قال الأمين العام لحزب الله اللبناني،
حسن نصر الله، إنه لا يمكن تفكيك لبنان ومصيره ومستقبله عما يجري في كل المنطقة وخصوصا في سوريا والعراق، مشددا على أن خسائر قواته في سوريا قليلة بعكس ما يروج له الإعلام "المغرض"، معتبرا المعركة في
حلب "معركة كبرى"، وكاشفا دور الحزب في الحرب على
تنظيم الدولة بالعراق.
وأوضح نصر الله، خلال كلمة له بمناسبة الذكرى الأربعينية لمقتل القيادي في الحزب
مصطفى بدر الدين، الجمعة، دور بدر الدين في إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وغيرها.
وكشف نصر الله عن دور حزب الله في الحرب على تنظيم الدولة بالعراق، وقال إنه بعد سيطرة تنظيم الدولة على محافظة الموصل وجزء كبير من الأنبار وديالة وكركوك وصلاح الدين "اتصل الإخوة في العراق بنا وقالوا نحتاج منكم يا إخواننا في حزب الله إلى العدد الفلاني من كوادركم وقيادييكم، لنقل التجربة والقيادة إلى الميدان، نحتاج لمن يخطط ويساعد في التخطيط ويضخ في المعنويات في مقاتلينا".
وتابع: "بدر الدين كان متابعا لهذا الوضع، خلال ساعات كان العدد المطلوب من القيادات الجهادية لحزب الله جاهزة للانطلاق إلى بغداد، تلبية لنداء استغاثة من الشعب العراقي ومن الإخوة في إيران وحرس الثورة الإسلامية والجنرالات الإيرانيين ومن العراقيين"، وشدد على أنه لولا تدخل حزب الله وحلفائه بالعراق "لكانت داعش اليوم في بغداد وفي بقية عواصم دار الخلافة الداعشية التي أعلن عنها أبو بكر البغدادي، ولكانت المنطقة في كارثة..".
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنه رغم الصعوبات التي تتعرض لها العراق سواء كانت صعوبات إدارية أو شعبية أو اقتصادية أو أمنية فإن العراقيين استطاعوا دحر تنظيم الدولة بإرادتهم الصلبة، خلافا لما تروجه بعض الفضائيات العربية التي تدافع "عن داعش وتقاتل إلى جانبهم بالأكاذيب والإشاعات والتحريض الطائفي.."، على حد تعبيره.
وأكد نصر الله أن "العراقيين الذين يقاتلون الآن في الفلوجة والموصل وغيرها يدافعون عن كل المنطقة والعالم الإسلامي وليس فقط عن مدنه"، مثنيا على "الدعاة والزعماء الدينيين والسياسيين في العراق الذين كانت لهم مواقف مشرفة، وأحبطوا مشاريع الفتانين الخبثاء الذين أرادوا أن يوصلوا للعالم أن المعركة هي معركة طائفية"، على حد زعمه.
سوريا والمعركة الكبرى بحلب
واتهم حسن نصر الله كلا من تركيا والسعودية بتوظيف واستقدام الآلاف من مقاتلي الجماعات المسلحة في الأشهر الماضية بحلب لإسقاطها بعد فشل مشروعهم لإسقاط دمشق، وقال: "إنهم (تركيا والسعودية) جاؤوا بآلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم، واستعملوا الحدود التركية السورية لدخول الآليات والدبابات والمدافع، لإسقاط ما تبقى من محافظة حلب ومدينة حلب بالتحديد، ولاندفاع قواتهم باتجاه حماه وحمص وصولا إلى دمشق".
وأكد: "نحن أمام موجة جديدة أو مرحلة جديدة من مشاريع الحرب على سوريا تخاض الآن في شمال سوريا وبالتحديد في منطقة حلب"، وأضاف: "القتال والدفاع عن حلب هو دفاع عن بقية سوريا، هو دفاع عن دمشق ولبنان والعراق والأردن".
وشدد على أن المشروع الأمريكي السعودي "التكفيري" ليصنع إنجازا كبيرا يهدد المنطقة سيفشل، "لذلك وجب أن نكون في حلب وسنبقى بها".
وكشف نصر الله عن عدد مقاتلي الحزب بحلب وقال إنه عدد كبير، مؤكدا أن "ما يجري في المنطقة الآن وما جرى هو معركة طاحنة"، نافيا أن تكون لديه خسائر بشرية كبيرة في سوريا بحسب ما روجت له وسائل الإعلام "الممول خليجيا"، وقال: "إنهم اخترعوا الكذبة وصدقوها"، مشددا على أن هذه القنوات الفضائية والأحزاب السياسية "المغرضة" في قلبها توجد "داعش" و"جبهة النصرة"، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو جزء من الحرب النفسية على حزب الله.
نصر الله يكشف عن حصيلة قتلاه بسوريا
وقال الأمين العام لحزب الله إن حصيلة الضحايا منذ أول حزيران/ يونيو إلى اليوم بسوريا كانت "26 شهيدا وأسير واحد ومفقود واحد، أما ما يروج له من أن قتلانا بالمئات فهو كلام فاضي".
وأكد أنه من استفاد من وقف إطلاق النار بحلب هم مقاتلو الجماعات المسلحة الذين أتوا بالآلاف لإسقاط نظام بشار الأسد، مشددا على أن حزب الله وحلفاءه "قدموا إنجازات كبيرة بحلب التي صمدت في مواجهة الهجمات الشرسة والقاسية التي كانت تتعرض لها من قبل هذه القوات الإرهابية".
كما كشف نصر الله عن خسائر الجماعات المسلحة منذ فاتح حزيران/ يونيو إلى اليوم، وقال إن لديهم أرقاما موثقة بالمكان والزمان لقتلى الجماعات الإرهابية، مضيفا: "قتلى الجماعات المسلحة 617 قتيلا من فاتح حزيران/يونيو إلى اليوم، بينهم عشرات القادة الميدانيين وبعض القادة الكبار. لديهم أكثر من 800 جريح. دمرنا أكثر من 80 دبابة وآلية عسكرية وغيرها..".
وأكد أن الذي أوقف "عاصفة الجنوب" بدرعا هو حجم الخسائر البشرية للجماعات المسلحة التي كانت تمول من السعودية والولايات المتحدة وتركيا.
كما أكد نصر الله أن المعركة الحقيقية الكبرى هي التي تدار الآن بحلب.
حزب الله وأزمة السلاح بلبنان
وتحدث نصر الله، خلال كلمته، عن أزمة السلاح بلبنان وقضية إطلاق النار في الهواء، وقال: "ندعو إلى مواجهة وطنية شعبية.. السلاح منتشر في كل لبنان وهي ظاهرة قديمة منذ عشرات السنين قبل تأسيس حزب الله، لذلك يحتاج إلى معالجة وطنية كاملة وشاملة".
وأكد الأمين العام لحزب الله أن الحزب اتخذ قرارا بتنظيم حملة على جميع الأصعدة، وخاطب شباب الحزب بالقول: "أقول لكل شباب الحزب، هذه رسالة دماء الشهداء، هذا الأمر بشكل قاطع نرفضه وسنواجهه، لم نكتف بالتوجيه الأخلاقي أو الإشارة بالعقوبة، أجمعت القيادة من الآن فصاعدا، من يطلق النار في الهواء ويرتكب هذا العمل الحرام والمشين والمهين والمؤذي والمذل، سيفصل من تشكيلاتنا.. سيطرد من صفوفنا، ولو كان من المؤسسين.. هذه الخطيئة ستكون كافية لطرده من صفوفنا..".
ودعا الأحزاب والتنظيمات اللبنانية لتحذو حذوه وقال: "نأمل من الأحزاب والتنظيمات أن تبادر إلى اتخاذ خطوات مشابهة لكي نتعاون كلبنانيين للقضاء على هذه الظاهرة".
حزب الله والأزمة المالية
وانتقد حسن نصر الله المنابر الإعلامية المحلية والدولية التي قالت إن حزب الله ينهار ماليا واقتصاديا، وقال إن الحزب لا يمر بأي أزمة مالية، وأن إيران ملتزمة بتقديم الدعم المادي له.
كما انتقد مجموعة من المصارف اللبنانية التي أقدمت على تطبيق العقوبات الدولية بحق أعضاء ينتمون لحزب الله وقال: "هناك مصارف في لبنان ذهبت بعيدا أكثر من الأمريكان، بل قاموا بشيء لم تطلبه الولايات المتحدة، ذهبتم (المصارف) إلى مؤسسات لم يشملها هذا القانون وقلتم إنكم محرجون لعدم تنفيذها، قمتم بحظر حسابات مجموعة من المؤسسات الخيرية لم تكن ضمن اللائحة السوداء للولايات المتحدة، أهذا هو القانون؟"، واعتبر ما أقدمت عليه هذه المصارف "استغلال سيء واعتداء" على أتباعه، يرفضه الحزب ولا يقبله، ولن يسمح به، على حد تعبيره.
وشدد على أن هذه المصارف التي تخضع للضغوط الأمريكية هي التي ستدمر اقتصاد لبنان، وقال: "الذي يقول إنه حريص على الاقتصاد اللبناني يستهدف نصف الشعب اللبناني.."، وتابع: "من يدمر اقتصادنا.. أنتم"، وأكد أنه من يدمر مصارف لبنان هو ذاك التصرف اللامسؤول والعدواني من قبل بعض المصارف اللبنانية.
نصر الله: "إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم بالغ الخطورة"
واعتبر حسن نصر الله إسقاط الجنسية البحرينية عن الشيخ
عيسى قاسم، أحد كبار علماء الشيعة بالبحرين، "عملا بالغ الخطورة" أقدمت عليه السلطات البحرينية.
وقال نصر الله إن "المطالب التي رفعها الحراك الشعبي في البحرين محقة بالمعايير الإنسانية والأخلاقية والدولية"، خصوصا وأنه "لم يلجأ للعنف ولم يحمل السلاح بل كان سلميا".
واتهم الأمين العام لحزب الله النظام السعودي بالتدخل في البحرين وقال: "هناك قرار من آل سعود بمنع الحوار وإعطاء الحقوق للشعب البحريني"، وذلك مخافة أن يفتح هذا الأمر الباب "أمام الشعب في السعودية، هذا الشعب المحروم من أي مشاركة سياسية".
وأشاد نصر الله بالشيخ عيسى قاسم وقال: "إذا كان هناك من يستحق جائزة نوبل للسلام في العالم فهو الشيخ عيسى قاسم بسبب مساعيه في بلاده".