عندما يجلس دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، سيكون محور البيت الأبيض وحامل الأختام شاب في الـ35 من عمره، هو جاريد كوشنر، صهر الرئيس وزوج ابنته إيفانكا، الواجهة الألماسية لـ"الترامبية"، كما جاء في أحد التعليقات الأمريكية.
قياسا بما فعله كوشنر منذ فوز ترامب، ليس من المغالاة القول إنه يمكن أن يصير رئيس الظل في البيت الأبيض، فهو الذي أشرف على الحملة الانتخابية لترامب في مرحلتها الأخيرة، ولعب دور مستشاره للشؤون الاستراتيجية، وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إن كوشنر هو الذي تولى كتابة خطب ترامب، وكان يدقق في تفاصيل حملته الرقمية على وسائل الاتصال الاجتماعي، التي لعبت دورا حاسما في تحشيد الأصوات.
ما فعله بعد أسبوع من فوز ترامب وصفته الصحافة بأنه "صراع داخلي وحلبة تطهيرات ستالينية وقتال بالسكاكين"، وكان من نتائجه الصادمة إقالة مفاجئة لكريس كريستي حاكم ولاية نيوجيرزي من منصب رئيس الفريق الانتقالي، وتعيين نائب ترامب مايك بنس مكانه. كانت الإقالة ثأرية، فحين كان كريستي مدعيا عاما فيديراليا سجن والد كوشنر؛ بتهمة التهرب من الضرائب ودفع خوات، يومها تولى الأبن إدارة الشركة العقارية لوالده، التي ستشتري عام 2007 برجا في نيويورك بمبلغ 1,8 مليار دولار جاء معظمه من الاستدانة.
حملة التطهير بدأت باكرا عندما أَبعد كوشنر من الفريق الانتقالي مايك روجرز مستشار الأمن القومي، وماثيو فريدمان مدير قطاع الأعمال والحكومات الأجنبية، وكلاهما من المقربين من كريستي، وعندما ذهب ترامب للقاء باراك أوباما، تعمّد كوشنر الذي رافقه أن يجول في البيت الأبيض مستطلعا على طريقة المالك الجديد، كما قيل في سياق لوم وجّه إليه.
ولأن كوشنر يهودي؛ فقد اعتنقت زوجته إيفانكا اليهودية بعد زواجهما عام 2009، ولم يتوانَ في كتابة افتتاحية في صحيفة "النيويورك أوبزرفر" التي يملكها، دفاعا عن ترامب في مواجهة الاتهامات التي طالما وُجّهت إليه بمعاداته للسامية؛ لهذا يصبح مفهوما لماذا يردد ترامب بأن صهره رجل عظيم.
"الغارديان" تصف كوشنر بأنه سيكون "حارس البوابة"، ليس في البيت الأبيض فحسب، بل على معظم القرارات التي سيتخذها ترامب، وتستند الصحيفة إلى أن ترامب كسر القواعد المتعارف عليها عندما اتّخذ خطوة غير مسبوقة تتيح لصهره الوصول والاطلاع على تقارير ومعلومات رئاسية تصنّف في خانة السرّية العليا، وهو ما يعرّض ترامب للاتهام بمحاباة الأقارب وتعيين المقربين؛ لأنه يتعارض مع قانون محاسبة المحسوبية الذي أصدره الكونغرس عام 1967، بعدما اتخذ الرئيس جون كينيدي قرارا أثار اعتراضات عاصفة؛ إذ عيّن شقيقه روبرت في منصب المدعي العام.
البعض يرى أن "حارس البوابة" كوشنر قد يكون ضروريا لضبط أداء عمه الاستعراضي!
النهار اللبنانية