استمرت المعارك العنيفة منذ ليل الثلاثاء، بين قوات نظام بشار الأسد والفصائل المقاتلة على أطراف مدينة
حلب في شمال
سوريا.
وتدور هذه المواجهات فيما تتكثف الجهود الدبلوماسية من أجل إعلان وقف لإطلاق النار في سوريا، لا سيما في حلب، خلال اجتماع يعقد الأربعاء في برلين ويضم ألمانيا وفرنسا والأمم المتحدة والمعارضة السورية.
وكان تحالف "فتح حلب" المؤلف من فصائل عدة بدأ الثلاثاء، هجوما على الأحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان والجيش السوري.
وكان الجيش السوري أعلن الثلاثاء، أن "المجموعات الإرهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الإسلام وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى قامت بهجوم واسع من عدة محاور في حلب"، وأن القوات السورية تتصدى لها.
وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، أن هذه المعارك "هي الأعنف في حلب منذ أكثر من سنة"، فيما تواصلت المعارك خلال الليل وتخللها تبادل قصف مدفعي وضربات جوية.
وهدأت حدة المعارك صباح الأربعاء، إلا أن السكان لا يتوقعون أن تطول فترة الراحة.
وقال الناشط محمود سندة، الذي يقطن في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة: "لا أعتقد أن القصف الجوي سيتوقف، لأن قرار وقف إطلاق النار ليس بيد بشار الأسد وإنما بيد حليفته
روسيا".
وأضاف أن "روسيا هي المسؤولة عن سلاح الجو السوري، وحتى الآن يبدو أنها لا تريد أن تعود التهدئة لمدينة حلب".
وأعربت موسكو، الثلاثاء، عن أملها في إعلان لوقف الأعمال القتالية "في الساعات القليلة المقبلة" في مدينة حلب، حيث أسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 270 شخصا بينهم مدنيون، خلال 12 يوما.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن "مقتل ثلاثة أشخاص جراء سقوط قذائف صاروخية على أحياء سكنية في حلب" واقعة تحت سيطرة النظام، الأربعاء.
ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام.
واعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الثلاثاء، أن "عواقب" ستترتب على عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو، وخصوصا في حلب.
وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن بلادها ستستضيف الأربعاء، اجتماعا يضم المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب، ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت والألماني فرانك فالتر شتاينماير.
و"ستركز النقاشات على كيفية إيجاد الظروف المواتية لاستمرار
مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الإنساني في سوريا"، بحسب الخارجية الألمانية.