سياسة عربية

ناشطو ومدنيو حلب يودعون العالم بكلماتهم الأخيرة (فيديو)

وجه الناشطون رسائلهم في ظل حصار وقصف كثيف غير مسبوق على ما تبقى من حلب- تويتر
نشر عدد من ناشطي ومدنيي آخر أحياء حلب المحاصرة، التي لا زالت تحت سيطرة المعارضة، والتي تتعرض لقصف كثيف ومحاولات تقدم من النظام السوري والمليشيات المحاصرة على مساحة 3 كم مربع، يسكن بها أكثر من 30 ألف مدني محاصر، تحت قصف كثيف.

اقرأ أيضا: ضحايا القصف الكثيف والإعدامات الميدانية بحلب "أكثر من العد"

وكان أشهر هؤلاء المدنيين الطفلة الحلبية بانا العابد، ذات السبع سنوات، والتي قالت في تغريدة لها على حسابها: "الناس يموتون منذ الليلة الماضية، وأنا متفاجئة أنني لا زلت حية"، ثم تابعت: "أصيب والدي، وأنا أبكي".

وفي تغريدة قبل ساعات قالت بانا: "اسمي بانا، وعمري 7 سنوات، وأحدثكم من حلب الشرقية. هذه لحظتي الأخيرة لا أعلم إن كنت سأموت أم أحيا".


"أنقذوا الإنسانية"

أما الناشطة الحلبية لينا الشامي، فوجهت رسالة مصورة فجر الثلاثاء، قائلة: "لكل من يسمعني، نحن نعيش مجزرة في حلب المحاصرة، وهذه قد تكون رسالتي الأخيرة. أكثر من 50 ألف مدني محاصر في أحياء حلب، مهددون بالإعدامات الميدانية، أو الموت تحت القصف".

وأضافت الشامي، التي توجه رسائلها باللغة الإنجليزية: "بحسب الناشطين قتل المئات على يد عصابات الأسد والمليشيات الداعمة. المدنيون محاصرون في مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين، وكل قنبلة مجزرة جديدة".


وفي تغريدات لاحقة، قالت الشامي: "الوقت من دم، لا تناموا، وافعلوا كل ما تستطيعونه!"، داعية للتظاهر والاعتصام أمام السفارة الروسية في كل أنحاء العالم.

"لقد أفسدتم الأمور"

أما المراسل الأمريكي الشهير بلال عبد الكريم، فأرسل مقطعا مصورا من داخل حلب المحاصرة، قال فيه إنه لم يرسل رسالته كـ"ممثل لمنظمة أخبار على الأرض التي يعمل بها"، وإنما كمواطن عادي داخل أحياء حلب المحاصرة.

وقال عبد الكريم في رسالته: "قد لا نستطيع إرسال رسالة أخرى مع اقتراب النظام، وتكثيف القصف".

وانتقد عبد الكريم في رسالته أردوغان قائلا: "صوتك جميل بالقرآن، لكنك أفسدت الأمور، وكان لديك فرصة لتصبح بطلا وتنقذ هذا الشعب المسكين بتحريك جيوشك من على بعد 25 كم، لكنك لم تفعل ذلك".

وأضاف هجومه على بقية الدول الداعمة، مثل قطر وغيرها، مختتما بقوله: "قدر الله وما شاء فعل وجزاكم الله خيرا".



أما عضو إدارة "اتحاد ثوار حلب" الطبيب حمزة الخطيب، فدعا بقوله:




"لا زلنا هنا"

أما الناشط السوري منذر عتقي، الذي يظهر في مقاطع مصورة، فقال: "لا زلت هنا، أواجه الموت مع أصدقائي بدون أي تعليق من العالم، وأتمنى أن أتمكن من بث موتي".

وفي تغريدة سابقة قال: "أود أن أشكر كل من وقف معنا من الناس، ولن أنسى ذلك إذا توفينا". 


"أرجوكم تحركوا"

أما المواطن صلاح أشقر، فصور مقطعا من شرفة منزله في حلب المحاصرة، مع أزيز الطائرات حوله، قائلا: "أهلا أيها العالم، ها هي حلب، وهنا الكثير من الأطفال المحاصرين، أرجوكم تحركوا".


وطالب صلاح في رسالة "عاجلة"، يظهر بها خائفا، بالذهاب إلى السفارات ومقرات الأمم المتحدة وإغلاق الطرق، مطالبا بعدم النوم، وفعل ذلك "الآن"، مؤكدا أنه "لا يوجد وقت احتياطي"، وداعيا لـ"الوقوف مع حلب".


"أنقذوا ابنتي"

وقال الأستاذ الذي يعرف نفسه بـ"الحمدو"، إن كل ما يريده ويطالب به كـ"أب" هو أن تتم "إنقاذ ابنته" من حلب المحاصرة.

وأضاف: "افهموا ذلك. لا يمكن أن أحتجز أو أعتقل وأنا أتحدث الآن وهذه جريمة"، مؤكدا: "قد أطلب الموت ولا أستطيعه".

وفي تغريدة أخرى، قال إنها رسالته الأخيرة، قال: "شكرا لكل شيء فعلمتوه ولاستجابتكم لكلمتي كأب".

وقبل ساعتين، قال الحمدو: "أردت أن تتذوق ابنتي طعم الموز، فهي تحبه، ولم تتذوقه، وقد لا أستطيع أن أفعل لها ذلك".



"أيقظونا من الكابوس"

أما الصحفي زهير الشمالي، فقال الاثنين: "يا رب! أيقظنا من هذا الكابوس! إن حلب تمحى من الوجود وهناك أكثر من 50 ألف مواطن يواجهون الموت، أكثرهم نساء وأطفال".

وتابع: "العديد من العائلات تغادر لأنها يائسة رغم أنها لا تعرف إن كانت ستعدم أو تعتقل".


"موت وحيد"

أما المصور في وكالة "رويترز" البريطانية، فقال: "يبدو أنه الوداع، شكرا لكل من دعمنا ودعا لنا، لكن الأمر انتهى وبقي له ساعات".

وأضاف: "نحن نواجه نوعا مختلفا من الموت، لكنه الموت الذي جاء بعد أن تركنا الجميع وحيدين".


وتتعرض مدينة حلب، منذ ما يقارب الشهر، لقصف غير مسبوق من قبل النظام وروسيا، ما أسفر عن مقتل وجرح مئات المدنيين، فضلا عن الدمار الذي لحق بالمنشآت الخدمية، وفي مقدمتها المشافي التي خرجت عن الخدمة، في حين ترافق القصف، منذ أكثر من عشرة أيام، مع تقدم كبير للنظام، الذي سيطر على غالبية هذه الأحياء.

وأعلنت مديرية الدفاع المدني في حلب، الاثنين، عجزها عن "إحصاء القتلى"، في أحياء حلب المحاصرة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، والتي تتعرض لقصف شديد واقتحامات مترافقة مع إعدامات ميدانية في حلب.