ملفات وتقارير

هل يُحوّل المسلمون مخاوفهم بعد فوز ترامب لمكسب حقيقي؟

ترامب يهدد
ترامب يهدد
بعد فوز دونالد ترامب، المثير دائما للجدل، بلقب الرئيس الخامس والأربعين لأمريكا، مثلت النتيجة صدمة للعرب والمسلمين، الذين راهنوا على المرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون.

"عربي21" رصدت قراءة بعض العرب والمسلمين لفوز ترامب، وسعت للكشف عن حقيقة مخاوفهم، وكيف يمكن تحويل هذه المخاوف إلى مكاسب بتوحيد جهود الجالية وصناعة لوبي قوي ومؤثر في الشارع الأمريكي.

"قلقون ونسعى للمقاومة"

 ونقلت الأديبة والكاتبة المصرية، مروة صبري، مخاوفها وقالت: "نحن -المسلمين- نعيش بأمريكا قلقون، ولسنا وحدنا، فالشباب الآن في "بيركلي" بولاية كاليفورنيا يتظاهرون ضد فوز ترامب، ويهتفون (Not my President )".

مروة في حديثها لـ"عربي21" أضافت: "ترامب أخاف عددا من الأقليات وليس المسلمين فقط. وبعد النتيجة كانت هناك حالة من الهلع، أما اليوم فقد فكر الرافضون لترامب في المقاومة".

وحول حقيقة مخاوفها قالت: "لا أعرف ما سيحدث في المستقبل على يد ترامب، ولكن قلقي أكثر ممن أعطى لهم ترامب تصريحا بمخالفة كل المبادئ التي بنيت عليها أمريكا، والخوف الحقيقي من مؤيديه العنصريين".

وأضافت مروة أن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR ) بعث رسائل للجالية الإسلامية تطالبهم بالاتصال بالمجلس في حال وقوع أي انتهاك لحقوقهم.

وأكدت أن "محاولات توحيد الجالية العربية والإسلامية وتشكيل لوبي قوي موجودة منذ وقت طويل، ونحاول دائما كسب بعض السياسيين الأمريكيين، ولكن اللوبي القوي يحتاج لمال قوي، وهذا غير موجود بما يكفي".

"لا أخاف من ترامب"

ويرى رضا رضوان أن "كل مرشح في أي دولة يطلق تصريحات قوية للدعاية الانتخابية، ولكن بعد فوزه يصطدم بسياسة النظام القائم، وفي حالتنا هنا في أمريكا انزعجنا كثيرا مما هدد به ترامب العرب والمسلمين".

وقال رضوان في حديثه لـ"عربي21": "أنا عربي مسلم مقيم هنا في أمريكا، أرى أن ترامب كان طوال العام تحت ضغط النقد من وسائل الإعلام العالمية، وهذا الضغط كان يرفع من حدة ألفاظه، كما أنه لم يكن رجل دولة، وهذا أول منصب رسمي له، بالإضافة إلى أنه رجل أعمال يعتمد على نفوذ المال".

وقلل رضوان من مخاوف المهاجرين بقوله: "بعد هاتين الملاحظتين، لو نظرنا إلى خطابه بعد الفوز تجده يتحدث كرجل دولة أليف يحاول أن يطمئن الجميع. وفي الحقيقة، فإن عداء الجمهوريين واضح أكثر من الديمقراطيين، الذين لم يحبونا أيضا في يوم من الأيام".

وأضاف: "لا أنخدع من خطابه العنيف؛ فهو كأمريكي يعرف أنه يحكمنا الدستور فقط، ولا يستطيع وحده تنفيذ تهديداته؛ فقد كان فردا من الشعب بالأمس، والآن هو مجرد موظف في دولة تحكمها مؤسسات".

فلسطين والعراق وسوريا

وأكد رضوان أن مخاوفه الحقيقية ليست مما سيحدث في أمريكا، وقال: "أمريكا تكيل بمكيالين؛ فالسياسة الداخلية كلها عدل وإنصاف، ولا يوجد رشوة ولا محسوبية، أما السياسة الخارجية، فكلها ظلم للعرب والمسلمين، فأنا غير متخوف من سياساته هنا بقدر تخوفي على أهلنا في فلسطين والعراق وسوريا وغيرها".

"واجهة جيدة"

وترى الصحفية الأردنية إيمان نبيل أن فوز ترامب "كارثة بكل المقاييس؛ لأنه خطر على بلده والعالم"، وحذرت من "تدهور في أوضاع الأقليات والسود واللاتينيين، إلى جانب ضياع حقوق مكتسبة كثيرة نالتها الأقليات"، وأكدت "أن ذلك قد يقرب أفراد الجاليات العربية والإسلامية بشكل أكبر، ويقود الأمريكيين للتعاطف معنا بدرجة ما".

نبيل -الحاصلة على الجنسية الأمريكية- اعتبرت في حديثها لـ"عربي21" أنه حتى يصبح للمسلمين بأمريكا لوبي قوي، "يلزم مال كثير، وتنظيم جيد، وشخصية تكون واجهة جيدة تمثل المسلمين أمام الإعلام الأمريكي، وتكون أقرب للأمريكان من حيث الشكل والتفكير واللهجة".

وتوقعت نبيل عدم نجاح ترامب في تنفيذ تهديداته للعرب والمهاجرين، وقالت: "أمريكا دولة مؤسسات في النهاية، والتشريعات الجديدة تأخذ مجراها القانوني، وقد ينجح في تغيير بعض الأمور؛ نظرا لوجود أغلبية برلمانية للجمهوريين، إلا أن ذلك قد يحدث على المدى البعيد".

مناوشات عنصرية

ويرى الاستشاري والأستاذ بجامعة بوردو، عماد الوكيل أن "نجاح ترامب لا يعني كره الأمريكان للعرب والمسلمين هنا، ولكنهم شعب يبحث عن مصالحه التي عجز أوباما عن تحقيقها، ويرون أن ترامب سيحققها".

ويري الأكاديمي المصري أن "خطاب ترامب سوف يضع المهاجرين -وبينهم المسلمين- في مواجهة بعض المناوشات العنصرية، خاصة في تكساس، كما أن ترامب سوف يقوم بتغيير قوانين الهجرة واللجوء".

ورفض الوكيل مقولة أن أمريكا دولة مؤسسات وأن دول المؤسسات لا تتأثر بتغير الرؤساء، وأكد عبر صفحته الشخصية بـ"فيسبوك" "أن تغيير ترامب الأكثر سيكون في السياسة الخارجية، بدعم الجمهورين المعروفين بأطماعهم الخارجية وخوض الحروب"، وتوقع أن "يضغط ترامب بشكل كبير على المنطقة العربية". 
التعليقات (1)
ناصر الدين
السبت، 12-11-2016 10:05 ص
هاهي روسيا تتواجد في سوريا وتخسر الكثير بسبب حمايتها لسوريا ولم تطلب نقود مقابل هذه الحمايه فلماذا تنهج اسلوب ألأبتزاز كدوله عظمى لحماية الدول الضعيفه ممن تتعرض الى الظلم من بعض الدول