قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية ظهر اليوم، العديد من المناطق في شمال ووسط قطاع غزة، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من وسط مدينة غزة.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"عربي21"، فقد "أطلقت الطائرات الحربية صاروخين على موقع حطين التابع للمقاومة الفلسطينية شمال القطاع بثلاثة صواريخ؛ وفي ذات الوقت قامت الطائرات بقصف موقع الشهداء في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة"، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في الأماكن المستهدفة.
كما استهدفت طائرات الاستطلاع الحربية؛ "نقطة رصد تابعة للضبط الميداني شرقي مدينة رفح جنوب القطاع".
وأكد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، في بيان له وصل "عربي21" نسخة منه، "إصابة أربعة شبان فلسطينيين بجراح متوسطة في القصف الإسرائيلي الذي استهدف شرقي مدينة رفح"، في الوقت الذي جددت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها لموقع حطين في شمال القطاع.
ويأتي القصف الإسرائيلي للعديد من المناطق في قطاع غزة ردا على إطلاق صاروخ فجر اليوم من قطاع غزة؛ حيث سقط في منطقة النقب الغربي دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأفادت إذاعة "صوت إسرائيل" بأن "قذيفة صاروخية سقطت في أرض خلاء بالنقب الغربي أطلقت من قطاع غزة"، مؤكدة أنه "لم تقع إصابات أو أضرار".
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي "تقوم بتمشيط المنطقة بحثا عن بقايا القذيفة"، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي جهة فلسطينية عن إطلاق هذا الصاروخ.
"حماس" و"الجهاد" تحذران
وحذرت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس"، والجهاد الإسلامي، في قطاع غزة، الاثنين، إسرائيل، من مغبة استمرار التصعيد العسكري، ضد قطاع غزة.
وحمل الناطق باسم حماس، فوزي برهوم؛ الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن استمرار هذا التصعيد الخطير على قطاع
غزة"، موضحا أن العدوان الإسرائيلي "يستهدف المقاومة الفلسطينية وأهلنا في القطاع" كما قال.
وشدد في تصريح مكتوب وصلت إلى "عربي21" نسخة منه، على أن حركته "لن تسمح أو تقبل باستمرار استهداف مواقع المقاومة والمنشآت والممتلكات"، معتبرا أن الاحتلال "يتعمد تفجير الأوضاع في غزة".
وأضاف: "لا يمكن السماح بذلك أو القبول بفرض أي معادلات جديدة على المقاومة مهما كان الثمن"، حسب تعبيره.
من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، أن "كل ما تسوقه إسرائيل من مبررات لهذا التصعيد؛ هي مبررات باطلة"، على حد وصفه.
وحمّل شهاب في تصريح لـ"عربي21"؛ الاحتلال "مسؤولية هذا التصعيد؛ الذي تحاول حكومة الاحتلال من خلاله خلط الأوراق وترجمة تهديداتها ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد القيادي على حق المقاومة والشعب الفلسطيني في "الرد والتصدي لهذا العدوان في حال استمراره"، مشددا على أن "المقاومة لن تقبل باستمرار هذا العدوان مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات"، وفق قوله.
الضفة الغربية
في الضفة الغربية، أصيبت فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي عند حاجز قلنديا المؤدي إلى مدينة القدس المحتلة أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان.
وقالت المتحدثة باسم الشرطة في بيان إن المرأة في الثلاثينيات من العمر ولديها هوية من القدس، كانت "تحمل بيدها حقيبتها بشكل أثار ارتياب العناصر" مشيرة إلى أنها "تقدمت نحوهم ورفضت أوامرهم بالتوقف ما استدعى تحييدها".
وكان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قال إن واقع حقوق الإنسان في فلسطين "مأساوي"، بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في كلمة له، الاثنين، خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان في العاصمة السويسرية "جنيف".
وتابع: "إسرائيل تنتهك أحكام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتضع نفسها فوق القانون الدولي، وتضرب بعرض الحائط ميثاق الأمم المتحدة".
وجدد المطالبة بإيجاد نظام "حماية دولية للشعب الفلسطيني، يضع حدا لانتهاك حقوق الإنسان، ووقف مصادرة الأراضي، والاستيلاء على أحواض المياه، والاعتقالات وهدم البيوت وغيرها من الممارسات العنصرية، بما يضمن للأطفال العيش بأمن وسلام".
كما طالب عباس، بوضع "آلية ملزمة وجدول زمني واضح ومحدد لإنهاء الاحتلال وإزالة آثاره، وقيام دولة فلسطينية على الحدود المحتلة عام 1967".
وقال: "أيدينا لا زالت ممدود للسلام ومنفتحون لأي حوار إيجابي (...) ونجدد استعدادنا العمل بإيجابية مع كل دول العالم بما فيهم الإدارة الأمريكية لتحقيق السلام وفق القانون الدولي".
وكان الجيش الإسرائيلي اعتقل الليلة الماضية 18 فلسطينيا في الضفة الغربية، وقال في تصريح مكتوب، إنه اعتقل الفلسطينيين بشبهة "الضلوع بنشاطات إرهابية شعبية".
وأضاف إن 5 من المعتقلين ينتمون لحركة "حماس"، دون توضيح الانتماءات السياسية لباقي المعتقلين.
وأشار الجيش إلى أن الاعتقالات تركزت في مخيم عسكر القديم، وحي المساكن الشعبية، وكفل حارس، وعزون في شمالي الضفة الغربية، وكفر عقب والعيزارية (وسط)، وصوريف، وحوسان ، وبيت ساحور، وبيت عوا، ويطّا (جنوب).
ويأتي التصعيد الإسرائيلي بينما تترقب الجهات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بحذر شديد، تقرير "مراقب الدولة" الذي ينتظر نشره غدا الثلاثاء، والذي يتحدث عن استعدادات الحكومة والجيش الإسرائيلي لحرب 2014 ضد قطاع غزة، والتي شكلت أنفاق المقاومة الفلسطينية فيها تهديدا كبيرا على المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وبحسب تسريبات في الإعلام العبري، يوجه التقرير النقد لفشل الجيش بالتهيؤ لتهديد أنفاق حماس، وينتقد القيادة السياسية لسوء إدارتها للحرب، وفق ما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل".
ولفت الموقع إلى أن مسؤولين في جيش الاحتلال وسياسيين رفيعي المستوى كانوا مسؤولين عن قيادة الحرب على غزة "يسعون لعرض دورهم بصورة إيجابية لتحسين صورتهم في الرأي العام"، بينهم وزير الدفاع السابق موشيه يعالون، وبيني غانتس؛ الذي شغل منصب رئيس هيئة أركان الجيش خلال الحرب.
وفي المقابل، "يقدم وزير المعارف نفتالي بينيت؛ نفسه على أنه الطرف الوحيد الذي أدرك تهديد أنفاق حماس"، حيث كشفت محاضر الاجتماعات المسربة لجلسات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) أثناء الحرب، أن "بينيت نادى لمكافحة تهديد الأنفاق بصورة أكثر شدة".