نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية، تقريرا حول توسع
تنظيم الدولة نحو آسيا، وعلى وجه الخصوص في إندونيسيا، الأمر الذي سيترتب عليه "عواقب وخيمة"، على حد تعبيرها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن العالم المتقدم، وخاصة أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، يعيش على وقع الخوف من التهديد الإرهابي لتنظيم الدولة، "ومع ذلك، فإن تنظيم الدولة لا يخوض معركته الحقيقية في شوارع باريس أو واشنطن أو نيويورك"، مشيرة إلى أن "المسرحية التي تكشف عن الخطوات الأكثر استراتيجية لتنظيم الدولة؛ تتمحور حول الاستيلاء على موقع استراتيجي في آسيا؛ يمكن هذا التنظيم من الهيمنة العالمية".
وأضافت أن هناك "مؤشرات في هذه الاستراتيجية الأخيرة التي يعتمدها تنظيم الدولة، قادرة على تغيير ميزان القوى على المستوى الدولي، حيث تتمثل الخطوة الأولى في غزو إندونيسيا، البلد الذي يحتوي على أكبر عدد من المسلمين في العالم، أما الخطوة الثانية؛ فتتمثل في تنفيذ هجمات في
ماليزيا، ونشر العنف والفكر المتطرف في
تايلاند".
وتابعت: "في هذا الإطار؛ يمكن اعتبار أن كلا من ماليزيا وتايلاند، يوفّران مناخا ملائما لتمركز تنظيم الدولة فيها؛ بسبب الاضطرابات التي شهدتها البلاد منذ انقلاب عام 2014، والجدل الذي تعيشه ماليزيا جراء شبهات الفساد التي تحوم حول رئيس وزرائها".
وأشارت الصحيفة إلى أن شوارع كوالالمبور شهدت هجوما ليلة 28 حزيران/ يونيو، حيث أعلنت الشرطة المحلية في وقت لاحق أنه "هجوم إرهابي خطط له ونفذه عناصر تابعون لتنظيم الدولة"، مضيفة أنه "على الرغم من أن الهجوم كان غير متوقع؛ إلا أن الحادث لم يكن مفاجئا بالنسبة لمن يتابع تحركات المتطرفين في ماليزيا عن كثب".
ولفتت إلى أن "مثل هذه الحالات؛ تمثل نقطة تحول بالنسبة للغرب، وفرصة لتحديد الطرق المناسبة للتعامل مع التحديات الآسيوية، إلا أن الماضي أثبت أن عدم قدرة الغرب على فهم الثقافات والعقليات الأخرى؛ ينتهي بإحداث فوضى حقيقية؛ كلما حاول العالم الغربي فرض قيمه على باقي الدول"، ممثلة على ذلك بـ"انتهاء التنسيق الغربي في ليبيا من أجل الإطاحة بنظام معمر القذافي؛ باستقرار الجماعات المتطرفة في البلاد، وعلى رأسهم تنظيم الدولة؛ هذا فضلا عن تفاقم أزمة اللجوء".
وأوضحت الصحيفة أن "الخطر الإرهابي متواجد كذلك على الحدود الماليزية مع الفلبين، التي تمركزت فيها مجموعة أبو سياف المتطرفة، كما أن مصادر مختلفة من السلطات الماليزية أكدت أن بلادهم منعت وقوع حوالي تسع هجمات إرهابية يقف تنظيم الدولة وراء التخطيط لها"، مشيرة إلى أن "الجماعات المتطرفة التابعة لتنظيم الدولة؛ بثت مؤخرا مقاطع فيديو تدعو فيها إلى التوسع في ماليزيا وإندونيسيا".
وأضافت الصحيفة أنه "في حال نجاح تنظيم الدولة في نشر فكره في آسيا والتمركز فيها؛ فإن العواقب ستكون وخيمة، وسيكون من الصعب التصدي لهذه الظاهرة، أو الحد منها في هذه المنطقة".
وقالت: "بما أن الاقتصادات الحالية مرتبطة ببعضها البعض؛ فإن التأثير السلبي للإرهاب، سيطال اقتصادات العديد من البلدان الأخرى كالصين والهند، كما أنه من المرجح أن يؤثر تدهور هذه السلسلة المترابطة من الاقتصادات على السوق العالمية".
وتابعت: "في هذه المرحلة؛ ينبغي على الغرب بناء مواقف أكثر واقعية تجاه استراتيجياتها في الشرق، وتعزيز تحالفها مع الأقطار التي تشاركها نفس الاهتمامات والأعداء، وعلى رأسها ماليزيا".
وأضافت أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية؛ أعطوا درسا في هذا العقد الأخير حول العجز السياسي، بدءا بالأخطاء في حق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ووصولا إلى الاستراتيجية الخاطئة تجاه الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي، مشيرة إلى أنه "منذ هذا الحدث الأخير؛ أصبحت ليبيا تعدّ إحدى المشاكل الرئيسة التي تهدد الغرب وجميع أنحاء العالم، على حد سواء".
وفي الختام؛ قالت الصحيفة إنه إذا أخطأ العالم الغربي مرة أخرى، وسمح بمرور التهديد الجهادي نحو ماليزيا وتايلاند؛ فلا شك في أن المعركة ستنتقل إلى الصين في مرحلة لاحقة، ولا شك في أن الصراع سيكون في صالح "الإرهابيين" لا غير.