أظهرت صور حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قوات بريطانية خاصة، تقوم بحراسة موقع للمعارضة السورية، قريبا من الحدود السورية
العراقية.
وعلقت صحيفة "الغارديان" في تقرير، أعده كريم شاهين وإيان ماكاسكل، قائلة إن الصور تظهر عمل القوات الخاصة البريطانية على الأرض في
سوريا، والتقطت في حزيران/ يونيو، ونشرتها "بي بي سي"، مشيرة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تلتقط فيها صور لجنود بريطانيين يعملون داخل سوريا، حيث يقومون بمهام عدة، منها تقديم الاستشارة، وجمع المعلومات، والقتال.
ويشير التقرير إلى أن الجنود ظهروا على متن عربات مراقبة، يطلق عليها "الثعلب"، وهي تتحرك في محيط قاعدة عسكرية قريبة من الحدود السورية العراقية، لافتا إلى أن عربات "الثعلب" تعد نسخة معدلة وعسكرية من عربات "تويوتا" من نوع الدفع الرباعي، التي تستخدم في عمليات استكشاف ومهمات مراقبة طويلة، وهي عربات تم تطويرها في منتصف العقد الماضي، وبشكل مشترك بين الأردن والشركة البريطانية "جانكل"، حيث يتم تحميل سلاح على العربة، واستخدمتها القوات الأردنية الخاصة.
ويذكر الكاتبان أن الصور التقطت في التنف، وهو معبر حدودي بين سوريا والعراق، وكان تحت سيطرة
تنظيم الدولة، ولا يبعد كثيرا عن الحدود الأردنية، مشيرين إلى أنه لا يعرف عدد دول الناتو التي نشرت عربات معدلة، مع أن بلجيكا طلبت هذا العام شحنة من عربات "الثعلب".
وتلفت الصحيفة إلى أن عناصر القوات البريطانية الخاصة يظهرون في الصور وهم يقومون بتأمين محيط قاعدة للمقاتلين، بعد هجوم شنه مقاتلو تنظيم الدولة، بحسب تقرير هيئة الإذاعة البريطانية، مشيرة إلى أن القوات الخاصة تعمل في دور دفاعي، وأن الجيش السوري الجديد اعترف بدور للبريطانيين، الذين قدموا له التدريب، والسلاح، والمعدات الأخرى.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن وزارة الدفاع رفضت التعليق على الصور، مستدركا بأن مصدرا مستقلا أكد أنها تظهر قوات بريطانية خاصة، تعمل ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق وليبيا.
وينوه الكاتبان إلى أن هذه القوات تفضل العمل بسرية، حتى يمضي وقت كاف لنشر مذكرات، مستدركين بأنه مع توفر الكاميرات، وعدم التزام القوى التي تدعمها بمفهوم السرية، فإنه أصبح من الصعب التكتم على دور القوات الخاصة.
وتكشف الصحيفة عن أنه يوجد 300 جندي بريطاني يعملون في العراق، وحول العاصمة بغداد تحديدا، ويقتصر عملهم على التدريب، وتقديم الاستشارة، ويعملون داخل قواعد مؤمنة، لافتة إلى أن
بريطانيا وعدت أيضا بنشر ما بين 800 إلى 1200 جندي لقوة دولية تقودها إيطاليا، لمواجهة تنظيم الدولة في ليبيا، مع أنه لا توجد أدلة على تشكيل هذه القوة ونشرها.
وبحسب التقرير، فإن القوات الخاصة في سوريا لديها دور واسع في العمل في المناطق الحدودية بين مناطق تنظيم الدولة في سوريا والقرى التي تربط المناطق العراقية في الموصل، لافتا إلى أن القوات الأمريكية الخاصة قامت بإنشاء قاعدة عسكرية في الصحراء السورية لتحقيق هذا الهدف، وتوفير الدعم للمعارضة السورية، التي تواصل الضغط على معقل التنظيم في الرقة.
ويستدرك الكاتبان بأنه رغم إقرار البرلمان البريطاني المشاركة الجوية في الحرب ضد تنظيم الدولة، إلا أنه لم يقر إرسال قوات برية، لافتين إلى أنه مع ذلك، فإن القوات الخاصة ظلت تعامل بطريقة مختلفة، حيث إن المنطق الحكومي يجد أن نشر القوات الخاصة مرتبط بوجود تهديد لبريطانيا أيا كان مصدره ومكانه، ولا يتم الحديث عن القوات الخاصة في قاعة البرلمان مع أنها مراقبة من اللجنة الأمنية فيه، ويقول مسؤولون في وزارة الدفاع إنه من غير المنطقي توقف القوات الخاصة عند الحدود العراقية مع سوريا، خاصة أن التنظيم لا يعترف بوجود حدود بين البلدين.
وتبين الصحيفة أنه تم إنشاء الجيش السوري الجديد بدعم أمريكي عام 2015، بصفته قوة تضم الفصائل المعتدلة لقتال تنظيم الدولة في محافظة دير الزور، التي يسيطر عليها الجهاديون بالكامل تقريبا، مشيرة إلى أن برنامج التدريب الأمريكي فشل فشلا ذريعا؛ نظرا لعدم استعداد أي من المقاتلين لتركيز قتاله على تنظيم الدولة دون نظام بشار الأسد.
ويذهب التقرير إلى أنه مع ذلك، فإن الولايات المتحدة نجحت في عمليات التنسيق مع المقاتلين على الأرض، ودعمهم من الجو، وهو الأسلوب الذي استخدمته مع الأكراد السوريين، والقوات التي تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، التي تقترب من إحكام السيطرة على بلدة منبج شمال حلب، وسيطرت على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن سجل جيش سوريا الجديد ليس قويا، لافتة إلى أن العملية الوحيدة المهمة له هي الهجوم الذي قام به على بلدة البوكمال بداية الصيف، وفشل بسبب غياب التنسيق والغطاء الجوي، وأشار تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الطائرات، التي كان من المقرر أن تقدم الدعم للهجوم، تم تحويلها لقصف مواقع التنظيم في الفلوجة.