ملفات وتقارير

رغم دعمه لعون.. طريق الحريري غير ممهدة لتسلم الحكومة

مهمة كبيرة أمام عون لإقناع قوى 8 آذار بترشح الحريري - أرشيفية
لا تبدو الطريق ممهدة أمام زعيم تيار المستقبل سعد الحريري لترؤس الحكومة اللبنانية المرتقبة، بعد وصول الجنرال الثمانيني ميشال عون لسدة الرئاسة باتفاق ثنائي لم يشترك في رسم خطوطه الخفية والمعلنة حزب الله الطرف الأقوى في المعادلة الداخلية.

مهمة تبدو في ظاهرها ميسرة في ظل التحالف القوي بين الرئيس الجديد وحزب الله، لكنها في واقع الفسيفساء اللبنانية تبدو معقدة بصورة قد تفوق عقدة شغور كرسي الرئاسة الذي امتد لسنوات واستهلك 46 جلسة فاشلة لاختيار الرئيس.

في واقع الحال يتحدث محللون عن ضمانات خفية وجريئة جرى الاتفاق عليها بين عون والحريري أفضت لاتفاق "عون رئيسا للدولة والحريري رئيسا للوزراء"، بضمان تحمل الأول عبء الإقناع أمام قوى الثامن من آذار بمختلف أحجامها وعلى رأسها حزب الله.

لكن المؤكد أن مهمة عون لن تكون سهلة في إقناع حزب الله بفرش السجاد الأحمر لخصمه اللدود، وستبقى الأسئلة متجددة حول الأوراق التي سيستخدمها الرئيس الجديد في وجه حلفائه.

في القراءة الأولية لتعليقات المحللين وما حمله اليوم الأول لانتخاب الرئيس، تسيطر حالة الترقب والانتظار على موقف حزب الله الذي اكتفى حتى اللحظة بمباركة وصول مرشحه لكرسي الرئاسة دون تعليق على الخطوة القادمة، تاركا لوسائل الإعلام المحسوبة عليه تقديم قراءات تحليلة تحدث بعضها عن صعوبة التصويت لشخص الحريري بالذات.

على ضفة زعيم حركة أمل ورئيس المجلس النيابي نبيه بري تبدو الأمور مرتبطة أكثر بحجم الحصة الوزارية أكثر من شخص الرئيس، ولا تبدو المسألة معقدة أمام بري لتسلم الحريري رئاسة الحكومة، بقدر تعقيدات قبول حزب الله المرتبطة بواقع الإقليم ومستجدات الحالتين السورية والعراقية.

في الخلاصة السياسية للحالة المستقبلية ستذهب المؤشرات صوب تسلم الحريري رئاسة الحكومة لكن بصعوبة مشروطة، رئاسة ستبرز فيها تباينات الحالة اللبنانية المعقدة وستحمل معها من الألغام والمطبات ما من شأنه إعادة الجمود والتأزيم للحياة السياسية من جديد.