سياسة دولية

ترامب يعاني من الانقسامات داخل حزبه الجمهوري

دونالد ترامب
يجد مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دونالد ترامب، نفسه، عشية اليوم الأخير من المؤتمر العام للحزب الجمهوري أمام واقع مرير، هو أن الحزب لا يزال منقسما، وندوب الانتخابات التمهيدية لم تلتئم بعد.
 
 ومني الملياردير الحديث العهد بالسياسية الذي يأمل بخلافة باراك أوباما والفوز على مرشحة الديموقراطيين هيلاري كلينتون، بانتكاسة فعلية عندما رفض منافسه السابق تيد كروز إعلان دعمه له.
 
 وشنّ سناتور تكساس من اليمين المتدين هجوما قاسيا ضد “أوباما وكلينتون” اللذين يريدان “فرض الأوامر من واشنطن” في كل المسائل من الصحة، وحتى الأسلحة.
 
 ومع أن كروز الذي صفق له الحضور وقوفا لدقائق عدة عند قدومه، هنأ قطب الأعمال على فوزه بترشيح الحزب، إلا أنه امتنع عن قول الجملة التي كان ينتظرها الجميع، وهي “صوتوا لترامب!”.
 
 وقال كروز: “أرجوكم لا تظلوا في منازلكم، وصوتوا بما يمليه عليكم ضميركم”، ما أثار صيحات استنكار وسط هتاف بعض المندوبين “نريد ترامب! نريد ترامب!”.
 
 وأضاف كروز: “نستحق مرشحين يحاربون من أجل المبادئ”، في ما يبدو أنه تلميح إلى أن اهتمامه بدا ينصب على الانتخابات الرئاسية في عام 2020.
 
 وانتهت كلمته وسط هتافات استنكار في القاعة الشاسعة التي تستضيف المؤتمر العام للحزب في كليفلاند، الذي قاطعه عدد من كبار المسؤولين في الحزب الرافضين لأفكار ترامب وأسلوبه المثير للجدل.
 
 وعلّق ترامب بعدها في تغريدة: “تيد كروز خرج وسط هتافات التنديد. لم يلتزم بوعده: لقد اطلعت على خطابه قبل ساعتين، لكنني تركته يقول ما لديه. ليس مهما!”.
 
 ونددت ماري بالكيما (49 عاما) المندوبة عن ميشيغن بغضب بالكلمة “المخيبة”، وقالت: “كنا نتوقع فعلا تعبيرا عن الوحدة، لكن ذلك لم يحصل”.
 
 وكان فريق ترامب بذل كل الجهود لتكون الوحدة العنوان البارز في هذه السهرة في ولاية أوهايو.
 
 ومر مؤيدو رجل الأعمال النيويوركي الواحد تلو الآخر على المنصبة لتوجيه دعوات من أجل “هزيمة مؤسسة كلينتون” والاحتفاء بمرشحهم.
 
 وقالت المذيعة المحافظة لورا انغراهام “عليكم الوفاء بوعدكم ودعم ترمب!”، ما أثار حماسة الحضور.
 
 “أبي أنت الرئيس المقبل”
 
 أقر حاكم فلوريدا ريك سكوت: “أعلم أن البعض منكم لديه تحفظات إزاء صديقي دونالد ترامب”، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى رئيس “غير مقيد بالبروتوكول السياسي”.
 
 وختم سناتور كنتاكي بالإسبانية المكلف محاولة استمالة الناخبين المتحدرين من أصل إسباني الذين يميلون عادة للديموقراطيين، ولا يوفرهم المرشح الجمهوري في انتقاداته “صوتوا لدونالد ترامب”.
 
 وعلى غرار يومي الاثنين والثلاثاء حضرت أسرة ترامب إلى المؤتمر.
 
 وقال إريك ترامب (32 عاما) “صوتوا للمرشح الوحيد الذي ليس بحاجة لهذا المنصب”، مضيفا: “أبي أنت بطلي وأفضل صديق لي، أنت الرئيس المقبل للولايات المتحدة”.
 
 من جهة أخرى، وافق مرشح دونالد ترامب، المحافظ مايك بنس رسميا، الأربعاء، خلال إلقائه كلمة في كليفلاند على ترشيحه إلى منصب نائب الرئيس للانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
 
 وقال بنس (57 عاما) العضو السابق في مجلس النواب وحاكم انديانا منذ عام 2013 “إن ثقتكم شرف كبير لي، وباسم عائلتي، أقبل ترشيحكم لبدء حملة لأصبح نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية”.
 
 وقد اختار دونالد ترامب هذا الرجل المحافظ المعروف في أوساط اليمين المسيحي والأقل شهرة على الصعيد الوطني، الأسبوع الماضي. وكان المندوبون في مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند وافقوا الثلاثاء على ترشيحه بالتزكية وفقا للتقاليد.
 
 وتحدث بنس عن ترامب بالقول إن “هذا الرجل معروف بشخصيته القوية (…) لا يستسلم أبدا ولا يتراجع أبدا”.
 
 وكرر بنس شعاره “أنا مسيحي محافظ وجمهوري، بهذا الترتيب”.
 
 وصباح الأربعاء، حاول فريق ترامب وضع حد للجدل الذي يلقي بظلاله منذ انطلاق المؤتمر المتعلق بالكلمة التي ألقتها ميلانيا ترامب، واقتبست فيها فقرات من كلمة لميشيل أوباما عام 2008.
 
 وكتبت ميريديث ماكايفر معدة الخطابات في فريق ترامب: “أنا آسفة فعلا للفوضى التي تسببت بها لميلانيا ولأسرة ترامب وللسيدة أوباما”.
 
 على هامش المؤتمر، أوقفت السلطات 17 شخصا خلال صدامات وقعت عندما حاول متظاهرون إحراق علم أمربكي.
 
 وتنشر السلطات آلاف العناصر لضمان أمن التظاهرات المحدودة التي نظمت حتى الآن بمناسبة مؤتمر الحزب الجمهوري في كليفلاند.