ملفات وتقارير

غضب طلابي بسبب "سحور أبوهشيمة" في جامعة القاهرة

طلاب انتقدوا اختراق المال السياسي للجامعات
استنكر اتحاد طلاب جامعة القاهرة تورط إدارة الجامعة في الترويج لأحد رجال الأعمال عبر تنظيم حفل سحور جماعي، مؤكدا أن المال السياسي يخترق الجامعات، في محاولة للسيطرة على عقول الطلاب.
 
وشهدت جامعة القاهرة، مساء الأربعاء الماضي، حفل سحور جماعيا لآلاف الطلاب تحمل تكلفته رجل الأعمال الشاب أحمد أبو هشيمة، تحول إلى مؤتمر دعائي له.
 
وتزايد نفوذ أبو هشيمة بشدة في السنوات الأخيرة، حيث يسيطر على حزب "مستقبل وطن" المؤيد بقوة للنظام الحاكم، كما يستحوذ على قنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إخبارية، بجانب استثماراته الضخمة في مجال حديد التسليح.
 
وسبق لجامعة القاهرة، التي تعد أعرق الجامعات المصرية والعربية، أن استضافت أبو هشيمة قبل عدة أسابيع في ندوة طلابية، ليحدثهم عن سيرته الذاتية وأسرار نجاحه في العمل السياسي والاقتصادي، وهو ما لم يحدث مع أحد غيره من رجال الأعمال أو السياسيين.
 
عودة إلى عصور الظلام

 
وقال عبد الله أنور، رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، إن جامعة القاهرة أكبر من أي رجل أعمال، أكبر من أي كيان، أكبر من أي شخص يحاول أنه يقلل من قيمتها.. ‏الجامعة مستقلة".
 
وقال أنور، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "دريم2"، إن ما يحدث الآن في جامعة القاهرة يذكره بما كان يحدث في عهد مبارك من الترويج السياسي لنجله جمال، متسائلا، فيجيب: هذا الحفل يفتح المجال أمام رجال أعمال آخرين في استغلال الجامعة من أجل الدعاية السياسية.
 
وأصدر اتحاد طلاب بيانا، نشره عبر صفحته على "فيس بوك"، قال فيه: "إن الجامعة تقوم بالدعاية والتسويق السياسي لأحد رجال الأعمال، مستخدمة في ذلك أحد الكيانات الطلابية الممولة والبعيدة عن الحركة الطلابية والنشاط الطلابي".
 
وأضاف البيان: "قد سبق أن حاول رجال الأعمال استقطاب الاتحادات الطلابية، إلا أننا رفضنا أن تستخدم الجامعة لتضليل عقول الطلاب، وأن تتحول إلى ساحه للتسابق بين رجال الأعمال".
 
وطالب الاتحاد إدارة الجامعة بأن تنأى بنفسها عن ذلك التوجه؛ لأنه يمثل عودة إلى عصور الظلام وزواج السلطة برأس المال، ما ينتج عنه تنظيمات وكيانات غير شرعية، في محاولة لبسط السيطرة على الجامعات".
 
وتابع: "كان من الأولى أن توفر الجامعة جهودها لتحسين أوضاع الجامعة وتوفير أماكن آدمية لامتحان الطلاب بديلا عن الخيام الحالية".
 
وانتقد الاتحاد استخدام إدارة الجامعة للطلاب الذين يؤدون تدريبات التربية العسكرية الإلزامية في تنظيم السحور فيما يشبه نظام "السخرة"، على حد قوله.
 
رقص جماعي
 

وطالب الاتحاد إدارة الجامعة بالاعتذار لكل المجتمع الجامعي عن المشهد الذي لا يليق بهيبة جامعة القاهرة وشهر رمضان الكريم، في إشارة إلى رقص الطلاب على الأغاني الشعبية داخل الحرم الجامعي.
 
وشهد الحفل العديد من التجاوزات الأخلاقية، بحسب شهود عيان، من بينها رقص الطلبة والطالبات داخل الحرم، بالإضافة إلى بعض حالات التحرش الجنسي.
 
وأقيم الحفل تحت رعاية شركة "حديد المصريين" المملوكة لـ"أبو هشيمة"، التي تحملت تكفلة إطعام أكثر من عشرة آلاف طالب.
 
وشارك في الحفل وزراء ومسؤولون حاليون وسابقون، على رأسهم عمرو موسى أمين عام مجلس جامعة الدول العربية السابق، وجابر نصار رئيس جامعة القاهرة، فيما اعتذر وزير الثقافة حلمي النمنم ووزير الرياضة خالد عبد العزيز عن عدم الحضور، دون إبداء أسباب.
 
حديث إفك
 
وردا على هذه الانتقادات، دافع جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، عن موقفه، وقال إن رعاية إحدى الشركات المصرية للحدث أمر معروف في كل النشاطات الطلابية والعلمية بالجامعة، وسبق أن تكرر ذلك مئات المرات من قبل.
 
وأضاف نصار، في بيان نشره على "فيس بوك"، أن الحديث عن مال سياسي يخترق الجامعة أمر غير صحيح وحديث إفك، مشيرا إلى أن الأمر لا يعدو رعاية نشاط طلابي اجتماعي لا سياسة فيه.

وأوضح أن الجامعة أرادت من تنظيم الحفل إدخال البهجة على طلابها وبعض أهاليهم، متهما مهاجميه بأن لديهم دوافع أخرى للترويج لمعلومات مغلوطة وتأويلات غير صحيحة.
 
من جانبه، نأى وزير التعليم العالي أشرف الشيحي بنفسه عن المسؤولية حول هذه الفاعلية، مؤكدا أن رئيس جامعة القاهرة هو الذي يقف وراءها.
 
وأعلن الشيحي، في مؤتمر صحفي الخميس بجامعة عين شمس على هامش اجتماع المجلس الأعلى للجامعات، رفضه ممارسة الأحزاب والسياسيين لأنشطتهم الدعائية داخل الجامعات، أو استغلال الطلاب في أي نشاط حزبي، متعهدا بالتحقيق في هذه الواقعة إذا تقدمت أي جهة بشكوى رسمية حولها.