسا، التي يرفع إعلامها وطبقتها السياسية شعار الدفاع عن "اللائكية" (العلمانية الفرنسية)، التي تحولت إلى ما يشبه "دين الدولة" بتفسيرات "أصولية متطرفة"، لا تدعو فقط إلى فصل الدين عن الدولة (للمفارقة!) بل استبعاد مظاهر الدين (والمقصود أساسا الإسلام) أيضا عن الفضاء العام بشكل تراجيكوميدي.
ارتبطت كلمة "الهولوكست" بمحرقة ألمانيا النازية في حق اليهود خلال أربعينيات القرن الماضي، رغم أن الكلمة كانت تشمل أيضا مذابح النازيين في حق شعوب وعرقيات أخرى مثل غجر الروما والسيندي، والروس السلاف والبولنديين، الذين كان النازيون يرون بنظرة عنصرية استعلائية (آرية) أنهم أدنى منهم!
يقترب العدوان الإسرائيلي على غزة من شهره السابع، وبقدر ما خلفه من جرائم ومآسي، بقدر ما فضح وعرى الكيان الصهيوني والمتواطئين والمبررين له، بقدر ما أيقض ربما ضمائر البعض، أو كشف الحقائق أمامهم، وأمام العالم.