نشرت صحيفة فوكيس الألمانية تقريرا؛ حذرت فيه من المخاطر المترتبة على تناول بعض
الأطعمة الأكثر شعبية في العالم، بعد أن أثبتت الدراسات الطبية ارتباطها بأمراض خطيرة وشائعة، مثل
السرطان والسمنة وتلف الجهاز العصبي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن
الغذاء حاجة حيوية للإنسان، ولكن ليست كل الأطعمة مناسبة للصحة، حيث أن بعضها يمكن أن يشكل خطرا على حياتنا. ولسوء الحظ، فإن هذه الأطعمة الخطيرة هي نفسها الأكثر شعبية والأوسع استهلاكا في العالم.
ويحذر العديد من خبراء
الصحة من أن حوالي ثلث حالات الإصابة بالسرطان مرتبطة أساسا بنظام التغذية غير الصحي، وتشير أيضا منظمة الصحة العالمية إلى أن اللحوم المصنعة تعد الأخطر على الإطلاق.
وقالت الصحيفة أن أولى هذه الأطعمة المدمرة للصحة هي اللحوم الحمراء، حيث أعلن الباحثون في المعهد الدولي لبحوث السرطان التابع لمنظمة الصحة العالمية، أن هنالك ارتباطا قويا بين اللحوم الحمراء ومرض سرطان القولون، وأنواع أخرى أقل شيوعا، مثل سرطان البروستات والبنكرياس.
كما أن النقانق (الهوت دوغ)، التي تحظى بشعبية كبيرة في كل العالم، والمكونة من لحوم يتم طحنها وتتبيلها ببهارات وأملاح ثم حشوها في الأمعاء الدقيقة الحيوانية، تحتوي على مادة النيترات، وتستخدم هذه المادة المضافة لضمان محافظة النقانق على لونها ولجعل فترة صلاحيتها أطول.
ولا تعتبر مادة النيترات ضارة في حد ذاتها، إلا أن الخطر هنا يكمن في كونها تستعمل في اللحم الذي يحتوي بالطبع على البروتين أو الأحماض الأمينية، وهو ما يؤدي لتشكل مادة النيتروسامين الخطيرة، ويحدث هذا التفاعل بكل سهولة في الأوساط الحمضية في المعدة.
وقد أظهرت تجارب مخبرية أجراها باحثون على الحيوانات؛ أن مادة النيتروسامين هذه تؤدي للإصابة بالسرطان، كما أن النيتروسامين يؤدي إلى ظهور أورام في المعدة والأمعاء.
وذكرت الصحيفة أن البطاطا المقلية ورقائق الشبيس؛ تفرز أثناء تحضيرها مادة "الأكريلاميد"، التي أثبتت التجارب على الحيوانات أنها مرتبطة بالإصابة بالسرطان. وتقول الدكتورة سوزان لي ريمر، من المعهد الألماني لبحوث السرطان: "هذه المادة لا تؤدي فقط للإصابة بالأورام الخبيثة، بل إنها تحدث ضررا كبيرا بالجهاز العصبي".
وتوجد مادة الأكريلاميد في كل الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، وتفرز عند تعريضها لدرجة حرارة عالية أثناء إعدادها. ويقوم الجسم عند تناول هذه المواد بتحويل الأكريلاميد إلى غليسيداميد، وهي المادة المسؤولة عن إحداث تغيرات وراثية وضرر كبير بالخلايا، يؤدي لاحقا لتكون أورام سرطانية.
إلا أن مادة الأكريلاميد لا توجد فقط في البطاطا المقلية ورقائق الشيبس، حيث أنها توجد في كل الأطعمة المقلية والمهدرجة (الغنية بالدهون المشبعة). ورغم أن هذه الدهون في حد ذاتها لا علاقة لها بالإصابة بالسرطان، فإن الأبحاث بينت أنها تحتل مناطق في جسم الإنسان كان يفترض أن تتواجد فيها الدهون الأخرى الصحية غير المشبعة، ونتيجة لذلك فإن الإنسان الذي يعاني من هذه المشكلة لا يشعر أبدا بالشبع، وبالتالي يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى زيادة في الوزن والإصابة بالسمنة، وهذه المشكلة كما هو معروف تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وأضافت الصحيفة أن الكعك المحلى (أو الدوناتس) يحتوي على مادة الأكريلاميد وعلى الدهون المشبعة، تماما مثل البطاطا المقلية، وهو يؤدي للإصابة بالسمنة أيضا بسبب احتوائه على كميات كبيرة من السكر.
وحذرت أيضا من تناول اللحوم المدخنة؛ لأنها تمثل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، حيث أن قطرات الدهون التي تبرز فوق سطح قطع اللحم الشهية أثناء شيها تحتوي على مادة "البنزوبيرين"، والتي قد تؤدي لتسميم اللحم عند تعرضها للدخان. هذه المادة التي تنتمي إلى عائلة المواد الهيدروكربونية، هي سبب رئيسي للإصابة بسرطان المعدة. ويكمن الحل الأمثل لتجنب هذا الخطر في عدم تعريض قطع اللحم مباشرة إلى النار، أو اختيار لحوم أخرى أقل دسما.
ويذكر أن التخلي عن الأطعمة المدخنة ليس كافيا لتجنب هذا الخطر، حيث أنه حتى قطع السلامي (المرتديلا أو اللانشون) التي تتواجد فوق قطعة البيتزا عند خبزها تؤدي أيضا لإنتاج مادة الهيدروكربون الخطيرة.
وأكدت الصحيفة أن الأطعمة المخمرة تمثل خطرا محدقا بصحة المستهلك،
لأن هذه الأطعمة المتعفنة يعتمد إنتاجها اعتمادا على نمو الفطريات والأعفان مع مرور الزمن. ومهما كان نوع هذا الطعام، فإن هذه الفطريات ثبت ارتباطها بمرض السرطان، حيث أن مادة الميكوتوكسين السامة الموجودة في هذه الأطعمة؛ لا تؤدي فقط إلى ظهور الأورام السرطانية، بل إنها أيضا تلحق ضررا كبيرا بالجهاز العصبي والجهاز الوراثي.
ونقلت الصحيفة عن الدكتورة سوزانا لي ريمر؛ تأكيدها على ضرورة "التخلص من كل هذه الأطعمة، وعدم الاكتفاء بقطع الجزء المتعفن، حيث أن هذه الفطريات الخطيرة تنتشر بسهولة داخل الطعام وقد لا تظهر بالعين المجردة، وبالتالي يجب التخلص من كمية الطعام بأكملها".