نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لنائبة محرر الشؤون السياسية روينا ماسون، تقول فيه إن منافس جيرمي
كوربين على زعامة
حزب العمال أوين سميث، حذر من أن الحزب على حافة الهاوية، وأنه قد "يتفتت ويختفي".
ويشير التقرير إلى أن عضو البرلمان العمالي، الذي استقال الشهر الماضي من حكومة الظل، قال إنه لا يريد للحزب أن ينقسم، مستدركا بأن هذا الانقسام أصبح محتملا إن استمر كوربين في زعامة الحزب.
وتذكر الكاتبة أن مدير حملة كوربين جون ماكدونيل يتهم سميث بالمبالغة في خطر انشقاق الحزب؛ لتعزيز حظوظه في المنافسة، مشيرة إلى أن سميث يرفض فكرة استقلالية أعضاء البرلمان من الحزب عن بقية الحزب، ووعد بألا يترك الحزب.
وتنقل الصحيفة عن سميث قوله في مقابلة مع أوين جونز من صحيفة "الغارديان"، إنه حذر ماكدونيل وكوربين، قائلا: "نحن نقف على شفا الهاوية، وقد ينقسم الحزب، وقد يتفتت هذا الحزب، الذي كان حاضرا عبر 116 عاما، بصفته أهم مصدر للعدالة الاجتماعية والاقتصادية، ومن الممكن أن يختفي".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن الحديث عن انشقاق الحزب ازداد مع ازدياد خوف أعضاء البرلمان الذين لم يدعموا كوربين من عدم اختيارهم، عندما تتم مراجعة قوائم الترشح للدوائر الانتخابية المختلفة إن بقي كوربين زعيما للحزب.
وقال سميث للصحيفة: "هناك احتمال كبير لأن ينقسم الحزب إن فاز كوربين برئاسة الحزب، وبعض من هم على أقصى يسار الحزب، مثل ماكدونيل، وبعض من هم على يمين الحزب، يرون ذلك قدرا محتوما.. وأنا جعلت مهمتي منع وقوع هذا الانشقاق، وهذا ما جعلني أرشح نفسي لزعامة الحزب، فإنه مهما حصل فأنا عمالي حتى النخاع، ولن أغادر الحزب، فإما حزب العمال أو لا شيء بالنسبة لي".
وتورد ماسون أن سميث ادعى مرارا أن ماكدونيل وكوربين غير مباليين بوقوع انشقاق، وادعى بأن ماكدونيل، الذي يشغل منصب وزير المالية في حكومة الظل، قال خلال اجتماع: "إذا كان هذا ما يتطلبه الأمر.. فليكن".
وترى الصحيفة أنه ليس هناك حماس بين أعضاء البرلمان لحدوث انشقاقات، حيث إن معظمهم مصممون على الإبقاء على اسم الحزب، مستدركة بأنهم قد يشعرون بأنهم سيخسرون مقاعدهم تحت زعامة كوربين، أو أن تطردهم الفروع المحلية للحزب لصالح ترشيح مؤيدين لكوربين.
وينوه التقرير إلى دراسة نشرتها شركة أبحاث التسويق "يوغوف" يوم الأربعاء، تقول إن اليسار في الحزب سيواجه سيناريو
انتخابات صعبا إن انشق حزب العمال، حيث وجدت الدراسة أن حزب المحافظين يحظى بدعم 40% من الناخبين، بغض النظر عن انشقاق حزب العمال من عدمه.
وتستدرك الكاتبة بأنه بحسب تلك الدراسة، فإن حزب العمال سيتراجع ليحصل على 21% فقط إن استمر كوربين في زعامة الحزب، مشيرة إلى أنه في حال انشق الحزب فإن أي منشقين ديمقراطيين اجتماعيين أو تقدميين أو معتدلين لن يحصلوا سوى على 13%، وقد يحصل الجزء المتبقي من يسار الوسط من حزب العمال على 19%، وقد يحصل حزب متطرف يقوده كوربين على حوالي 14% من الدعم.
وبحسب الصحيفة، فإن الدراسة استنتجت أن هذا الأمر سيمنح المحافظين فرصة تحسين مكاسبهم تحت نظام الانتخاب الحالي، وقد يعطي حزب الاستقلال البريطاني موطئ قدم في شمال إنجلترا، إن انتخب الحزب زعيما يتمتع بالشعبية.
ويقول التقرير إنه لدى سؤال سميث عما يريد فعله مع الشركات في
بريطانيا، خاصة أنه كان يعمل سابقا في صناعة الأدوية، فإنه قال إنه سيرفع الضرائب، وانتقد الجهود الحالية لتقليل الضرائب التي تدفعها الشركات إلى "17%" من أرباحها، قائلا إن هذه النسبة أقل من نصف ما هي عليه في بلدان أخرى كثيرة، وأضاف أن رفع تلك الضرائب سيساعده على زيادة النفقة على الصحة بنسبة 4% إضافية كل عام.
وتفيد ماسون بأن كوربين سيقوم بعرض خطته في سلسلة من لقاءاته مع مؤيديه، التي جذبت الآلاف على مدى الأسابيع الأخيرة، وصفق المؤيدون بحماسة لكوربين في برايتون عندما شجب شركة "سوذيرن" للسكك الحديدية، وامتدح خدمات الصحة الوطنية، ودعا إلى المزيد من بناء السكن الاجتماعي لمساعدة الفقراء.
وتؤكد الصحيفة أن كوربين، بحسب الاستطلاعات، يبقى الأوفر حظا بالفوز في رئاسة الحزب، مستدركة بأن مؤيديه يخشون من منع 50 ألف مسجل جديد في الحزب من التصويت، و150 ألفا آخرين سجلوا منذ كانون الثاني/ يناير، ما لم يدفع كل منهم 25 جنيها رسوم تسجيل ليكونوا مؤيدين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن المحكمة ستحكم يوم الخميس إن كان هذا القرار قانونيا، حيث قال موقع الحزب حينها إنه بإمكان الأعضاء الجدد كلهم التصويت.