ناقشت صحيفة "
هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، سعي
الإمارات العربية المتحدة لبناء
جبل صناعي، من شأنه أن يساعد على هطول الأمطار عند الارتطام به.
وفي مقال على "هآرتس"، بعنوان "إذا لم يأت
المطر لمحمد، فسيبني جبلا"، تحدثت الصحيفة الإسرائيلية عن محاولات الإمارات لتجاوز العيش الصعب في المنطقة الصحراوية، وقدرتها العالية على ذلك، مشيرة إلى بنائها لبرج خليفة، أعلى برج في العالم، وأطول منطقة تزلج في العالم، بالإضافة إلى المجمعات التجارية الضخمة والمكيفة.
وقالت "هآرتس": "يبدو أنه لا شيء يقف أمام المال في الإمارات، أو تقريبا هكذا"، مستدركة بالقول إنه رغم كل ذلك، فهي لم تستطع حل مشكلة الأمطار، التي تعاني منها بسبب درجات الحرارة المرتفعة في البلد ذي الطبيعة الصحراوية، والتي تصل إلى 43 درجة مئوية.
وأشارت "هآرتس" إلى مقال في صحيفة "واشنطن بوست"، حول السعي الإماراتي لبناء الجبل، مشيرة إلى أنه بالرغم من وجود الجبال في الإمارات، فإنها لا تساعد في هطول ما يكفي من الأمطار.
وقال رولوف براونتايس، من المركز القومي للبحث الجوي، في الولايات المتحدة: "نحاول دراسة تأثير الجبل الصناعي على حالة الطقس مع الأخذ في الحسبان الارتفاع المناسب"، مضيفا بقوله: "في الصيف سنقوم بتقديم تقرير حول المرحلة الأولى للمشروع".
وتنتظر الإمارات هذا التقرير بفارغ الصبر، لأن استهلاك المياه فيها هو الأعلى في العالم، رغم جهود الحكومة للتقليل من استخدامها.
مشاريع سابقة
وقالت الصحيفة إن هناك مشروعين لم يتم تطبيقهما بعد، وهما: "ضخ المياه بواسطة الأنابيب من باكستان، وسحب جبال جليدية من القطب"، مستبعدة أن يتم تطبيقهما أساسا.
أما المشاريع الأكثر واقعية، فمنها: "بناء مراكز كبيرة لتحلية المياه، واستخدام زرع الغيوم بشكل واسع".
وقالت مجلة "أراب بزنس" الصادرة في دبي إنه تم "استثمار مبلغ 558 ألف دولار في 186 عملية زرع للغيوم في أرجاء الإمارات"، مستدركة بأن هذا زاد في المشكلات أيضا.. ففي آذار/ مارس الماضي؛ هطلت كمية قياسية من الأمطار بلغت 289 ملم، خلال أقل من يوم، ما أحدث فوضى في البلاد التي لم تعتد على كل هذا الكم من الأمطار.
وأوضحت الصحيفة أن الجبال الصناعية ستسهل السيطرة على الأمطار، كما قال من يؤيدون هذه الفكرة، لأنه يمكن تركيز مياه الأمطار في أماكن معينة.
وأشارت "هآرتس" إلى أن هذه ليست فكرة الجبل الصناعي الأولى في التاريخ، ففي السابق، تم نقاش ذلك في هولندا، ببناء جبل يبلغ ارتفاعه 1930 مترا، لكن تكلفة إقامته كانت تصل إلى 230 مليار دولار.
وحتى الآن، يبدو أن التكلفة لن تردع الإمارات، لكن الباحث براونتايس اعترف في مقابلة أجرتها "أراب بزنس" بأن التكلفة النهائية قد تكون أعلى من إمكانيات أثرياء دبي.