مساهل يلمح إلى أن بلاده لا ترفض عودة المغرب للإتحاد الإفريقي
قال عبد القادر مساهل الوزير
الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، أنّ زيارة المبعوث المغربي إلى الجزائر الأخيرة، “تدخل في إطار العلاقات العادية والتنسيقية بين البلدين” نافيا أية علاقة للزيارة مع رغبة المغرب دعم من الجزائر لعودته إلى الاتحاد الإفريقي.
واستقبل الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال، الجمعة الماضي، ناصر بوريطة الوزير المنتدب للشؤون الخارجية والمبعوث الخاص للملك محمد السادس، الذي حمل رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
وأفاد مساهل بتصريح للإذاعة الحكومية الجزائرية، الأربعاء، إن “المادة 29 من القانون الناظم للعلاقات داخل الإتحاد الأفريقي، تنص أن كل بلد يرغب في الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي أن يتقدم بطلب يقدم إلى رئيس اللجنة الإفريقية و الأخير يوزعها على البلدان الأعضاء”.
وتابع مساهل أن “ذلك يتطلب قبول العضوية موافقة الأغلبية البسيطة وهو ما يمثل 28 دولة و لا يمكن لأي دولة أن تتقدم بطلب انضمامها بشروط مسبقة و هو ما تنص عليه النصوص التأسيسية للإتحاد الأفريقي”
إقرأ أيضا: محللون وسياسيون يكشفون أسرار طلب عودة المغرب لـ”الأفريقي”
وتعتبر زيارة الجمعة، الأولى من نوعها لمسؤول مغربي رفيع المستوى، منذ سنوات، وعرفت السنوات الثلاث الأخيرة تصعيدا لافتا بين الحكومتين، على خلفية عديد الملفات المغاربية والإقليمية، لكن ملف التوتر يبقى واحدا وهو الملف الصحراوي.
وأبان تصريح الوزير الجزائري، رغبة من الجزائر لعودة المملكة المغربية لحضن الإتحاد الأفريقي بعد أن انسحبت منه في وقت سابق لخلافات تعود بالأساس إلى الملف الصحراوي، وموقف الجزائر الداعم للشرعية الدولية وجبهة البوليساريو .
وبحسب المراقبين، لا تتوقف هذه الرغبة بداخل جدران الإتحاد الأفريقي الذي ظل منقوصا من مقعد المغرب منذ سنوات، بل تتعداها إلى إرادة من الطرفين، لبحث كل ملفات الخلاف العالقة، ومنها ملف فتح الحدود البرية المغلقة منذ العام 1994.
وكانت الرباط قررت غلق حدودها الشرقية مع الجزائر ، بعد الاعتداء المسلح على فندق أطلس آسني بمراكش، واتهمت المخابرات الجزائرية بالضلوع وراء العملية، الأمر الذي نددت به الجزائر والذي على أساسه ترفض فتح الحدود.
ونفى الوزير مساهل، الأربعاء، أن تكون عودة المغرب إلى الحضن الإفريقي مقرونة بشروط منها ما تعلق بالملف الصحراوي و أكّد انه لن يكون هناك تجميد أو انسحاب أو تعليق عضوية البوليساريو في الإتحاد الإفريقي.
وتظهر هذه التطورات التي يقول مراقبيون بشأنها، إنها ربما تكون نتاج مفاوضات غير معلنة بين الجزائر والرباط لإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها، ومن ثمة الشروع ببناء صرح الإتحاد المغاربي المجمد منذ عقود.
وقال الخبير بالشؤون المغاربية خيثر ماجني، في تصريح لـ”عربي21"، الأربعاء، إن “هذه التطورات مؤشر واضح على أمور ملموسة قد يعلن عنها لاحقا”.
وأضاف خيثر، إن ما شجع على هذه التطورات، القضايا الأمنية التي فرضت نفسها ضمن أولويات الانشغال بالنسبة للجزائر كما الرباط، حيث التهديدات الإرهابية تتطلب تكتلات دولية جدية لمواجهتها”.
وفي هذا الشأن، قال بيان الوزارة الأولى بالجزائر، خلال زيارة المبعوث الخاص لملك المغرب محمد السادس، الجمعة الماضي، أن اللقاء مع الوزير الأول عبد المالك سلال: “تم التركيز خلاله على الأمن الإقليمي لاسيما مكافحة الإرهاب والجريمة الدولية المنظمة والمسائل المتعلقة بالهجرة وإشكالية التنمية”.
ويرى المتتبعون بالجزائر أن استقبال الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال الوزير المنتدب للشؤون الخارجية المغربي ، تعد بادرة قد تكون مؤشرا على تحول في العلاقات بين البلدين، ويتزامن هذا التطور بالعلاقات، مع انتخاب إبراهيم غالي أمينا عاما لـ”جبهة البوليساريو”.