انتقد رئيس تحرير مجلة "باري ماتش" الفرنسية جيل مارتن شوفيه،
الدعاية السلبية التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربية ضد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، واعتبرها لصالح أردوغان وتشير لكونه على الطريق الصحيح.
وكان شوفيه لفت الأنظار في فرنسا، عندما انتقد بشدة اتهامات وجهت إلى تركيا في أحد البرامج التلفزيوية الحوارية الفرنسية، وكتب على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي أن أردوغان يُعتبر شارل ديجول تركيا.
وقال شوفيه إن "وسائل الإعلام الغربية توجه اتهامات لأردوغان بالديكتاتورية، على الرغم من أن شعبيته تزداد يوما بعد يوم كما تُظهر الانتخابات المتلاحقة".
واعتبر شوفيه أن أحد أسباب ذلك ترجع إلى أن الأوروبيين يعتقدون أن الديمقراطية والإسلام لا يجتمعان، حيث يقبلون بوجود مسيحيين ديمقراطيين، لكنهم لا يعتقدون أنه من الممكن وجود مسلمين ديمقراطيين في تركيا.
وأضاف شوفيه أن القائد التركي الوحيد الذي تبرزه أوروبا كنموذج هو مصطفى كمال أتاتورك، الذي يحظى بتقدير كبير لتطبيقه العلمانية في تركيا، وينظر إليه باعتباره قائدا حديثا كان مطلعا على التاريخ والثقافة الأوروبية.
وقال شوفيه إن الأوربيين يعتقدون أن حزب العدالة والتنمية لا يتوافق مع العلمانية.
وأشار شوفيه إلى أن أردوغان حظي بتقدير كبير في أوروبا في بداية توليه الحكم بسبب الإصلاحات التي قام بها، وإنهائه النفوذ الذي كان يتمتع به
الجيش التركي.
وأشار إلى أن الأمر تغير مع انضمام فرنسا للحرب ضد تنظيم الدولة، حيث بدأت تساؤلات تظهر حول ما إذا كانت تركيا تتعاون مع تنظيم الدولة أم تحاربه، وبدأت صورة أردوغان في الإعلام الغربي تتغير وتتكون صورة سيئة غير حقيقية.
وأكد شوفيه أنه مهما كان حجم الدعاية السلبية ضد أردوغان فإنها تتحول لصالحه، وتظهر أن أردوغان يحقق نجاحا كبيرا وأنه في الطريق الصحيح، واعتبر أن أردوغان لديه إرداة قوية يفتقدها السياسيون الأوروبيون.
ولفت شوفيه إلى التناقض في مواقف الدول التي اتهمت تركيا سابقا بمساعدة تنظيم
داعش، ثم باتت تعرب الآن عن معارضتها لمشاركة تركيا في الحرب ضد داعش في العراق.
وأشار شوفيه إلى أن الشعب الفرنسي ينظر إلى "بي كا كا" والمنظمات الشبيهة لها باعتبارها بمثابة "المنقذ"، ويعتقدون أنها تلعب دورا كبيرا في الحرب ضد داعش، كما أنهم لا يعلمون ما إذا كانت الادعاءات الأرمنية تقوم على أسس صحيحة أم لا، وبالتالي فهم يحكمون على تركيا بشكل ظالم.
واعتبر شوفيه أن المشكلة الرئيسية التي تواجهها تركيا هي مكافحة هذه الأحكام والتصورات الخاطئة، مشيرا إلى أن عدم معرفة فرنسا بالحقائق تجعلها تبكي على الضحايا الخطأ.
وأعرب عن اعتقاده أن عملية الموصل ستؤدي إلى ظهور الحقائق، حيث إنه كان ينظر إلى تركيا باعتبارها دولة تقمع الأقليات، إلا أن عملية الموصل ستمكن الشعب الفرنسي من معرفة حقيقة ما يحدث في الشرق الأوسط وبالتالي معرفة الضحايا الحقيقيين.
وعن سبب عدم إعلان الدول الأوروبية بشكل سريع وقوفها إلى جانب الحكومة التركية المنتخبة خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف تموز/ يوليو الماضي، قال شوفيه إن فرنسا كانت مشغولة بالهجوم الذي شهدته مدينة نيس قبل المحاولة الانقلابية بيوم.
وأشار شوفيه إلى الانقلابات التي قام بها الجيش التركي سابقا، قائلا إن المحاولة الانقلابية الأخيرة لم تُدر بشكل احترافي، وعلق قائلا: "بتنا متأكدين أن جماعة غولن هي من نفذت تلك المحاولة الانقلابية... لقد أصبنا بالصدمة عند معرفتنا بتعرض مبنى البرلمان التركي للقصف".