في الوقت الذي اتهمت فيه عائلات الجنود
الإسرائيليين المفقودين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، بـ"الكذب والتدليس" عليها، فقد أفضى اتفاق المصالحة بين
تركيا وإسرائيل إلى انقسام حاد في أوساط الحكم والنخب الثقافية والإعلامية الإسرائيلية، إلى جانب إبداء قوى إقليمية مؤشرات قلق واضحة.
وأعلن عدد من كبار الوزراء في حكومة نتنياهو عزمهم على التصويت ضد الاتفاق لأنه لا يخدم المصالح "الوطنية" الإسرائيلية، ومن بينهم وزير التعليم نفتالي بنات، ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان، ووزيرة القضاء إياليت شاكيد، وجميعهم أعضاء في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، أعلنوا رفضهم للاتفاق.
ونقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح الثلاثاء عن بنات قوله: "من المهين أن تدفع إسرائيل ملايين الدولارات لعائلات إرهابيين أتراك جاءوا للمس بنا وبجنودنا، هذا يمس بقوة ردعنا ويعزز الدافعية لمزيد من الاستفزازات التركية في المستقبل".
ونوهت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية إلى أنه على الرغم من أن عددا متزايدا من الوزراء سيعلنون رفضهم للاتفاق، فإن نتنياهو في حال لم يتمكن من تمريره داخل المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، فإنه يستطيع تمريره بالتصويت عليه خلال اجتماع للحكومة بكامل هيئتها، حيث إن أغلبية الوزراء هناك يؤيدون الاتفاق.
من ناحيتها، شرعت عائلات الجنود الإسرائيليين الذين أسروا خلال الحرب الأخيرة على غزة وبعدها في حملة دعائية لنزع الشرعية عن الاتفاق، يتهمون نتنياهو بالنكث بتعهداته لها بعدم التوقيع على الاتفاق مع أنقرة قبل أن تتم إعادة أبنائها إلى إسرائيل.
وفي ثلاث بيانات منفصلة، قالت عائلات الجنود، أبراها منغيستو وشاؤول عامور وهدار غولدين، إن نتنياهو قدم تعهدات واضحة لها حول التزامه بعدم التوقيع على اتفاق مع تركيا، قبل أن تضمن موافقة "حماس" على إعادتهم إلى إسرائيل.
وفي بيان صادر عنها، قالت عائلة غولدن: "في الوقت الذي ستحصل فيه عائلات الإرهابيين الأتراك على عشرات الملايين من الدولارات، وعشية مكافأة حماس بالسماح بوصول دعم غير مسبوق من تركيا لغزة، فإن رئيس حكومتنا اختار أن يتجاهل ضائقتنا وهو الذي أصدر الأوامر لابننا بالمشاركة في الحرب الأخيرة".
من ناحيته هاجم شمعون شيفر، أحد أبرز المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الاتفاق، قائلاً إن الاتفاق لا يخدم المصالح الإستراتيجية، ساخرا "من الذين يقولون إن الاتفاق جاء نتاج التقاء المصالح الاستراتيجية بين الجانبين".
وفي مقال نشرته الصحيفة الاثنين، أضاف شيفر: "أردوغان لن يتراجع عن نيته الوقوف على رأس الكتلة الإسلامية الأكثر تطرفا، المكان الذي ليس فيه لإسرائيل حق وجود".
وأردف قائلا: "نتنياهو يتعاون مع أردوغان، الذي يتباهى بأنه مدافع ومنقذ للشعب الفلسطيني بقيادة حماس، ويتيح إعادة بناء القطاع بالتخطيط وبتوريد العتاد".
وفي المقابل، أشاد عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" بالاتفاق، منوها إلى أن هذا الاتفاق سيضمن الهدوء في الساحة الجنوبية.
وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء، أشار هارئيل إلى أن تركيا ستلعب دورا في منع اندلاع مواجهة جديدة مع حركة حماس.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الثلاثاء، أن اليونان أبلغت إسرائيل بتحفظها الشديد على الاتفاق مع أنقرة.