نشرت صحيفة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية تقريرا حول إقرار "
إسرائيل" الأخير المتعلق بتوجيه ضربات عسكرية داخل التراب السوري، وتحديدا في إقليم تدمر، مشيرة إلى أن النظام السوري "زعم" أنه رد على ذلك عبر إطلاق صواريخ باتجاه "إسرائيل".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خبراء عسكريين إسرائيليين أرادوا من هذه الغارة استهداف قوافل ومستودعات الأسلحة التي ترسلها إيران لحزب الله اللبناني، الذي يعدّ الحليف الأول للنظام السوري، خاصة بعدما أضحى هذا الحزب متواجدا على الحدود السورية الإسرائيلية.
وأضافت أن "إسرائيل تؤمن بأن توجيه ضربة لحزب الله في
سوريا سيضعف نظام
بشار الأسد، وسيخدم مصلحة قوات المعارضة المسلحة، ما يشير إلى أن الحرب السورية ستشهد حقبة جديدة من عدم الاستقرار، خاصة أن إسرائيل تطارد أيضا تنظيم الدولة، وتعتبره عدوا يجب أن يبقى بعيدا عن حدودها.
وفي المقابل، يعزز توجيه ضربة لحزب الله من موقف بشار الأسد الذي سيتهم الإسرائيليين بدعم تنظيم الدولة".
وأفادت الصحيفة بأن النظام السوري لا يمتلك الإمكانات الكافية للرد أو إيقاف ضربات "إسرائيل"، لافتة إلى أن الطائرات الحربية الإسرائيلية وجهت سابقا ضرباتها داخل التراب السوري عن طريق اختراقها للأجواء اللبنانية، لكن الوضعية اختلفت خلال الغارة الأخيرة، حيث اخترقت الطائرات الأجواء السورية، وتغلغلت داخلها، ثم عادت أدراجها، في الوقت الذي ما زالت فيه المدفعية السورية المضادة للطائرات تتهيأ للرد.
وأضافت أن "دمشق زعمت أنها أصابت إحدى الطائرات الإسرائيلية، على الرغم من أنه ليس هناك ما يثبت صحة أقوالها".
ورأت أن "نجاح الغارة الإسرائيلية أزاح الستار عن ضعف نظام الدفاع السوري، الذي لم تتأقلم أجهزة مراقبته مع أنظمة التشويش الإسرائيلية المتطورة. وعلى الرغم من تركيز أنظمة رادار
روسيا في سوريا، إلا أن ذلك يثير الشكوك حول إمكانية غض الروس الطرف عن العملية الإسرائيلية".
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو ركزت قواعد عسكرية عشية تدخلها في الصراع السوري سنة 2015. وبعد ذلك، دعمت هذه القواعد بصواريخ متطورة جدا ومضادة للصواريخ، على غرار صاروخ "آس-300"؛ وذلك بهدف الرد على غارات الطائرات المعادية.
وفي الختام، أكدت الصحيفة أن زيارة نتنياهو الأخيرة لموسكو، يوم 9 آذار/ مارس الماضي، جاءت بهدف تذكير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن "النجاحات العسكرية ضد تنظيم الدولة يجب ألّا تساهم في تقوية كل من إيران وحزب الله، وقد كانت الغارة الأخيرة بمثابة رد من إسرائيل، إما على رفض موسكو التعاون مع السلطات الإسرائيلية، أو هي بالأحرى نتيجة لاتفاق ضمني بين الطرفين من شأنه أن يسمح لإسرائيل بشن هجمات في سوريا".