ملفات وتقارير

كيف يخدم فوز ترامب أيديولوجيا "التنظيمات الجهادية" ودعايتها؟

ترامب اتخذ سياسة معادية للمسلمين وهدد بطردهم من أمريكا- أرشيفية
أبدى منظرو "التنظيمات الجهادية" وقواعدها، نوعا من الاحتفاء بفوز دونالد ترامب في الرئاسة الأمريكية، لاعتقادهم بأن الأمر يكشف "الوجه الحقيقي" للولايات المتحدة، ونظرتها للمسلمين.

وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فإن مواقع التواصل الاجتماعي المقربة من التنظيمات الجهادية والمحسوبة عليها، في مقدمتها تنظيم الدولة و"القاعدة" و"فتح الشام"، أشادت بنجاح ترامب، واعتبرته "بداية للعصور المظلمة" بالنسبة لأمريكا.

وأكدت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن عددا من منظري "التنظيمات الجهادية" احتفوا بفوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، لاعتقادهم بأن "سياسته العنجهية وتصريحاته العنصرية تجاه المسلمين ستدفعهم للاصطفاف وراءها".

وأوردت أن "الحملات العسكرية الأمريكية الخارجية الجديدة في عهد ترامب مقدمة لاضطرابات داخلية، من شأنها أن تضعف القوة الأمريكية العظمى"، إذ علقت "شبكة المنبر الجهادي"، وهي أحد المنتديات ووسائل الإعلام الجهادية، بالقول: "افرحوا بدعم من الله، وأبشروا بزوال وشيك لأمريكا على يد ترامب".

من جهته، أكد الخبير في التنظيمات الجهادية والحركات الإسلامية، حسن أبو هنية، لـ"عربي21"، أن التنظيمات المسلحة ستستفيد من فوز ترامب لتعزز دعايتها، ولاستمالة المسلمين الذين يتعرضون لفعل عنيف في حال ترجمت سياسات ترامب التي أعلن عنها.

وقال إن هناك "سيناريو كارثيا" بخصوص فوز ترامب، يتمثل بدفع سياساته للتضييق على الجاليات المسلمة في أمريكا لخدمة تنظيم الدولة، ما يعني وقوع حوادث أكثر وتعزيزا لقدرة "التنظيمات الجهادية" على التجنيد داخل أمريكا.

ولفت إلى أن وصول ترامب للرئاسة سيعزز من أيديولوجيا تنظيم الدولة خصوصا، مشيرا إلى أنه بات من المعروف أن ترامب يعتمد الرؤية الاستشراقية ويميل إلى اليمين المتشدد في نظرته للمسلمين، ويعتقد بأن المسلمين "متطرفون" و"إرهابيون"، على حد وصفه.

وقال إن "التنظيمات الجهادية" تعتقد بأن فوز ترامب يعني تقليص الدعم للقوات المعتدلة على الأرض في سوريا، حيث سبق لترامب أن انتقد دعم الولايات المتحدة لما تسميها "المعارضة المعتدلة". 

وبحسب أبو هنية، فإن وصول ترامب للبيت الأبيض، يعني تنسيقا أكثر مع روسيا والنظام السوري.

اقرأ أيضا: هل يُحوّل المسلمون مخاوفهم بعد فوز ترامب لمكسب حقيقي؟

وكانت مجلة "دابق" التي تصدر عن تنظيم الدولة في اللغة الإنجليزية، أوردت أن الهدف من عمليات التنظيم في أوروبا أنها تأتي لإثارة رد فعل عنيف ضد المسلمين من قبل الحكومات الغربية التي من شأنها أن تجبر المسلمين الأوروبيين على الوقوف إلى جانب التنظيم.

واحتفل أحد أبرز منظري "القاعدة"، هو أبو محمد المقدسي، بفوز ترامب، وقال إن ذلك "قد يكون بداية عصر تفكك أمريكا". 

وقال عبر "تويتر" إن ترامب "يكشف عن عقلية الأمريكيين الحقيقية، ونظرتهم العنصرية للمسلمين والعرب".


وقال المقدسي:


بدوره، علّق المنظر الجهادي أبو قتادة الفلسطيني، بالقول: "هل رأيتم طيبة المجتمع الأمريكي الذي يقول بأنه يعارض سياسات قادته ويثنيهم عن إعلان كراهية وازدراء العالم، وبعد ذلك يصوت بالملايين لترامب!".




يشار إلى أن ترامب هاجم المسلمين في أمريكا وخارجها بتصريحات عدة خلال حملته الانتخابية، ودعا إلى طرد المسلمين المتواجدين في الولايات المتحدة باعتبار أن وجودهم يمثل "خطرا وتهديدا"، على حد قوله.

اقرأ أيضا: خلل فني وراء حذف مقترح "منع دخول المسلمين" من موقع ترامب

وظلت تصريحاته موجودة على حسابه الخميس، بما في ذلك تغريدة نشرها في 22 آذار/ مارس، قال فيها: "هيلاري غير المؤهلة، وبرغم الهجوم الفظيع على بروكسل اليوم، تريد للحدود أن تبقى ضعيفة ومفتوحة، وتترك المسلمين يتدفقون على البلاد. لا أبدا!".