إذا أردت أن تكون ديمقراطيا كما صاغها (الديمقراطية) أصحابها، فلا بد ألا تحمل أيديولوجية مخالفة وإلا سيتم الانقلاب عليك من فرسان المعبد العلماني الليبرالي المنتشرين في كل الدول
وفي أي صراع، يسعى الطرفان للحصول على أكبر قدر من التأييد والدعم من الوجوه المحبوبة من الجماهير في أي مجال، ومن المفترض أن يحترم طرفا الصراع رغبة أي من هؤلاء المشاهير في اعتزال الصراع، إلا أن النظام الذي أصبح هو الدولة، وخاصة في مصر، لا يقبل ذلك على الإطلاق
يحكي الفيلم عن مجموعة من الشباب المستدعى قبل الحرب من عدة أماكن في مصر؛ لا ينتمي للمنظومة العسكرية، ووضعت القيادة هولاء الشبان وغيرهم للدفاع عن أحد الممرات. وتعتبر الممرات بشكل عام من النقاط الهامة اثناء عمليات الدفاع، والتنازل عنها أو فقدان السيطرة عليها؛ يعتبر خسارة كبيرة حسب أهمية الممر الدفاعية
وفي مصر تزيد تلك المأساة؛ فأي محاولة للاعتراض تقابل بالعنف الشديد الذي قد يصل إلى القتل، فلم تعد المدن كانتونات عمال، ولكنها أصبحت سجونا مفتوحة تعمل بها بالسخرة لصالح الطبقة الحاكمة، والتي تعمل بدورها لحساب القوى الإمبريالية
إن النظام في مصر يبدو متماسكا، ويستخدم البطش الشديد لحماية نفسه من انكشاف ضعفه البنيوي. ويحتاج الشارع إلى البناء القوى المتماسك غير المرئي، حتى يمكنه في لحظة معينة أن يخرج في المواجهة الحاسمة، ويتمكن من صناعة قياداته التي تستطيع في اللحظات الفارقة اتخاذ القرار الصحيح
هذا النمط ليس مقتصرا على النظام الحاكم؛ فقد استطاع جر الجميع إليه في سجالات الحشد والحشد المضاد قبل الانقلاب العسكري، وسحب الجميع من المكان الصحيح للصراع ثم تفرد بالمكان الصحيح وحده
خلاصة الأمر أن الصراع على أشده في البحر الأحمر، وما حدث في اليمن هو مقدمة لصراع كبير ربما يكون عسكريا تحاول القوى المختلفة تمهيد أرض المعركة له بإعادة الانتشار وتوزيع القوى على طول البحر الأحمر
على كل القوى المجتمعية عدم اليأس، بل على العكس؛ فهناك الكثير من المؤشرات باقتراب حدوث توازن في القوى (أو على الأقل تقليل الفارق)، مما يسمح بالانتصار أو حدوث ثورة شاملة ناجحة