لعبت منصة "اكس" (تويتر سابقا)
ومالكها أغنى رجل في العالم، الملياردير الأمريكي (الجنوب إفريقي الأصل) إيلون
ماسك دوراً كبيرا في تسميم الأجواء، والتحريض على أعمال البلطجة التي تعرضت لها
بريطانيا، مؤخرا، التي قام بها أنصار
اليمين المتطرف العنصري، بدعوى معاداة
الهجرة، وإن استهدفت بشكل خاص المسلمين ومساجدهم.
بدأت أعمال البلطجة احتجاجا على مقتل 3
فتيات صغيرات في بلدة ساوثبورت القريبة من مدينة ليفربول، في عملية طعن، أصيب فيها
10 أشخاص، من بينهم 8 أطفال، على يد قاصر، تم الترويج زورا وكذبا على مواقع
التواصل، وخاصة على “أكس"، أنه طالب لجوء مسلم، قبل أن يتم الكشف أن المجرم
هو في الحقيقة مولود في بريطانيا، وهو يعاني من مرض التوحد، وقد جاء والداه من
رواندا، وليس مسلما، بل هو مسيحي ومن عائلة مواظبة على التردد على الكنيسة.
وقد روجت مواقع وحسابات مرتبطة بروسيا لهذه
الكذبة بأن مسلما هو من وراء هذه الجريمة النكراء، ولعب المؤثر (المحرض) الأمريكي
ـ البريطاني المقيم في رومانيا، المدعو أندرو تيت، الذي يدعي أنه أسلم ـ (بما جر
له ذلك من متابعين وأنصار من المسلمين!) ـ دورا كبيرا في الترويج لها كذلك.
وقد استهدف حشد البلطجية الذين تجمعوا في
بلدة ساوثبورت، مسجدا للجالية المسلمة الصغيرة هناك، ولولا تدخل الشرطة لكانت حدثت
كارثة للإمام والمصلين الذين كانوا محاصرين فيه. وقد أصيب عشرات من عناصر الشرطة
بسبب تصديهم للبلطجية، الذين كانوا يريدون اقتحام المسجد وإحراقه.
وقد توسعت أعمال الشغب والبلطجة بعدها لتشمل
مدنا أخرى من بريطانيا، زادتها منصة "إكس"، اشتعالا مع تحولها بتشجيع من
مالكها إيلون ماسك، الذي ذهب إلى الترويج إلى أن "الحرب الأهلية أمر لا مفر
منه في بريطانيا"، وتأجيج الخطاب والحسابات المعادية للمسلمين بشكل مفضوح،
وتحت أجندة يمينية متطرفة، وإن فيها أيضا جانب انتهازي مثلما حدث مع هجومه وتحريضه
ضد الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، بزعم أنها ليست امرأة!
وفي هذا السياق يحاول إيلون ماسك تقديم نفسه
على أنه حريص على القيم المسيحية، لكن ابنته فيفيان ويلسون، المتحولة جنسيا من ذكر
إلى أنثى، فضحته على حسابها على منصة "ثريدز"، التابعة لمجموعة
"ميتا"، التي تضم "فيسبوك"، والتي يملكها مارك زوكربيرغ،
والمتهم هو أيضا بتشجيع الإسلاموفوبيا، وفي المقابل قمع أي نقد لإسرائيل
والصهيونية، والتضييق على المحتوى الداعم لفلسطين.
في غياب أي ردع رسمي (خاصة) عربي وإسلامي ملموس، وممكن خاصة بالنظر لمصالحه في المنطقة، يواصل ماسك التمسك بتشجيع الخطاب المعادي للإسلام، والذي يعتبر العربية لغة الأعداء، كما فضحته ابنته.
ابنة ماسك فيفيان وصفت والدها بأنه
"كاذب ومتعصب وشخص فظيع". وقالت إنها اضطررت للخروج عن صمتها بعدما شاهدت والدها، وهو يدعي بأنه
رب عائلة محافظ على القيم المسيحية، وكتبت قائلة إنه ليس "رب عائلة، إنما
زانٍ متعدد العلاقات لديه ما لا يقل عن 12 طفلاً من ثلاث نساء، وأنه لا يتوقف عن
الكذب بشأن أطفاله".
ومضت تخاطب والدها: "أنت لست مسيحيًا،
على حد علمي". وأضافت: "أدرك أنك لم تطأ قدمك الكنيسة أبدًا".
في الشهر الماضي، ادعى ماسك أنه "مؤمن
كبير بمبادئ المسيحية" وحذر من أن الدين "سوف يهلك بدون شجاعة مجتمعية".
واتهمت ابنة ماسك والدها بأنه عنصري، هو
المتهم بالترويج لخطاب تفوق العرق الأبيض، ونظريات عنصرية مثل "الاستبدال
الكبير"، التي تروج لأن هناك مؤامرة لاستبدال السكان البيض المسيحيين في
الغرب بالمسلمين! وذهب ماسك للقول "يجب علينا تأمين وجود شعبنا ومستقبل
الأطفال البيض".
وكتبت فيفيان مخاطبة والدها "أنت لست
معقلًا للمساواة والتقدم.. لقد وصفت اللغة العربية بأنها "لغة العدو"
عندما كنت في السادسة من عمري، وتم رفع دعوى ضدك عدة مرات بتهمة التمييز العنصري،
وأنت من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا."
وكانت ابنة ماسك، البالغة من العمر 20
عاماً، تخلت عن لقب والدها، واختارت عام 2022 لقب والدتها ويلسون.
وكان الملياردير الأمريكي أثار ضجة في
نوفمبر الماضي عندما دعم منشورا لمستخدم على منصة "إكس" اتهم اليهود
بكراهية البيض وبأنه لا يكترث لمعاداة السامية "، وقد علق ماسك عليه قائلا
"لقد قلتَ الحقيقة الفعلية". لكن بعد تعرضه للانتقاد سارع ماسك
للاعتذار، واصفا تعليقه بأنه "أغبى منشور قام به على الإطلاق".
ولم يتوقف ماسك منذ ذلك الحين عن تقديم
الطاعة للأوساط الصهيونية، حيث تمت دعوته بعدها بأسابيع لإسرائيل واستقبل من قبل
رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، وقد زار معه إحدى المستوطنات التي هاجمتها حركة
حماس في 7 أكتوبر 2023، وأيَّد موقف نتنياهو بوجوب تدمير الحركة.
ثم قام ماسك بعدها (برفقة ابنه البالغ من
العمر ثلاث سنوات) بزيارة موقع معسكر إبادة اليهود النازي في "أوشفيتز "
في بولندا، وقد وصف نفسه بأنه كان "ساذجا" بشأن مدى انتشار معاداة
السامية حتى وقت قريب، وزعم أن ذلك يرجع إلى أن معظم أصدقائه يهود، ولهذا لم يكن
يرى في محيطه أي أثر لمعاداة السامية.
وكان ماسك مرفوقا بالمذيع الأمريكي بن
شابيرو، وهو واحد من أشد الأصوات الصهيونية المروجة لمعاداة العرب والمسلمين،
وكذلك دفاعا وتبريرا لحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة. وقد صرح ماسك في مؤتمر
صحافي نظمته جمعية اليهودية الأوروبية في مدينة كراكوف البولندية: " ما يقرب
من ثلثي أصدقائي هم من اليهود، لدي ضعف عدد الأصدقاء اليهود مقارنة بأصدقائي غير
اليهود، أنا يهودي من حيث الارتباط، وأنا يهودي من حيث الطموح".
وفي يوليو الماضي كان نتنياهو التقى الرئيس
التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك في واشنطن بعد خطابه أمام الكونغرس
الأمريكي، والذي حضره ماسك بناء على دعوة من نتنياهو. وقد قام بعدها ماسك بدعوة
نتنياهو لأحد مصانع "تسلا" للسيارات الكهربائية في مشهد آخر من مشاهد
"التوبة والغفران" أمام الصهاينة.. في المقابل وفي غياب أي ردع رسمي
(خاصة) عربي وإسلامي ملموس، وممكن خاصة بالنظر لمصالحه في المنطقة، يواصل ماسك
التمسك بتشجيع الخطاب المعادي للإسلام، والذي يعتبر العربية لغة الأعداء، كما
فضحته ابنته.