حذرت فعاليات
مؤتمر "دور العرب
الشيعة في مواجهة المخططات التآمرية"، من مساعي بعض القوى الإقليمية لنزع المكون الشيعي العربي في
لبنان من حاضنته الشعبية ووضعه في سياق صراع إقليمي لخدمة بعض النظم الديكتاتورية، بما لا يخدم مصالح الأمة ومستقبلها.
كما ناقشت فعاليات المؤتمر، الذي انطلقت فعالياته الأحد، عددا من أوراق العمل التي تتحدث عن الشيعة العرب ودورهم في إفشال المخططات التآمرية على الأمة، وعن التعددية وفشل الدولة الوطنية، وكذلك مواصفات المشروع العربي لبناء المستقبل، بحسب موقع "جنوبية" اللبناني.
وحذر المؤتمر خلال فعالياته من أن هناك بعض القوى الإقليمية والدولية التي تسعى لشرذمة أمتنا وتفتيتها، مستلهمة وقائع وأحداث تاريخية، وخلافات سياسية مضى عليها الزمن، في محاولة منها لتعميق حالة الانقسام العامودي في مجتمعنا العربي.
وجاء في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر أن هذه القوى تسعى لإحياء النزاعات والخلافات التي تسمح لها بالتدخل في شؤوننا وأوطاننا، والإمساك بمقدراتنا وقرارنا وحتى حياتنا وأرواحنا.
وأكدت الكلمة أن ما نشهده اليوم في أوطاننا من حروب ونزاعات وانقسامات تؤكد دور هذا الخارج في تأجيج الخلافات، وشراسة القتال، وضرب نسيج ووحدة هذه الأمة، منوهة إلى أنه بما أننا أمة واحدة ومجتمع واحد، فسنقف في وجه هذا المخطط ونرفضه.
وقال القائمون على المؤتمر إنه يهدف لمناقشة هذا الواقع المرتبط بالشيعة العرب ودورهم والتنبيه من الانجراف فيه، والتماهي معه، وتأكيد ضرورة الخروج من هذه الأزمة والفتنة.
وطالبوا بتعزيز "وحدتنا وتعميق ثقافتنا وتطوير مجتمعاتنا، لنؤكد أن الحوار والنقاش الموضوعي هو المدخل الحقيقي الذي يؤسس للثقة المتبادلة بين المكونات كافة التي ترتبط بوطننا".
وعبّر المؤتمرون عن شعورهم بخطورة ما سوف تؤدي إليه السياسات التي تهدف لتجزئة مجتمعنا، وتقسيم أمتنا وربط بعضها بتحالفات إقليمية وخدمة استراتيجيات ومشاريع إقليمية توسعية، وإعادة إنتاج أمة منقسمة مفتتة، متخلفة وعاجزة.
ونوهوا إلى أن هناك من يسعى لإبعاد المكون العربي الشيعي عن مجتمعه العربي، وربطه بمحور سياسي إقليمي، يسعى لتعزيز نفوذه وخدمة طموحاته التاريخية، ويرفض التسويات الوطنية، وجعل من الصراع الديني مدخلا للتدخل والهيمنة.
وأكدوا أن هذا الصراع لن يؤدي إلا لتشتيت أمتنا وشرذمتها، وأن الأصوات الحرة في كل فريق ومكون عربي هي حاضرة لجمع الكلمة ورأب الصدع..
وأضافوا أنه بما أننا نؤمن أن الطائفة الشيعية في لبنان كانت وما زالت وستبقى جزءا أساسيا من نسيج هذه الأمة ومكونا ناشطا في مسيرتها، انخرطت في مسيرة الاستقلال كما في مسيرة مواجهة الاحتلال من خلال فصائل المقاومة الوطنية وأحزاب الحركة الوطنية، وقدمت الكثير من المفكرين والمثقفين الناشطين والباحثين والمخترعين، فإنه لا يمكن إلا ان تكون جزءا من حالة الصراع الوطني والقومي مع قوى المؤامرة، سواء كانت إقليمية أو دولية أو حتى محلية.
ونوهوا إلى أنه انطلاقا من هذا الفهم، كان لا بد لنا من إطلاق صرختنا… فدعونا لإقامة هذا المؤتمر تحت عنوان (العرب الشيعة ودورهم في مواجهة المخططات التآمرية) لنقول: إن امتنا واحدة، والتعددية هي سمتها المميزة.. وإن مجتمعنا واحد ونفخر بانتماءاتنا وثقافاتنا المختلفة، وإن دورنا جميعا هو أن نتكاتف ونتعاون لبناء مجتمع متضامن ومتصالح مع ذاته، تعدديٌ في أحزابه، حرٌ في إعلامه، نسعى معا لتطوير اقتصادنا وتنمية مجتمعنا، واستغلال مواردنا ومعالجة مشاكل البطالة والفقر والتخلف والجهل، وإن الانتماء الحقيقي يكون للوطن، وليس للمشروع الديني أو الإقليمي، وإن المواطنة الحقيقية هي في رفض تجاوز الحدود والانخراط في صراعات لن تعود علينا سوى بالخسران والعداء وفقدان الشباب في ريعان العمر دون طائل، وخسارة اللحمة الوطنية كما الانتماء الحق للأمة العربية.
وأضافوا أن وقوفنا إلى جانب أصحاب الحقوق والحق مهما كان انتماؤهم، هو أكثر موضوعية ومصداقية من نصرة الظالم على رعيته ومن الافتئات على المظلوم دعما للظالم.
وختموا بالقول: "إن رفضنا للصراع الديني بين مكونات أمتنا يحثنا على التضامن والتفاعل فيما بيننا، وتأكيد مشروع الدولة العادلة والسلطة السياسية التي يختارها الشعب ويتم تداولها والتناوب على إدارتها ممن كانت صناديق الاقتراع إلى جانبهم .. وأن التنافس على تقديم الأفضل للوطن والشعب هو المعيار الحقيقي للاختيار”.