أثار التقرير الصحفي الذي أنجزه الصحفي الإسرائيلي
جدعون كورتس بالجزائر، الاثنين الماضي، جدلا واسعا بالجزائر، كما أثار حفيظة نواب الأحزاب الإسلامية بالبرلمان
الجزائري.
وكان صحفي جريدة "معاريف" الإسرائيلية، نشر تقريرا منوعا عن الجزائر بعد عودته إلى بلاده، حيث كان من بين الصحفيين الذين رافقوا الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس إلى الجزائر يومي 10 و11 نيسان/ أبريل الماضي.
ودخل "كورتس" الجزائر بوثائق سفر فرنسية، وتمكن من مقابلة مسؤولين رسميين، بينهم وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، لكن صحفي "معاريف" أخطأ وقدمه بالتقرير على أنه وزير خارجية حكومة عبد المالك سلال.
وأثار تقرير "كورتس" ردود فعل غاضبة من قبل نواب إسلاميين، حيث وجه النائب حسن عريبي، عن جبهة العدالة والتنمية الإسلامية المعارضة، سؤالا لوزير الخارجية رمطان لعمامرة بخصوص مسؤولية قطاعه عن دخول الصحفي الإسرائيلي أرض الجزائر، وإجرائه مقابلات مع مسؤولين حكوميين.
وخاطب البرلماني الجزائري وزير خارجية بلاده بنص السؤال الذي أرسله لـ "
عربي21"، الجمعة، بقوله: "من المسؤول عن تمكين الصحفي جدعون كورتس من تأشيرة دخول للجزائر تحت غطاء بعثة إعلامية فرنسية بمناسبة
زيارة الوزير الأول مانويل فالس للجزائر يومي 10 و11 نيسان/أبريل الماضي".
وصرح البرلماني ذاته، لـ"
عربي21"، الجمعة: "إني أتساءل إزاء الطريقة التي تمت بها غربلة قائمة الوفد الإعلامي المرافق للوزير الفرنسي مانويل فالس لبلادنا؟ ولماذا لم تنتبه الجهات الأمنية لهذا الاختراق الخطير للسيادة الوطنية؟".
وأضاف: "هل يتعلق الأمر بانتكاسة مخابراتية للدولة الجزائرية أم إن هناك نية في التطبيع مع دولة الكيان الإرهابي الصهيوني، وبالتالي سقوط آخر قلاع العروبة والإسلام في أحضان العدو؟".
وأكد عريبي أن وزارة الخارجية مدعوة "لترميم مشاعر الغضب لدى الجزائريين، وإعادة الاعتبار لشرف الجزائر إذا كانت تلك الزيارة هي اختراق أمني أو خطأ غير متعمد"، معتبرا زيارة جدعون كورتس للجزائر، والتجول في شوارع العاصمة، ودخوله لمقرات رسمية مثل إقامة الرئاسة بزرالدة، أمرا "يحز في النفس، ويستفز مشاعرنا كجزائريين".
وتلقى الجزائريون صدمة إثر التقرير الذي نشره جدعون بالصحيفة المذكورة، إذ لم يسبق أن دخل صحفي إسرائيلي الجزائر بهذا الشكل.
من جهته، أفاد ناصر حمدادوش، نائب حركة مجتمع السلم، الإسلامية المعارضة، أيضا: "بينما رفضت السلطات الجزائرية الترخيص لصحفيين من جريدة "لوموند" وقناة "لوبوتي جورنال"، تمكن صحفي صهيوني من اختراق الحكومة والرئاسة وينشر في جريدته "معاريف" تفاصيل أخذها من أسئلته المسمومة لوزرائنا (الأشاوس)".
وقال حمدادوش، بمساهمة مكتوبة سلمها لـ "
عربي21"، الجمعة: "هل يتعلق الأمر بالتطبيع مع إسرائيل؟"، وتساءل: "أين هي مؤسسات الدولة من هذا العبث الفرنسي بالسيادة الوطنية؟ أين هي المخابرات الخارجية و"وزارة الخارجية"؟"، معتبرا هذا الاختراق كواحدة من نتائج تفكيك جهاز المخابرات "فأصبحت الجزائر مستباحة من طرف "إسرائيل" عبر بوّابة "فرنسا"".