كشفت
المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، عن تقارير تتحدث عن عمليات تعذيب في سجن عامرية
الفلوجة غربي بغداد، وتنصل الحكومة
العراقية من مسؤوليتها في التحقيق بالأمر.
وبعدما أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بفتح تحقيق في التعذيب في أيار/ مايو الماضي، فقد أعلن مجلس محافظة الأنبار إطلاق 500 سجين من أصل 1200.
وقالت المنظمة في بيان لها، وصل "
عربي21" نسخة منه، إنه بعد "حوالي ثلاثة أشهر على التصريحات الحكومية ممثلة برئيس الحكومة ومجلس محافظة الأنبار، يتكشف أن هذه التصريحات مجرد علاقات عامة وأن المئات من الأبرياء ما زالوا يقبعون في السجن يعانون من التعذيب وسوء التغذية والإهمال الطبي والتهديد بالتصفية الجسدية".
ويشرف على السجن "دائرة مكافحة الإرهاب"، ويقع بين الفوج الثاني ومقر
الحشد الشعبي، ولا يوجد لافته تبين ماهيته لإيهام الجمهور بأنه مقر يتبع لـ"الفوج" أو "الحشد". ويتكون من أربع قاعات؛ في الأولى 600 معتقل، وفي الثانية 150معتقلا، وفي الثالثة 80 معتقلا، وفي الرابعة 450 معتقلا، أي بمجموع 1280 معتقلا أغلبهم من الفلوجة والكرمة والصقلاوية، بحسب بيان المنظمة.
وحول الأوضاع الإنسانية في المعتقل، قال البيان إن "القاعات تعاني من اكتظاظ شديد، فلا تتجاوز المساحة المخصصة لكل معتقل المتر المربع الواحد أو أقل من ذلك، ما يمنعه من الاستلقاء من أجل النوم.. هذا إضافة إلى انعدام الشمس وضآلة التهوية ومنع المعتقلين من التريض، فهم محرومون من رؤية نور الشمس".
وعن أشكال التعذيب، قالت المنظمة إن "إحدى القاعات يشرف عليها الضابط "ص.ع" (أبو خطاب) الذي يتلذذ في تعذيب المعتقلين، حيث إنه يجبرهم على الجلوس على شكل القرفصاء من الساعة الخامسة صباحا حتى الساعة السادسة مساء، ويمنع المعتقلين من الحركة أو الحديث، ومن يتحرك أو يتحدث يعذب تعذيبا وحشيا، ويمنع المعتقلين من الحديث طوال الليل والنهار حتى أصبح المعتقلون يتعاملون فيما بينهم بلغة الإشارة".
ويتعرض المعتقلون للترهيب من إدارة السجن في حالة زيارة اللجان الحقوقية، ويتم إعدام كل من يدلي بأي معلومات حول التعذيب في السجن.
ولا يقدم السجن أي رعاية صحية، "فمرضى السكر لا يتلقون العلاج المناسب ونتائج الفحص تشير إلى أن معدل السكر عند المرضى يتراوح بين 400 و500، أما مرضى القلب وضغط الدم فهم ممنوعون من تناول الدواء إلا حبة دواء كل أسبوع".
وقالت المنظمة إن سجن العامرية ليس السجن الوحيد التابع لمليشيات تابعه للحكومة، "ففي كل يوم تتكشف تقارير عن مثل هذه المعتقلات غير الشرعية في كافة أنحاء العراق، كما أن التعذيب لا يقتصر على مثل هذه المعتقلات، فالتعذيب منتشر في مختلف السجون العراقية كالوباء. وكافة مؤسسات الدولة تعلم ذلك، ولم تقم بما يلزم لإنهاء معاناة آلاف من المعتقلين".