سياسة عربية

حرب شوارع في سرت بين "البنيان المرصوص" وتنظيم الدولة

دخلت قوات الجيش وسط المدينة باشتباكات مع القناصة في أعلى البنايات ومركز واغادوغو ـ أرشيفية
سيطرت قوات عملية البنيان المرصوص على ميناء ‏سرت بعد معارك ضارية مع تنظيم الدولة، وأعلن "المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص" تجدد الاشتباكات ظهر الجمعة بين قوات العملية وعناصر "تنظيم الدولة" وسط مدينة ‏سرت، بعد أن نجح الثوار في حصار المدينة بحرا واقتحامه من جهتي الشرق والغرب.

حرب داخل سرت

وأضاف المركز الإعلامي ل‏عملية البنيان المرصوص: "قواتنا تسيطر على ميناء ‏سرت بعد معارك ضارية مع داعش".

وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" الجمعة، إن "قواتنا تدك بالمدفعية الثقيلة تمركزات لداعش في محيط مجمع قاعات واغادوغو"، الواقعة في وسط المدينة الساحلية في الشمال الليبي على بعد 450 كيلومترا شرقي طرابلس.

من جهته قال المتحدث العسكري باسم غرفة عمليات سرت محمد الغصري في تصريحات للصحافة: "دخلت قوات الجيش وسط المدينة، وهناك اشتباكات مع القناصة في أعلى البنايات ومركز واغادوغو" للمؤتمرات، مضيفا أن "العملية لن تدوم طويلا، يومان أو ثلاثة على الأكثر".

وقال آمر القطاع الأوسط للقوات البحرية العقيد بحار رضا عيسى إن قواته تسيطر على ساحل سرت بالكامل، لافتا إلى أنه "لن يستطيع أفراد تنظيم الدولة الإرهابي الفرار عبر البحر".

وأوضح أن القوات التابعة له أحكمت السيطرة على المنافذ البحرية في سرت، فيما القوات الجوية قامت بالكثير من الضربات من البحر غرب سرت لفتح الطريق لتقدم القوات البرية.

وأكدت القوات العسكرية الليبية التابعة للمجلس الرئاسي أنها نجحت في تحرير بعض المدنيين ممن كانوا رهن الاعتقال لدى تنظيم الدولة الإرهابي في مدينة سرت، والذين بدت عليهم آثار التعذيب.

كما أقام الثوار صلاة الجمعة في مسجد الثلاثين الذي يعد أحد مساجد مدينة سرت ونقلت وقائع الصلاة قناتان ليبيتان فقط.
 
وأضاف المركز الإعلامي أن مستشفى ‏مصراتة استقبل شهيدين وثمانية جرحى إصاباتهم بسيطة، مسجلا أن عدد شهداء العملية، حسب مصادر طبية، بلغ 117 شهيدا حتى اللحظة، فيما فاق عدد الجرحى الـ500.

حكومة الوفاق تبارك

سياسيا أعلن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الجمعة، مباركته للانتصارات التي حققتها عملية "البنيان المرصوص" في سرت.

وقال السراج في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي: "نبارك الانتصارات التي حققها الجنود الليبيون البواسل في جبهات القتال، كانوا كالبنيان المرصوص في مواجهة عدو شرس مجرم، لقد زحف الأبطال بشجاعة وإقدام ليحرروا المواقع تلو الأخرى، ملحقين بتنظيم الدولة خسائر فادحة في صفوفه ليصبح محاصرا في منطقة محدودة لا خيار أمامه سوى الموت فيها...".

وجدد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني دعوته إلى "جميع القوى العسكرية على اختلافاتها إلى التوحد في مواجهة العدو المشترك"، ودعاهم إلى "الانضمام إلى القوات المنتصرة التي تشكلت من أبناء مناطق ليبية".

وأوصى السراج جميع الأطراف "بتحييد المدنيين الأبرياء والحفاظ على أمنها وحياتهم"، داعيا أهالي سرت إلى "الصبر والالتحام بالجنود البواسل حين تحين الساعة".

وتمكنت القوات الحكومية الخميس من دخول المدينة وبعد نحو شهر من انطلاق عملية "تحرير سرت" في 12 أيار/ مايو الماضي، بعدما حققت تقدما متسارعا على الأرض في الأيام الماضية من جهتي الشرق والغرب.

وتسعى قوات حكومة الوفاق، المدعومة من المجتمع الدولي، إلى استعادة مدينة سرت المطلة على البحر المتوسط من تنظيم الدولة، الذي يسيطر عليها منذ حزيران/ يونيو 2015.